GOAL ONLY Mastantuono v Yamal gfxGoal AR

يامال ريال مدريد.. مشروع بيريز الذي يهدد بحرق ماتانتونو وتدمير غرفة ملابس الملكي!

يبدو أن أروقة ملعب سانتياجو برنابيو تشهد فصلاً جديداً من فصول المنافسة الشرسة مع الغريم التقليدي برشلونة، لكن هذه المرة لا تدور رحى المعركة حول لقب أو صفقة لاعب مخضرم، بل حول جوهرة المستقبل.

 فمع بزوغ نجم لامين يامال كظاهرة كروية من أكاديمية لاماسيا أذهلت العالم، يعيش رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، ما يمكن وصفه بحالة غيرة صحية دفعته للرد سريعاً بمشروع طموح ومحفوف بالمخاطر: صناعة يامال مدريد.

وقع اختيار بيريز على الموهبة الأرجنتينية الفذة، فرانكو ماتانتونو، القادم من ريفربليت مقابل صفقة ضخمة بلغت 45 مليون يورو، ليحمل على عاتقه آمال ورغبات رئيس النادي في إثبات أن ريال مدريد أيضاً قادر على تقديم أيقونته الشابة للعالم. 

وعلى الرغم من أن ماتانتونو ليس من أبناء أكاديمية لا فابريكا، إلا أن كونه موهبة لاتينية من بلد الأسطورة ليونيل ميسي، وأول أرجنتيني يرتدي قميص الميرينجي منذ أنخيل دي ماريا، يضفي على الصفقة بعداً رمزياً وإعلامياً خاصاً. لكن هذه السياسة التي تهدف إلى تصنيع أسطورة بالقوة، تحمل في طياتها مخاطر جمة قد لا تقتصر على مستقبل اللاعب الشاب فحسب، بل تمتد لتضرب استقرار الفريق بأكمله.

  • Levante UD v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    الفتى المدلل بأوامر عليا

    منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى مدريد في أغسطس الماضي، حظي فرانكو ماتانتونو بدعم غير مسبوق.

    فبينما كان من المتوقع أن يمر اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً بفترة تأقلم وتدرج طبيعية، وجد نفسه أساسياً في تشكيلة المدرب الجديد تشابي ألونسو. 

    هذا الدعم اللامحدود، الذي تجلى في إشراكه على حساب نجوم أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم مثل البرازيلي رودريجو، أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كان القرار فنياً بحتاً أم أنه يخضع لأوامر عليا.

    تشير الدلائل إلى أن إصرار بيريز على تقديم ماتانتونو كجوهرته الخاصة هو المحرك الأساسي لهذه السياسة. 

    فالرئيس، الذي يرى في يامال دليلاً على تفوق أكاديمية برشلونة، يريد أن يبعث برسالة واضحة: أنا أيضاً أمتلك ظاهرة مماثلة. 

    هذا الضغط الرئاسي يضع ألونسو في موقف لا يحسد عليه، فهو مطالب بتحقيق التوازن بين قناعاته الفنية ورغبات الإدارة العليا.

    ففي المباريات التي مرت من الدوري الإسباني فضل ألونسو إشراك ماتانتونو في أوقات كأساسي حتى على أسماء أثبت جودة سابقة مثل براهيم دياز ورودريجو، وهو ما فُسر على أنه تطبيق لتوجيهات بيريز بضرورة إعطاء الأولوية للمشروع الجديد.

    هذه القرارات تبعث برسالة مقلقة مفادها أن الاعتبارات الاستراتيجية والتسويقية للرئيس قد تتفوق على أي رؤية فنية، مما يقوض سلطة المدرب ويخلق حالة من عدم اليقين داخل الفريق.

  • إعلان
  • FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    مقارنة ظالمة مع يامال تقتل الموهبة

    المحور الثاني في هذه القضية الشائكة هو الضغط القاتل الذي يوضع على كاهل ماتانتونو نفسه.

     فبمجرد وصوله، بدأت وسائل الإعلام والجماهير في عقد مقارنات بينه وبين لامين يامال، صحيح أنها ليست مقارنات متكررة أو عديدة لكن هذا لأن اللاعب الأرجنتيني لم يقدم أوراق اعتماده بشكل كامل بعد.

