Getty Images Sportواقعة مثيرة للجدل في مباراة برشلونة وبيلباو
في الدقيقة 51، وبينما كانت النتيجة تشير لتقدم البارسا بثلاثية، ارتكب سانسيت تدخلاً عنيفاً على فيرمين لوبيز اكتفى الحكم خوسيه ماريا سانشيز مارتينيز بإشهار البطاقة الصفراء له مبدئياً.
وتوضح التسجيلات اعتراض اللاعب الباسكي بشدة وبنبرة لا تخلو من الإنكار لحظة استدعاء حكم الفيديو (VAR) لزميله في الساحة، حيث التقطت الميكروفونات صوت سانسيت وهو يصرخ بذهول في الخلفية: "لا تعبث معي، إنها ركلة عادية"، محاولاً التقليل من فداحة تدخله.
إلا أن هذه الاحتجاجات العفوية اصطدمت بصرامة بروتوكول الفيديو، حيث طلب حكم الـ VAR دانييل تروخيو سواريز من الحكم مراجعة اللقطة لاحتمالية وجود "لعب عنيف خطير"، وهو التنبيه الذي تجاهل قناعة اللاعب بأنه لم يرتكب خطأً يستوجب الطرد، ليكشف الفيديو لاحقاً تهوراً واضحاً لم يترك مجالاً للشك.
Getty Images Sportتفاصيل الحوار الحاسم في غرفة الفيديو
وثّقت غرفة "VAR" الحوار الفني الدقيق الذي دار بين الحكام لحظة مراجعة اللقطة أمام الشاشة، حيث طلب الحكم سانشيز مارتينيز رؤية "نقطة الاتصال" بوضوح، ثم طالب بمشاهدة اللقطة بـ "الشدة" والسرعة العادية، ليتأكد فوراً أن القرار يستوجب الطرد المباشر. ويُظهر التسجيل نداء الحكم على اللاعب بوضوح: "أويهان، تعال معي"، ليقوم بإلغاء البطاقة الصفراء وإشهار الحمراء في وجهه، مدوناً في تقريره لاحقاً أن اللاعب استخدم "قوة مفرطة دون وجود خيار للعب الكرة"، وهو القرار الذي سيكلف سانسيت الغياب لمباراة واحدة.
ورغم دقة القرار النهائي الذي أنصف فيرمين، إلا أن مصادر تحكيمية انتقدت، عبر صحيفة "موندو ديبورتيفو"، اضطرار الحكم الدولي للاعتماد على التقنية في لقطة بهذا الوضوح، معتبرة أنه كان يتوجب عليه اتخاذ قرار الطرد مباشرة من أرض الملعب دون مساعدة، نظراً لقوة التدخل ووضوحه، مما يفتح باب النقاش مجدداً حول مدى اعتماد حكام النخبة المفرط على الـ VAR لتصحيح أخطاء تقديرية بديهية في المباريات الكبرى.
عودة الرعب إلى "كامب نو"
لم تكن ليلة عادية بعد أكثر من 900 يوم من "المنفى"؛ فقد استعاد برشلونة هويته الشرسة في افتتاح ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، محولاً قمة الجولة الـ13 من الليجا إلى مهرجان أهداف انتهى برباعية نظيفة في شباك أتلتيك بيلباو. وتناوب على توقيع هذا الانتصار العريض كل من فيرمين لوبيز وفيران توريس (ثنائية)، بينما تكفل روبرت ليفاندوفسكي بقص شريط الأهداف مبكراً، موجهاً رسالة "سياسية" للإدارة وممزقاً ملف هاري كين، ليؤكد أن الماكينة البولندية لا تزال تعمل بكفاءة قصوى.
وتجلى مصطلح "تأثير الكامب نو" بأقوى صوره في الضغط الجماهيري الذي ساهم في طرد سانسيت، ليمنح هانز فليك فوزاً استراتيجياً صعد به الفريق مؤقتاً إلى صدارة الليجا برصيد 31 نقطة، متساوياً مع الغريم ريال مدريد. وهو انتصار جاء في توقيته المثالي، مانحاً البلوغرانا دفعة معنوية هائلة قبل الدخول في أسبوع "كسر العظم"، حيث يطير الفريق لمواجهة تشيلسي في قمة "ستامفورد بريدج" يوم الثلاثاء بدوري الأبطال، قبل العودة سريعاً لاستقبال ألافيس يوم السبت لمواصلة الصراع المحلي.
ومع حضور 45 ألف مشجع إلى كامب نو، قال الألماني قبل المباراة، "لطالما كان حلمي أن أدرّب برشلونة هنا، ولهذا السبب أنا متحمس للغاية، من المهم أن أكون هنا".
ورغم غياب راشفورد وبيدري وفرينكي دي يونج عن المواجهة ضد أتلتيك بيلباو، إلا أن المباراة شهدت عودة الحارس جوان جارسيا للمشاركة أساسيًا، ودخول رافينيا بديلًا في الدقيقة 81.
Getty Images Sportماذا بعد لبرشلونة في الفترة المقبلة؟
في المقابل، يدخل العملاق الكتالوني في نفق من المباريات الحاسمة التي قد ترسم ملامح موسمه، حيث يستهل أسبوعاً "نارياً" بقمة أوروبية شرسة في لندن ضد تشيلسي يوم الثلاثاء، قبل أن يعود سريعاً لمعركة محلية لا تقل ضراوة باستقبال أتلتيكو مدريد في "قمة الجولة" يوم 2 ديسمبر، يتخللهما لقاء ألافيس. ولن تكون مهمة كتيبة هانز فليك سهلة في شهر ديسمبر، إذ تنتظرهم رحلات محفوفة بالمخاطر لمواجهة ريال بيتيس وفياريال، بالتزامن مع استضافة آينتراخت فرانكفورت لحسم الحسابات الأوروبية.
ومع مطلع العام الجديد 2026، ترتفع حدة التحدي بـ "ديربي كتالونيا" أمام إسبانيول، قبل السفر لخوض معركة نصف نهائي كأس السوبر الإسباني ضد أتلتيك بلباو، ليختتم البارسا شهره الشاق بمحاولة تأمين عبوره الأوروبي أمام سلافيا براج وكوبنهاغن، ما يفرض على فليك ضرورة المداورة الذكية لتفادي الإرهاق في هذا الماراثون الثلاثي.
إعلان



