لا تمدحوا بيريز .. ماذا لو جدد أنشيلوتي عقده في 2015 وليس 2023؟

صحيح رحيل أنشيلوتي كان مؤثرًا في 2015، خاصة وأن بديله رافا مارتينيز لم يكن محبوبًا في غرفة الملابس مثله، إلا أنّ قدوم زين الدين زيدان في منتصف الموسم غيّر كل شيء.

فاز الملكي بدوري الأبطال، واستمر في المنافسة على الدوري الإسباني حتى الجولة الأخيرة، وجاء في الموسم التالي ليحقق ثنائية الدوري والأبطال ويصنع فريقًا مرعبًا.

لكن كارثة فريق زيدان بدأت في الموسم الثالث، في 2017-2018 بخسارة الكأس مبكرًا والفارق الكبير بينه وبين برشلونة متصدر الدوري الإسباني، لكن الفوز بالأبطال أنسى الجمهور الأداء البشع محليًا، لكن زيزو نفسه لم ينسى ولذلك فضّل الرحيل.

عاش بعدها الملكي سنوات صعبة، سواء في موسم 2018-2019 والذي خسر فيه كل شيء في مارس وتولى تدريبه 3 مدربين آخرهم زيدان نفسه.

ثم مع زيدان عاش الفريق حالات الصعود والهبوط ليأتي أنشيلوتي وتسير الأمور بشكل مختلف.

من الصعب بالتأكيد بماذا قد يحدث لو استمر أنشيلوتي ولم يأتي زيدان على الإطلاق، هل يحقق كارلو الثلاثية أيضًا؟

ولكن يمكن أن نسأل سؤالًا أهم، ما الذي قدّمه زيدان لفريق ريال مدريد في هذه السنوات لم يفعله أنشيلوتي في فترته الأولى؟

بالنسبة لاستقرار غرفة الملابس فقد كانت مستقرة، بالنسبة للعلاقة الجيدة مع اللاعبين فالكل كان حزينًا حين رحيله بما فيهم كريستيانو رونالدو نفسه.

لو على الحرية في الملعب، فأنشيلوتي هو من بدأ الأمر ولم تكن حرية مطلقة دون أفكار مميزة يقدمها للفريق وخاصة في الشق الهجومي، وشاهدنا ذلك في موسم 2015-2016 بوضوح.

كل شيء فعله زيدان، سبقه إليه أنشيلوتي وربما حتى بصورة أفضل، فلو قارننا بين نسخة الملكي في 2015 و2017 لربما تجد الأولى أفضل فنيًا رغم عدم تحقيق أي بطولة.

نظريًا، أنشيلوتي كان قادرًا على قيادة ريال مدريد لحصد ثلاثية الأبطال على التوالي، بل وربما كان ينجيه من المستويات السيئة محليًا في آخر موسم لزيدان في فترته الأولى.

لو نظرنا للجانب القبيح من فترة زيدان، فسوف تجدها الفترة التي تخلص فيها من لاعبين شباب مميزين مثل أشرف حكيمي وماركوس يورنتي، بل حتى لم يعامل داني سيبايوس بشكل جيد ولم يستفد منه على الإطلاق.

في فترة زيدان كان هازارد المفضل دائمًا على فينيسيوس طالما جاهزًا، ولم يحصل رودريجو على الثقة ذاتها، لكن شاهدنا مع أنشيلوتي كيف تجاهل البلجيكي لصالح مواهب البرازيل.

أنشيلوتي طوّر المواهب التي وجدها ومنحهم الفرصة والدفعة، واستفاد من سيبايوس الذي أنقذه من الخروج من كأس الملك الموسم الماضي وانتهى به الأمر فائزًا بالبطولة.

لو استمر أنشيلوتي، لربما وجدنا شكلًا أفضل للفريق ودون غيابات في عديد المراكز كما هو الحال الآن، لأن زيدان كان حريصًا على تدليل النجوم، بينما كارلو قادر على صناعة النجوم.

لو استمر أنشيلوتي ولم يغادر بين 2015 حتى 2021 لربما استمر كريستيانو رونالدو لفترة أطول في ريال مدريد، لكن هذا الأمر غير مؤكدًا.

صحيح فإنّ رونالدو كان يحب أنشيلوتي بصورة كبيرة ولذلك ودّعه بحراره حينما رحل، لكنّه لم يجد أي أزمة مع زيدان من بعده، بل رحل لأسباب تتعلق برفض بيريز زيادة الراتب.

ربما كان يتدخل أنشيلوتي في الأمر ويكون وسيطًا جيدًا بين رونالدو وبيريز، لكن هذا التدخل غير مضمون نتائجه.

ربما كان يؤثر على صاروخ ماديرا بشكل إيجابي، وربما حتى كان شعور رونالدو بالاستقرار في الملكي يجعله يفكر مرتين قبل الرحيل.

هذا أمر من الصعب التأكيد عليه لأن كريستيانو رونالدو كان لديه خططًا منذ سنوات، وربما كان يبحث عن تحدٍ جديد بالفعل أو يبحث عن راتب أعلى.

ريال مدريد هو أحد أقوى الفرق في العالم، بل ربما هو الفريق الأقوى على الإطلاق.

ورغم إمكانياته هذا النادي القوي إلا أنّه خارج التوقعات، فتارة يقدم مواسم خرافية، وتارة أخرى يظهر بشكل سيء للغاية، ويكفيه أنّه بعد ثلاثية الأبطال على التوالي خرج مرتين على التوالي من دور الـ 16.

وربما السبب وراء ذلك هو غياب الاستقرار على مستوى المدرب في ريال مدريد، فمنذ عودة بيريز لرئاسة النادي في 2009 تغير المدرب 10 مرات وأطول فترة لمدرب كانت زيدان ومورينيو لثلاث مواسم متتالية.

لو لم يرحل أنشيلوتي في 2015 واستمر حتى الآن لربما كان ذلك الاستقرار الذي يحتاجه ريال مدريد ليبقى دائمًا في الواجهة، إما بطلًا أو مقاتل على البطولة، لأنه في السنوات الماضية كان إما بطلًا أو بعيدًا عن المنافسة مبكرًا.

هدوء أنشيلوتي ومرونته في التعامل مع الإصابات والغيابات والنواقص في فريقه يجعله الشخص الأنسب لقيادة مشروع طويل الأمد، ويمنح النادي الملكي الهدوء الذي يستحقه.