ربما من أهم الثنائيات الهجومية في كرة القدم الحديثة، هي ثنائية محمد صلاح وساديو ماني بمساعدة روبرتو فيرمينو، حيث اعتادت الفتك بالجميع باستمرار في الدوري الإنجليزي قبل تفرقهم برحيل السنغالي إلى بايرن ميونخ ثم النصر السعودي، ومغادرة فيرمينو إلى الأهلي.
السبب الرئيسي وراء نجاح هذا الثنائي، هو دعم فيرمينو، مع صعوبة قيام أي خصم بفرض رقابة لصيقة أو التركيز على لاعب منهما بدلًا من الآخر، لأنك لو راقبت صلاح سيفتك بك ماني والعكس صحيح!
هنا ظهر نفس النموذج، داني أولمو هو من فتك بأتلتيكو في كل مرة تم فيها التركيز على يامال، خاصة وأن الدولي الإسباني يمتلك درجة عالية من المرونة التكتيكية والقدرة على المراوغة في أضيق المساحات مثلما فعل في الهدف الثاني، حيث تحول مؤخرًا إلى سلاح فتاك يتواجد في كل مكان ومن الصعب إيقافه.
أولمو لم يكن مصدر التشتيت الوحيد لدفاع أتلتيكو، أيضًا رافينيا سجل وكان أحد نجوم المباراة، وقدم المساعدة الكافية والحلول الهجومية اللازمة التي تقلل من تأثير غياب فعالية يامال أمام المرمى عندما تنغلق المساحات أمامه.
تألق رافينيا وأولمو على وجه التحديد، ساهم في تحسن مردود يامال بشكل ملحوظ ووصوله إلى منطقة جزاء الخصم بشكل أكبر رغم عدم تهديده مرمى الحارس يان أوبلاك بشكل مباشر.
يامال وأولمو تكفلا بإعادة برشلونة أمام ديبورتيفو ألافيس، حيث سجل لامين هدفًا وأحرز زميله هدفين في الفوز 3/1، والليلة قام كل منهما بنثر سحره من جديد، حتى وإن لم يزر الجناح الشاب للشباك.
خروج أولمو مصابًا يأتي كناقوس خطر لفقدان برشلونة لأحد أهم أسلحته الهجومية، بوجود أنباء حول إمكانية غيابه حتى بداية عام 2026، مما يمثل ضربة قوية للفريق ويامال نفسه الذي يعاني مؤخرًا من الحصول على المساعدة اللازمة لإظهار قدراته.
ربما الحلقة الأضعف كانت روبرت ليفاندوفسكي، حيث يؤكد لنا البولندي مرة أخرى أن برشلونة بحاجة إلى مهاجم جديد يمكنه قيادة الخط الأمامي للفريق الكتالوني في المستقبل، ولكن المستويات المميزة من خلفه عن طريق يامال وأولمو ورافينيا كانت كافية لإسقاط الضيوف ونشر الفوضى في دفاعاتهم.
وفي النهاية دعونا نؤكد أن قمة برشلونة وأتلتيكو تعكس لنا هذه الحقيقة، ليس من السهل أن تكون لامين يامال، نعم اللاعب يحصل على مميزات هائلة، ولكنه في المقابل يمتلك موهبة فريدة من نوعها، سيحتاج إلى حمايتها والقتال من أجل الحفاظ عليها وإظهارها رغم كل الصعوبات، تمامًا مثلما فعل الليلة بجدارة في ملحمة كامب نو ضد سيميوني ورجاله.