جريمة كراهية .. الشرطة الإسبانية تعتقل مشجعًا بسبب كيليان مبابي

تم القبض على أحد مشجعي أوفييدو بعد أن وجه إهانات عنصرية إلى قائد المنتخب الفرنسي مبابي خلال مباراة ريال مدريد وريال أوفييدو يوم 24 أغسطس في ملعب كارلوس تارتيير، وفقًا لصحيفة ماركا.

 في الدقيقة 37، بعد أن سجل مبابي الهدف الأول، شوهد المشجع وهو يقوم بحركات وأصوات تشبه القرود من مدرج الفريق المضيف. وأكدت الشرطة الوطنية أن الشخص تم التعرف عليه من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي بثت على التلفزيون وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. 

ويواجه الآن تهمًا بارتكاب جريمة ضد النزاهة الأخلاقية وجريمة كراهية. وبعد اعتقاله، تم تقديم الرجل إلى محكمة التحقيق رقم 1 في أوفييدو.

تضيف هذه القضية إلى التدقيق المتزايد في تعامل كرة القدم الإسبانية مع العنصرية داخل الملاعب. 

وقد تعرض لاعبون بارزون مثل فينيسيوس جونيور مرارًا وتكرارًا لإساءات عنصرية في المواسم الأخيرة، بينما استُهدف مهاجم نادي أتلتيك إيناكي ويليامز في قضية انتهت بحكم بالسجن على الجاني. 

في غضون ذلك، لا تزال رابطة الدوري الإسباني تواجه انتقادات بسبب رد فعلها البطيء وغير المتسق على مثل هذه الحوادث.

بالإضافة إلى الاعتقال الفردي، يسلط الحادث الأخير الضوء على استمرار العنصرية في كرة القدم الإسبانية والجهود المؤسسية لاتخاذ إجراءات عقابية قانونية ومالية ضد الجناة.

أبلغت رابطة كرة القدم المحترفة عن هذا الحادث بالذات فور انتهاء مواجهة ريال مدريد وأوفييدو، مشيرة إلى أن اللقطات حظيت باهتمام واسع النطاق بسبب انتشارها على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.

 وأتاح تحليل الشرطة لتلك الصور والتسجيلات إلقاء القبض على الجاني بسرعة.

لا يواجه المشجع تهمًا جنائية فحسب، بل يواجه أيضًا عقوبة إدارية بموجب القانون الإسباني لمكافحة العنف والعنصرية وكراهية الأجانب والتعصب في الرياضة. 

العقوبات شديدة، حيث تتراوح الغرامات بين 60 ألف و650 ألف يورو، إلى جانب حظر دخول الملاعب. بالإضافة إلى ذلك، تمت إحالة القضية إلى مكتب المدعي العام المكلف بالحماية الجنائية للمساواة ومكافحة التمييز، المتخصص في جرائم الكراهية.

وفقًا للقانون الجنائي الإسباني، قد تصل عقوبة هذه الجريمة إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

تأتي هذه الحادثة في وقت حساس بالنسبة لكرة القدم الإسبانية. وقد وعدت رابطة الدوري الإسباني باتباع نهج "عدم التسامح مطلقًا"، لكن الحالات تستمر في الظهور، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت العقوبات فعالة بما يكفي لردع المخالفين في المستقبل.

بالنسبة لمبابي، أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية، فإن هذه الحادثة تعكس نمطًا مقلقًا شوهد مع لاعبين سود آخرين في إسبانيا.

ستنتقل القضية الآن إلى المحاكم الإسبانية، مع احتمال صدور أحكام جنائية وعقوبات مالية شديدة. إذا أدين المشجع، فقد يقضي ما يصل إلى ثلاث سنوات في السجن ويُمنع من حضور الأحداث الرياضية.

 بالنسبة إلى الدوري الإسباني والسلطات الإسبانية، تتزايد الضغوط لإثبات أن مكافحة العنصرية هي أكثر من مجرد إجراءات رمزية، وستكون هناك حاجة إلى تدابير ملموسة وإنفاذ متسق ورادع أقوى لاستعادة المصداقية.