كيبا المُقلق ومحرز الحاسم، لاعبون قد يحسموا نهائي دوري أبطال أوروبا

أداء مميز للغاية يظهر به حكيم زياش في الآونة الأخيرة مع تشيلسي رغم الانتقادات التي قد تطال المدرب توماس توخيل لعدم إشراك الدولي المغربي أساسيًا ومنحه ما يستحق.

خلال مواجهتين في الشهر الأخير أمام مانشستر سيتي، تمكن حكيم زياش من التسجيل في بطولتين مختلفتين، الأولى في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، والثانية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

هذا إلى جانب ما يمتلكه زياش من قدرات على التمرير لا توجد لدى الكثير من لاعبي العالم وليس فقط الفريقين، مما يجعله عامل قوة كبير في تشيلسي قبل مواجهة السيتي.

يبقى السؤال، هل ينجح زياش في استمراره "بالتخصص" في إسكان شباك كتيبة بيب جوارديولا الأهداف؟

تعرض الحارس إدواردو ميندي إلى الإصابة خلال مباراة تشيلسي الأخيرة في الدوري الإنجليزي أمام أستون فيلا، ليحل محله كيبا بداية من الشوط الثاني.

لا يزال موقف الحارس السنغالي من المشاركة أمام سيتي مجهولًا، وإن كان أغلب الظن أنه سيغيب ولن يلحق بالمباراة، وهكذا، سيعتمد توخيل على كيبا.

لا حاجة إلى الحديث عن الأخطاء الكارثية التي قام بها الحارس الإسباني منذ وصوله إلى تشيلسي آخر عامين، وبالتبعية، سيصير نقطة ضعف كبيرة وخطر محدق بكتيبة توخيل على مدار التسعين دقيقة في النهائي.

في مثل هذا النوع من المباريات، الحاجة إلى الخبرة تكون ملحة جدًا في الكثير من التفاصيل الصغيرة، وعند الحديث عن الخبرة في مانشستر سيتي تحديدًا، فلا يمتلكها الكثير من اللاعبين إلا الثنائي إلكاي جوندوان وسيرخيو أجويرو.

خبرة الثنائي مختلفة عن بعضها البعض، فبالنسبة للاعب الألماني، سبق له خوض نهائي دوري أبطال أوروبا بقميص بوروسيا دورتموند، بل وأحرز هدفًا من ركلة جزاء في شباك مانويل نوير آنذاك.

أما أجويرو فخاض العديد والعديد من المباريات الكبيرة على مدار العقد الماضي وكان نجمًا بها، وهذا يفترض أن يجعله قادرًا على التأقلم مع ضغوطات المباراة النهائية بسهولة.

يمكن الجزم بأن خبرة جوندوان كاللاعب الوحيد في كتيبة جوارديولا الذي خاض نهائي الأبطال، وخبرة أجويرو الضخمة في كرة القدم بشكل عام، مع إضافة اسم فيرناندينيو، ستكون عاملًا إيجابيًا قد يحسم المباراة لصالح السيتي.

في النهائيات، لا يطلب من المهاجم سوى إنهاء أنصاف الفرص، وهنا تبرز أزمة كبيرة جدًا في مانشستر سيتي إذا ما شارك رحيم ستيرلينج في المباراة.

الموسم الماضي كان ستيرلينج سببًا في خروج السيتي من ربع النهائي بإهداره الغريب لكرة والمرمى بدون حارس أمام ليون، ولا تزال مشكلة إنهاء الفرص متواجدة بقوة لدى المهاجم الإنجليزي.

ماذا لو أتت الفرصة لستيرلينج، انفراد أو كرة أمام المرمى وأهدرها مرة أخرى؟ كابوس يراود جوارديولا بكل المقاييس.

من جديد يبرز الحديث عن الخبرة، ولدى كتيبة توماس توخيل ثنائي فقط قد خاض نهائي دوري أبطال أوروبا من قبل، وهو تياجو سيلفا وماتيو كوفاسيتش.

الحقيقة أن القوة التي أضفاها سيلفا على دفاعات تشيلسي تقول الكثير عما يمكنه أن يضيفه للبلوز في مباراة السيتي فقط بعامل الخبرة.

ولا يجب الإغفال أبدًا عن آخر لديه خبرة ضخمة وهو القائد سيزار أزبيلكويتا، الذي دائمًا ما يمنح الآمان والطمأنينة بوجوده في أرض الملعب وديناميكية أدواره وإتقانها.

الخبرة ستكون هامة، تشيلسي عبارة عن مجموعة من الشباب، لذلك فتياجو وكوفاسيتش وأزبيلكويتا يُنتظر منهم الكثير.

لك أن تتخيل عزيزي القاريء أن إنهاء رحيم ستيرلينج للهجمات قد يكون أسطوريًا إذا ما تمت مقارنته بتيمو فيرنر.

لا يمتلك توخيل الكثير من الخيارات في مركز المهاجم الصريح سوى فيرنر وأوليفيه جيرو، وسيضطر غالبًا إلى الاعتماد على أسوأ خيار ممكن لإنهاء الهجمات في العالم حاليًا، المهاجم الألماني.

على عكس جوارديولا، الفيلسوف قد يلعب بآخرين بدلًا من ستيرلينج، لذلك فيبدو أن توخيل أمام نقطة تمنح السيتي أفضلية، فمثل هذه المباريات إهدار الفرص السهلة يعني الهزيمة بالتأكيد.

المباريات النهائية والكبيرة صنعت للنجوم الكبار، وعند الحديث عن أكثرهم تأثيرًا، فلا جدال على الآمال المعقودة بشدة على كاهل نجم مانشستر سيتي الأول كيفن دي بروينه.

الدولي البلجيكي لديه من القدرات ما يجعله قادرًا على صناعة الفارق في جزء من الثانية لمانشستر سيتي، ولعله هو الكابوس الأكبر على الإطلاق بالنسبة لتوخيل.

في مثل هذه المباريات يظهر معدن اللاعبين من أمثال دي بروينه، الجميع ينتظر أن يحسم المباراة للسيتي.

تشيلسي يدين بالكثير لفرانك لامبارد لاكتشاف موهبة ماسون ماونت، ويدين بالكثير أيضًا إلى توماس توخيل على الطريقة المثالية لاستخدامه الشاب الإنجليزي بها.

ماونت هو اللاعب الأكثر خطورة بالنسبة لتشيلسي في كل المباريات، كما أن قدرته على الأداء في جميع مراكز الهجوم توفر حلولًا لملك الديناميكية التكتيكية، توماس توخيل.

إن كان ماونت في يومه واستطاع تجاوز ضغوطات النهائي، فقد يكون حاسمًا بشدة للبلوز.

الحاسم الأول بالنسبة لمانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم هو النجم رياض محرز، بعدما أحرز في ربع النهائي هدفين، والأمر نفسه في نصف النهائي.

استمرار الدولي الجزائري بصفته "الحاسم" قد يمنح سيتي لقب دوري الأبطال خصوصًا وأن محرز وصل إلى أوّج عطائاته هذا الموسم رفقة كتيبة بيب جوارديولا.

الحاسم محرز لمواصلة حسمه من ركلة حرة أو مهارة فردية أو تسديدة، حقًا إنه خطر محدق بدفاعات تشيلسي على مدار التسعين دقيقة.