cm grafica lamine yamal barcellona 2025 26 16.9Getty Images

ليس من السهل أن تكون لامين يامال .. "التشتت" نشر الفوضى بدفاع أتلتيكو و"نموذج كلوب" قدم لنا "سلاح أولمو"!

منذ أشهر قليلة جدًا، كان حلم كل شاب أن يصبح مثل لامين يامال للعديد من الأسباب التي تخص كرة القدم وأشياء أخرى لا تخصها أبدًا، ولكن مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد تؤكد لنا أن الأمر ليس بهذه السهولة، وأن وراء كل ذلك الكثير من الجهد والتعب.

عمرك 18 سنة فقط، بطل يورو 2024 مع منتخب بلادك، حاصل على ثلاثية محلية مع برشلونة، ومن كبار المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.

وبعيدًا عن الكرة، تذهب في رحلات إلى إيطاليا وأي مكان تريده، صديقات ومعجبات وعلاقات متعددة، وقدر هائل من الرفاهية والاهتمام والإشادة من كل مكان ومقارنات مع ليونيل ميسي.

ولكن تلك المعاملة الخاصة التي يلقاها يامال وكانت نعمة بالنسبة له، تحولت إلى نقمة سريعًا، الجميع أصبح يحذر منه ويضع خطة مُخصصة له لإيقافه، وهو ما حاول دييجو سيميوني فعله في قمة هذه الجولة من الدوري الإسباني..

  • FC Barcelona v Atletico de Madrid - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    لم يسجل ولم يصنع .. ولكن!

    الفريق الكتالوني فاز بنتيجة 3/1 في ملحمة كروية تليق بعودة ملعب كامب نو إلى الحياة من الجديد، حيث سجل أليكس بايينا هدف الضيوف الوحيد، وجاءت ثلاثية أصحاب الأرض عن طريق رافينيا وداني أولمو وفيران توريس.

    يامال يخضع لرقابة خاصة ولصيقة من المدافعين هذا الموسم، وسيميوني قام بتطبيق هذا الأمر لإيمانه الشديد بأنه لو ترك له أي مساحات سيدفع الثمن غاليًا، واللاعب تأثر كثيرًا بهذا الأمر في البداية، قبل أن يتغير كل شيء في وقت لاحق.

    قمة الجولة 19 كانت دليلًا جديدًا على أن برشلونة ليس فريق يامال، وسيميوني تذوق من الكأس المُر لهذه الحقيقة، لقيامه بالمبالغة في إحاطة النجم الشاب بأكثر من مدافع، ليجد نفسه فريسة لرافينيا وأولمو وبيدري وحتى ماركوس راشفورد الذي كان على وشك التسجيل فور نزوله.

    صاحب الـ18 سنة عانى من هجوم شديد خلال هذا الموسم، البعض اتهمه بعدم التركيز على كرة القدم، والتشتت في علاقته مع صديقته السابقة نيكي نيكول، والبعض الآخر قال إنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية ليكون مثل ليونيل ميسي.

    ولكن ما لا يفهمه هؤلاء، أن يامال عمره 18 سنة فقط، سيتعرض للخطأ والكثير من الانتكاسات، ومع ذلك، تظل موهبته واضحة للجميع، وظهرت لنا ضد أتلتيكو في العديد من الفترات الهامة، مع الاعتراف بأنه سيكون عليه بذل المزيد من الجهد والحصول على العون من زملائه للظهور بنسخته الأفضل.

    ربما لم يكن الأداء الفردي الأبرز ليامال، رغم أن اللاعب الشاب كان عنصرًا أساسيًا في تفكيك دفاعات الخصم، ومهد الطريق لزملائه في أكثر من فرصة وكان على وشك التسجيل في الشوط الثاني لولا تسديده الكرة برعونة.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-ALAVESAFP

    بالأرقام .. ماذا قدم يامال أمام أتلتيكو؟

    الجناح الشاب لعب 88 دقيقة، صنع فرصتين كبيرتين، ولعب تمريرتين في مناطق الخطورة لأتتيكو، ولعب عرضية واحدة ناجحة من أصل محاولتين.

    التمرير لم يُكن مُوفقًا لدى يامال، حيث وصلت الدقة لديه إلى 69% فقط، بلعب 36 تمريرة صحيحة من أصل 52 محاولة على مدار مشاركته.