    هذه المقارنة، وإن كانت مغرية إعلامياً، إلا أنها ظالمة بشكل كبير، يامال يعتبر حالة فريدة، نتاج سنوات من التكوين داخل لاماسيا وبيئة لعب متناغمة، بينما يأتي ماتانتونو من دوري وقارة مختلفان وثقافة كروية مغايرة، ومطالب بالتألق الفوري في أكبر نادٍ في العالم.

    هذه المقارنة المستمرة لا تمنح اللاعب الشاب فرصة للنمو والتطور بشكل طبيعي، بل تحمله توقعات تفوق سنه وخبرته بمراحل.

    أي هفوة أو إضاعة فرصة، يتحول في نظر الجمهور إلى دليل على فشله في مجاراة يامال، ورغم تسجيله هدفه الأول في الفوز على ليفانتي بنتيجة 4-1 في أواخر سبتمبر، والذي ساعده على اكتساب بعض الثقة، إلا أن الأضواء المسلطة عليه تجعل كل تحركاته تحت المجهر.

    قبل هذا الهدف، كانت هناك لحظات من التسرع وإهدار الفرص، وهي أمور طبيعية لأي لاعب شاب في بداية مسيرته، لكنها في حالة ماتانتونو تتحول إلى مادة دسمة للنقاد والمقارنات. 

    حتى روبرت ليفاندوفسكي، نجم برشلونة، علّق على هذه المقارنة واصفاً إياها بغير العادلة، مؤكداً أن البحث عن ميسي جديد أو استنساخ لاعب فريد مثل يامال هو أمر مستحيل. 

    هذا الضغط النفسي الهائل قد يكون له تأثير عكسي، فيكبح جماح موهبة اللاعب ويغتالها في مهدها بدلاً من صقلها وتنميتها.

  • Real Madrid CF v RCD Mallorca - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    تدمير غرفة الملابس وخلق أعداء

    لعل الأثر الأخطر لسياسة التدليل هذه يكمن في انعكاساتها السلبية على غرفة ملابس ريال مدريد. 

    عندما يتم تفضيل لاعب شاب وصل لتوه بشكل واضح على حساب لاعبين كبار ومجتهدين مثل رودريجو، الذي ساهم بشكل فعال في نجاحات الفريق خلال السنوات الماضية، فإن ذلك يخلق حتماً حالة من الغيرة والإحباط.

    رودريجو، الذي ارتبط اسمه بالرحيل إلى أندية الدوري الإنجليزي يجد نفسه الآن في وضع صعب، حيث يشعر بأن كل ما قدمه للفريق لا يشفع له أمام مشروع الرئيس.

    هذا التمييز في المعاملة لا يؤثر فقط على اللاعبين الذين يفقدون مراكزهم، بل يمتد أثره إلى الفريق ككل. 

    فالروح الجماعية التي لطالما كانت من أهم أسلحة ريال مدريد قد تتأثر سلباً، زيمكن أن يؤدي تدليل ماتانتونو إلى خلق أعداء له داخل الفريق نفسه، وتقسيم غرفة الملابس بين الفتى المدلل المحمي من الإدارة، وبقية اللاعبين الذين يشعرون بالظلم والتهميش. 

    وقد أشاد ألونسو علناً بـلروح الأرجنتينية القتالية لدى ماتانتونو، لكن هذه الروح وحدها لن تكون كافية إذا لم تجد ترحيباً ودعماً حقيقياً من زملائه. 

    إن بناء أسطورة على أنقاض الروح الجماعية للفريق يعد مخاطرة كبيرة، قد يدفع ثمنها ريال مدريد غالياً في سعيه للمنافسة على الألقاب الكبرى.

  • Real Madrid CF v Al Hilal: Group H - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    بيت القصيد

    في الختام، تبدو محاولة فلورنتينو بيريز لاستنساخ ظاهرة يامال في مدريد خطوة استراتيجية جريئة، لكنها محفوفة بالمخاطر. 

    فبينما قد ينجح في صناعة نجم إعلامي وتسويقي، فإنه يخاطر في الوقت نفسه بحرق موهبة شابة تحت ضغط التوقعات، وتقويض سلطة مدربه، والأهم من ذلك، تدمير الانسجام داخل غرفة ملابس فريقه.

    الأشهر القادمة ستكشف ما إذا كان مشروع ماتانتونو سيصبح قصة نجاح ملهمة، أم درساً قاسياً في عواقب صناعة الأساطير بالقوة.