Lamine Yamal HIC 2-1GOAL

لا تلوموا يامال.. فراغ الجيل الذهبي يهدد مستقبل برشلونة!

يجد نادي برشلونة نفسه على مفترق طرق حرج، فبينما يتوهج نجم لامين يامال كرمز للأمل، تتسرب المواهب الشابة الواعدة من "لاماسيا" في صمت مدوٍ، مهددة بتقويض مستقبل النادي على المدى الطويل.

لمشكلة لا تكمن في يامال، بل في الفراغ الذي تركه رحيل النجوم الكبار من أجيال متعاقبة، وهو الفراغ الذي سمح ليامال بالصعود الصاروخي، ولكنه الآن يمثل فخًا للمواهب الأخرى التي لا تجد طريقًا إلى الفريق الأول.

يكشف تقرير صادر عن صحيفة "سبورت" عن حالة من الإحباط تتملك العديد من المواهب في أكاديمية لاماسيا.

إيمان كوسبو، المدافع الشاب الذي كان يُنظر إليه كواحد من أبرز المواهب الواعدة، قد انضم بالفعل إلى فيورنتينا.

السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو عدم تلقيه أي استدعاء من المدرب هانسي فليك للانضمام إلى تدريبات الفريق الأول أو المباريات، وهو ما يراه اللاعب إشارة إلى عدم وجود خطة واضحة لتطوره.

كوسبو ليس وحيدًا في هذا الشعور؛ فكثيرون من زملائه يشاركونه الإحباط، حيث تمر الأيام والأسابيع دون أي فرصة لإثبات الذات على أعلى مستوى، وقد انضم لتلك القائمة لاعب مثل يان فيرجيلي الذي طلب الرحيل رسميًا من إدارة برشلونة رغم أن عقده مستمر حتى 2027.
تتكرر القصة مع لاعبين آخرين مثل إبراهيما ديارا ديارا أحد هدافي برشلونة أتلتيك، الذي قيل إنه كان على وشك الاستدعاء قبل تعرضه للإصابة، لكنه هدد قبلها بأنه سيحاول الرحيل هو الآخر.

  • Lamine Yamal Lionel Messi Barcelona 2025Getty/GOAL

    يامال: رمز الفرصة الاستثنائية لا القاعدة

    لامين يامال هو المثال الأبرز والأكثر إلهامًا للاعبين الشباب في لاماسيا، فصعوده الصاروخي إلى الفريق الأول في سن 15 عامًا، مع متابعة مكثفة له في تدريبات ومباريات فرق الشباب قبل ذلك، جعله قدوة يحتذى بها.

    لكن نجاح يامال يعود بشكل كبير إلى ظروف استثنائية: فقد جاء في فترة فراغ كبيرة في النادي، حيث كانت هناك حاجة ماسة لمواهب جديدة لتعويض النقص في الجودة والخبرة بعد رحيل أجيال كاملة من النجوم.

    هذه الظروف هي التي مهدت له الطريق، وجعلت فرصه في الحصول على دقائق لعب أعلى بكثير مما قد يحصل عليه أي لاعب آخر في ظروف طبيعية.

  • إعلان
  • barca atletic 2024Marc Graupera - FC Barcelona

    الإحباط يتزايد.. وهبوط برشلونة أتلتيك يزيد الطين بلة

    إن تأخير تلقي اللاعبين الشباب أي استدعاء للفريق الأول يمثل لهم إحباطًا كبيرًا، فلكل لاعب شاب حلم بالوصول إلى القمة، وعندما يرى الوقت يمر دون أن يتم منحه الفرصة التي يشعر أنه يستحقها، تبدأ الشكوك في التسلل إلى نفسه.

    يضاف إلى ذلك هبوط "برشلونة أتلتيك" (الفريق الرديف) في الموسم المنصرم ليصبح في الدرجة الرابعة، مما يقلل من جودة المنافسة والفرص المتاحة للاعبين لإظهار إمكانياتهم بشكل مستمر في دوري تنافسي، فهذا الوضع يضغط على اللاعبين للبحث عن خيارات أخرى خارج النادي.

  • FBL-EUR-YOUTH LEAGUE-TRABZONSPOR-BARCELONAAFP

    كم "كوسبو" و"ديارا" خسرهم برشلونة؟

    السؤال الذي يطرح نفسه بجدية هو: كم موهبة بحجم إيمان كوسبو وإبراهيما ديارا خسرها برشلونة بالفعل، وكم عدد المواهب الأخرى التي قد يخسرها في المستقبل؟

    التطلع إلى نموذج يامال، الذي ساعدته الظروف بشكل كبير للوصول إلى الفريق الأول في فترة فراغ النادي، أصبح بمثابة وهم لغيره.

    فالآن، حتى لو حصل شاب على فرصة، مثل مارك كاسادو على سبيل المثال، فإن الخبرة والإمكانيات الأكبر للاعبين المخضرمين قد تطغى عليه، ولن يجد الوقت الكافي للتطور، مما سيعيده إلى مقاعد البدلاء أو خارج التشكيلة الأساسية بسرعة كما حدث بعودة فرينكي دي يونج من الإصابة لتقديم مستويات رائعة، ليحصل هو على المقعد الأساسي فيما تبقى من الموسم.