    سدد يامال 3 كرات، لم تصل أي منها إلى المرمى، ولمس الكرة 84 مرة، وفقد الاستحواذ على الكرة في 29 مناسبة وهو العنصر الأسوأ له من حيث الإحصائيات.

    ولكن النقطة الإيجابية الأفضل هي المراوغات، اللاعب راوغ الخصم في 9 مرات ناجحة من 15 محاولة، كما فاز بـ10 التحامات أرضية اشترك فيها من 18 التحامًا، وهو مؤشر جيد أمام فريق جيد مثل أتلتيكو.

  • FC Barcelona v Atletico de Madrid - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    راقبوا يامال كما شئتم .. هناك داني أولمو وغيره

    ربما من أهم الثنائيات الهجومية في كرة القدم الحديثة، هي ثنائية محمد صلاح وساديو ماني بمساعدة روبرتو فيرمينو، حيث اعتادت الفتك بالجميع باستمرار في الدوري الإنجليزي قبل تفرقهم برحيل السنغالي إلى بايرن ميونخ ثم النصر السعودي، ومغادرة فيرمينو إلى الأهلي.

    السبب الرئيسي وراء نجاح هذا الثنائي، هو دعم فيرمينو، مع صعوبة قيام أي خصم بفرض رقابة لصيقة أو التركيز على لاعب منهما بدلًا من الآخر، لأنك لو راقبت صلاح سيفتك بك ماني والعكس صحيح!

    هنا ظهر نفس النموذج، داني أولمو هو من فتك بأتلتيكو في كل مرة تم فيها التركيز على يامال، خاصة وأن الدولي الإسباني يمتلك درجة عالية من المرونة التكتيكية والقدرة على المراوغة في أضيق المساحات مثلما فعل في الهدف الثاني، حيث تحول مؤخرًا إلى سلاح فتاك يتواجد في كل مكان ومن الصعب إيقافه.

    أولمو لم يكن مصدر التشتيت الوحيد لدفاع أتلتيكو، أيضًا رافينيا سجل وكان أحد نجوم المباراة، وقدم المساعدة الكافية والحلول الهجومية اللازمة التي تقلل من تأثير غياب فعالية يامال أمام المرمى عندما تنغلق المساحات أمامه.

    تألق رافينيا وأولمو على وجه التحديد، ساهم في تحسن مردود يامال بشكل ملحوظ ووصوله إلى منطقة جزاء الخصم بشكل أكبر رغم عدم تهديده مرمى الحارس يان أوبلاك بشكل مباشر.

    يامال وأولمو تكفلا بإعادة برشلونة أمام ديبورتيفو ألافيس، حيث سجل لامين هدفًا وأحرز زميله هدفين في الفوز 3/1، والليلة قام كل منهما بنثر سحره من جديد، حتى وإن لم يزر الجناح الشاب للشباك.

    خروج أولمو مصابًا يأتي كناقوس خطر لفقدان برشلونة لأحد أهم أسلحته الهجومية، بوجود أنباء حول إمكانية غيابه حتى بداية عام 2026، مما يمثل ضربة قوية للفريق ويامال نفسه الذي يعاني مؤخرًا من الحصول على المساعدة اللازمة لإظهار قدراته.

    ربما الحلقة الأضعف كانت روبرت ليفاندوفسكي، حيث يؤكد لنا البولندي مرة أخرى أن برشلونة بحاجة إلى مهاجم جديد يمكنه قيادة الخط الأمامي للفريق الكتالوني في المستقبل، ولكن المستويات المميزة من خلفه عن طريق يامال وأولمو ورافينيا كانت كافية لإسقاط الضيوف ونشر الفوضى في دفاعاتهم.

    وفي النهاية دعونا نؤكد أن قمة برشلونة وأتلتيكو تعكس لنا هذه الحقيقة، ليس من السهل أن تكون لامين يامال، نعم اللاعب يحصل على مميزات هائلة، ولكنه في المقابل يمتلك موهبة فريدة من نوعها، سيحتاج إلى حمايتها والقتال من أجل الحفاظ عليها وإظهارها رغم كل الصعوبات، تمامًا مثلما فعل الليلة بجدارة في ملحمة كامب نو ضد سيميوني ورجاله.