Pipi Nakai

"لا تغادر البرنابيو إلا مطرودا".. ناكاي يكشف أسرار "ديزني لاند" ريال مدريد، ورحلة الـ 0.01% المستحيلة!

  • حلم "ديزني لاند" المدريدي

    بدأت قصة "بيبي" مع ريال مدريد برهان بدى مستحيلاً، حيث يستذكر اللاعب تلك اللحظات الفاصلة في طفولته قائلاً: "لقد أخبروا والدي أن لدي فرصة بنسبة 0.01% فقط للتوقيع معي، ونصحوه بأن يأخذ الأمر كتجربة فقط، لا أكثر". ورغم ضآلة النسبة، سافر الطفل ذو التسع سنوات متمسكاً بالأمل، ليتحول الحلم إلى حقيقة بعد معسكر تدريبي، حيث يقول: "بعد أسبوعين من التدريبات والمباريات، أخبروني أنهم سيوقعون معي.. والدي قال إنه شعر بـ(هالة) توحي بقبولي حين رآني من الخلف في المطار، رغم أنني أعتقد أنه اخترع هذه القصة لاحقاً".

    وعن سر لقبه الغريب، يوضح ناكاي ضاحكاً: "أمي هي من أطلقت عليّ لقب (بيبي) منذ أن كنت في الثانية من عمري؛ لأن إخوتي الكبار كانوا يجعلونني أبكي كثيراً وأنا أردد صوت (بي ، بي، بي)". هذا الطفل الباكي وجد نفسه فجأة داخل أسوار أفضل نادٍ في العالم، وهو ما وصفه بعبارة بليغة: "دائماً ما أقول إن فالديبيباس مثل (ديزني لاند).. إنه امتياز أن تكون هناك، ولم أفكر يوماً في العودة لليابان، لأن هناك أحلاماً تستحق أن تقطع نصف العالم من أجلها".

  • إعلان
  • FBL-ESP-REAL MADRID-TRAININGAFP

    نصائح أساطير "البرنابيو"

    يتحدث ناكاي بعاطفة جياشة عن تشربه للحمض النووي لريال مدريد، وعن القناعة الراسخة التي تولدت لديه بخصوص مغادرة النادي: "أعتقد أنك لا تستطيع الخروج من ريال مدريد بقرارك؛ بل يجب أن يطردوك، لأنه أفضل نادٍ في العالم ويجب احترامه".

    ويستعيد "بيبي" ذكريات تصعيده للتدريب مع الفريق الأول وهو في سن السادسة عشرة، واصفاً الرهبة التي تملكت ساقه: "في اليوم الأول كانت ساقاي ترتجفان، كنت مرعوباً تماماً.. لكن مارسيلو اقترب مني وقال لي أن أهدأ، ومنذ ذلك الحين أصبحت أكثر استرخاءً".

    ولم ينسَ نصيحة المايسترو الألماني توني كروس الذي قال له: "العب السهل وفكر قبل أن تستلم الكرة".

    وعن حدة التدريبات رفقة هؤلاء النجوم، يكشف ناكاي عن الفارق الذهني الهائل قائلاً: "في المباريات المصغرة نهاية التدريب، يلعبون وكأنها نهائي دوري أبطال أوروبا.. يجب أن يفوزوا، وحين يخسرون يغادرون بغضب شديد.. هذا ما يجعلك بطلاً لأوروبا 15 مرة، فهم يتعاملون مع المران وكأنه آخر يوم في حياتهم".

  • صراع الهوية

    واجه ناكاي تحدياً ثقافياً كبيراً للتأقلم مع الكرة الإسبانية الشرسة مقارنة بجذوره اليابانية المهذبة، وعن هذا الصراع يقول: "أمي يابانية جداً، وبالنسبة لها القيم أهم من كرة القدم.. ذات مرة وبختني بشدة لأنني لم أصافح الخصوم بعد مباراة لعبت فيها بشكل سيء".

    ومع ذلك، أدرك "بيبي" أن اللطف المفرط قد يعيقه في الملعب، بناءً على نصيحة تلقاها من وكيل أعماله، حيث يوضح: "قال لي إنه خارج الملعب يمكنني أن أكون يابانياً كما أنا، ولكن داخل الملعب يجب أن أمتلك المزيد من (الخبث) أو الشر.. ليس أن أكون شخصاً سيئاً، بل أن تكون لدي تلك الشراسة الضرورية للمنافسة".

    كما تطرق إلى معاناته مع عقوبات "الفيفا" للاعبين القصر التي حرمته من اللعب لفترات، قائلاً بمرارة: "كانت أصعب اللحظات حين يتم استدعائي لبطولة ثم يخبرونني ليلاً أنني موقوف بسبب لوائح الفيفا.. كنت أتدرب وحدي ولا ألعب، لكنني لم أفقد الإيمان أبداً لأنني كنت في المكان الذي يحلم به ملايين الأطفال".

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • FBL-EUR-C1-REAL MADRID-TRAININGAFP

    الواقعية خارج الأسوار

    بعد الخروج في إعارات متعددة وصولاً إلى ليجانيس، اصطدم ناكاي بواقع كرة القدم خارج "الجنة المدريدية"، معترفاً بصعوبة التحول: "عندما تخرج، تشعر بالفرق في المنشآت.. كنت آتياً من مكان كل شيء فيه مثالي، لكنني تذكرت أن ما عشته في الريال لم يكن (الطبيعي)، وأن الواقع هو ما أعيشه الآن في الخارج".

    ورغم الإصابة الحالية في الغضروف المفصلي، لا يزال ناكاي متمسكاً بأحلامه الكبيرة التي استلهمها من ليالي الأبطال الساحرة، حيث يقول بطموح جارف: "أحد أحلامي هو لعب دوري أبطال أوروبا والفوز بجائزة رجل المباراة. رأيت بنزيما يحمل واحدة بعد مباراة السيتي وقلت لنفسي: أريد واحدة مثل هذه". ويختتم النجم الياباني حديثه برؤية ناضجة لمستقبله: "أحلم باللعب للمنتخب الياباني الأول والمشاركة في المونديال.. وأود أن ألعب حتى سن الأربعين، وبعد الاعتزال سأكرس نفسي لمساعدة الأطفال للصعود والنجاح مستفيداً من تجربتي، وربما إنشاء جمعية تربط بين اليابان وإسبانيا كروياً".

0