    يامال نفسه، لو كان قد ظهر في حقبة ليونيل ميسي الذهبية، أو حتى لو استمر عثمان ديمبيلي في برشلونة، لكانت نسبة حصوله على فرص النجاح محدودة للغاية.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • xavi simons barcelona

    حالات خروج مبكرة: هل يتكرر سيناريو تشافي سيمونز؟

    هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها برشلونة مشكلة هروب المواهب، مثال تشافي سيمونز، الذي غادر لاماسيا في سن مبكرة وانضم إلى باريس سان جيرمان، ثم تطور ليصبح نجمًا في أوروبا، هو تذكير مؤلم بما يمكن أن يخسره النادي.

    فقد حاول برشلونة اعادته لكنه اصطدم بواقع مرير وبقيمة انتقالات مرتفعة للغاية مما أخذ النادي الكتالوني لخيارات أقل سعرًا في وقت كان فيه اللاعب تحت تصرفها لسنوات ولم يتم التعامل معه بشكل سليم يتأكد من استمراره.

    إذا استمر برشلونة في عدم توفير مسار واضح ومحفز للمواهب الشابة، وتأخر في منحهم الثقة والفرصة في الفريق الأول، فإننا قد نرى المزيد من قصص "إيمان كوسبو" و"تشافي سيمونز" في المستقبل.

  • xavi-simons(C)Getty Images

    حلول مقترحة: جسر لاماسيا إلى الفريق الأول

    لمواجهة هذا النزيف المستمر للمواهب، يجب على برشلونة تبني استراتيجية أكثر مرونة وفعالية لضمان تطور لاعبيه الشباب واستمرارهم ضمن منظومة النادي.

    صحيح أن برشلونة يحاول الدفع بالشباب في كل فرصة ممكنة، ورأينا ذلك بوضوح مع مشاركة لاعبين مثل درو هيرنانديز في مباريات ودية كلقاء فيسيل كوبي.

    لكن محدودية الأماكن في الفريق الأول وضغط المباريات الرسمية، خاصة في المنافسات الكبرى، يفرض على المدربين الاعتماد على اللاعبين الأكثر جاهزية وخبرة.

    لذا، فإن أحد الحلول المقترحة هو إبرام اتفاقيات شراكة استراتيجية مع أندية أخرى في الدوري الإسباني، أو حتى في دوريات أوروبية أقل تنافسية ولكنها توفر بيئة جيدة للتطور.

    يمكن أن تتضمن هذه الاتفاقيات صفقات إعارة "مخفضة" لهؤلاء اللاعبين، بحيث يتحمل النادي المعار جزءًا بسيطًا من رواتبهم، أو حتى لا يتحمل شيئًا في بعض الحالات.

    هذا النموذج سيسمح للمواهب بالحصول على دقائق لعب منتظمة في مستوى تنافسي عالٍ، بعيدًا عن ضغط الفريق الأول لبرشلونة، مما يسرع من نضجهم الكروي والتكتيكي.

    في الوقت ذاته، يضمن برشلونة احتفاظه بحقوق اللاعبين وإمكانية استعادتهم في أي وقت، مع وجود بنود واضحة تتعلق بمدة الإعارة، وشروط إعادة الشراء، أو حتى خيارات التمديد.

    وفي أسوأ الاحوال حال ما لم يقدم اللاعب ما يراه برشلونة مرضيًا سيستطيع أن يستفيد منه ماديًا بشكل أفضل من الشروط الجزائية الهزيلة في عقود الشباب، فوقتها سيكون قد لعب في مستويات أعلى وتمت مشاهدته من قبل أندية أخرى، وسيكون بيعه بمقابل مادي معقول أمر في غاية السهولة.

    هذا النهج سيقلل من الإحباط الذي يشعر به اللاعبون، ويمنحهم مسارًا واضحًا للتطور، ويحول دون تكرار سيناريوهات خسارة مواهب واعدة مثل تشافي سيمونز وإيمان كوسبو.

  • This pictured shows the new building namAFP

    بيت القصيد

    إن مستقبل برشلونة لا يكمن فقط في التعاقد مع النجوم الكبار، بل في الحفاظ على جوهر هويته المتمثلة في أكاديمية لاماسيا.

    إن الفراغ الذي سمح ليامال بالصعود هو نفسه الذي يهدد الآن بخسارة أجيال كاملة من المواهب.

    على النادي أن يدرك أن الاستثمار في الشباب ليس مجرد شعار، بل هو استراتيجية طويلة الأمد تتطلب صبرًا، وتخطيطًا دقيقًا، وتوفير مسارات واضحة للتطور.

    فبدون جسر قوي يربط بين لاماسيا والفريق الأول، سيظل برشلونة يواجه معضلة البحث عن النجوم من الخارج، بينما تتسرب كنوزه من بين يديه.

    إن إنقاذ مستقبل برشلونة يبدأ من هنا، من إعادة إحياء الأمل في قلوب شباب لاماسيا.

0