De Rossi MourinhoGoal Ar / Social

كلوب وألونسو في رجل واحد .. دي روسي الذي فضح"المُنتهي" مورينيو مع روما!

في الوقت الذي خرج فيه جوزيه مورينيو مدرب روما "المٌقال"، لانتقاد مالك النادي دان فريدكين في كل مكان بمناسبة وبدون مناسبة، قرر أحدهم النجاح والتركيز على عمله مهما كانت الظروف.

تعرض البرتغالي للإقالة في منتصف الموسم أصبح بمثابة العادة، نتائج سيئة وأزمات وخلافات مع الإدارة، ومحاولاته للنيل من فريدكين ارتدت في وجهه، لأن أي محاولة للحصول على أي تعاطف من جمهور الذئاب وجرهم للماضي لن تنجح الآن.

جماهير روما لن تلتفت كثيرًا إلى ما يقوله مورينيو في الوقت الحالي، لأنها منشغلة بما يقدمها ابنها وأسطورتها دانييلي دي روسي، الذي قرر استمتاع بالحلم الذي يعيشه بتدريب الفريق الذي قضى فيه مسيرته بأكملها كلاعب قبل قضاء فترة قصيرة مع بوكا جونيورز.

7 انتصارات وتعادل وهزيمة في 9 مباريات، نتائج جعلت الفريق يقفز من المركز التاسع إلى الخامس بالدوري الإيطالي لتعود آماله في التأهل لدوري أبطال أوروبا.

دان فريدكين" الذي لا يفقه أي شيء" في كرة القدم، تعامل مع رحيل البرتغالي بذكاء، وجلب المدرب الأنسب على الإطلاق، شخص مُشجع لروما وتعشقه الجماهير لدرجة تجعلها تنسى مورينيو تمامًا.

اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل

لذلك الرسالة واضحة يا مورينيو، لن يتعاطف معك أحد في العاصمة الإيطالية، بل ما يفعله المدرب الشاب يفضح كل أعذارك!

  • De RossiGetty Images

    تلميذ متفوق

    تفوق نجوم الوسط في التدريب هو أمر لا ينبته له الكثيرون، ودي روسي هو مجرد امتداد لهذا الأمر الذي أكده زين الدين زيدان وميكيل أرتيتا وبيب جوارديولا ويؤكده حاليًا تشابي ألونسو في ألمانيا مع ليفركوزن.

    دي روسي مدرب ذو عقلية هجومية، حصل على أعلى الدرجات عند إكماله دورة ترخيص الاتحاد الأوروبي للمدربين بجوار زميله السابق أليساندرو دي روسي في عام 2021.

    تجربته الأولى كمدرب مع سبال لم تكن مشرقة، بل في الحقيقة كارثية، 3 انتصارات و6 تعادلات و8 هزائم في 17 مباراة، ليظن البعض أنها بداية النهاية، ولكنه تعافى منها بأفضل شكل ممكن.

    ما يقدمه الإيطالي حاليًا يشبه ما يقوم به ألونسو في ليفركوزن، والتشابه الأكبر هو إعطاء الصلابة الدفاعية للقوة الهجومية التي يقدمها الفريق، مع إخراج أفضل ما عند كل لاعب.

    السر وراء ذلك كان الإيطالي روبرتو دي زيربي، الذي تعلم رجل نادي العاصمة على يده وقال عنه:"أنا أحترمه كثيرًا، لقد كان بمثابة كتاب مفتوح بالنسبة لي وساعدني بالكتب والبيانات المتاحة".

    وأضاف في تصريحات له الشهر الماضي:"هناك صداقة بين ابنتي وابنته، أعتقد أن ابنته لن يمكنها ارتداء وشاح روما عندما يلعب برايتون ضدنا في الدوري الأوروبي".

    المواجهة التي ستقام الليلة بالبطولة ستكون لها مدلول خاص، واختبار صعب في قمة بين ثنائي من أفضل فرق الوسط في أوروبا، وسيكون على دي روسي أن يواصل هذه الرحلة الناجحة والتفوق على مُعلمه.

  • إعلان
  • Daniele De Rossi RomaGetty Images

    ليست هلاوس، إنه كلوب الجديد!

    كالعادة يترك مورينيو أي فريق يُدربه وهو في حالة دمار شامل وفوضى، لذلك اتجه روما إلى دي روسي كخيار مؤقت لإنقاذ يا يمكن إنقاذه، ولكن ما يفعله حاليًا جعل الطموحات ترتفع إلى عنان السماء.

    "بالنسبة لي هو بمثابة يورجن كلوب جديد، هل هذه مجرد هلاوس؟ لا، هو انعكاس للواقع الذي نراه".

    هذا ما قاله كيانكارلو دوتو الناقد الرياضي لصحيفة "لاجازيتا ديلوب سبورت" بعد البداية المذهلة لدي روسي في نادي العاصمة، وهنا لا يتحدث فقط عن الطبيعة الحماسية و"الجرينتا" التي يمتلكها الإيطالي منذ أيامه كلاعب لبلاده وناديه.

    صاحب الـ40 سنة أعاد الروح للملعب الأولمبي تمامًا مثلما فعل كلوب في أنفيلد مع ليفربول، كما أن فريقه يتمتع بحرية تكتيكية وانسيابية في الملعب تشبه التي قام بها الألماني.

    دي روسي نجح في تحرير فريقه من أساطير "الواقعية" واللعب في حدود الإمكانيات، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، باستغلال أقصى ما عند فريقه ولو بشكل مؤقت.

    الإيطالي يبدو وكأنه يعيش الحلم بتدريب نادي طفولته، لذلك قام بدخول هذه التجربة للاستمتاع بها بأقصى شكل ممكن، دون التقيد بالمرور بالقارب إلى بر الأمان بعد الأعاصير التي تركها مورينيو من خلفه.

  • Jose-mourinho(C)GettyImages

    ليس نُكرانًا للجميل

    نحن هنا لا نحاول التقليل من التغيير الذي قام به مورينيو في روما، بالتأهل إلى نهائي الدوري الأوروبي وحصوله على دوري المؤتمر، بالإضافة للروابط القوية التي كونها مع عشاق الذئاب المعروفين بحماسهم الذي يختلف عن أي جمهور آخر في إيطاليا.

    ولكن هي محاولة للإشارة إلى أن البرتغالي فشل في إكمال عمله تحت ظروف ظن أنها مستحيلة، ليأتي مدرب آخر لا يمتلك ولو 10% من خبرته ليُغير الواقع المرير الذي مر به الذئاب.

    ربما لم يفز دي روسي على أي من الكبار، وجاءت انتصاراته أمام فرق بالنصف السفلي من جدول الدوري الإيطالي، ولكنها نفس الفرق التي فشل مورينيو في الفوز عليها.

    الحالة التي عاشها الفريق ضد فينورد وتأهله إلى دور الـ16 من الدوري الأوروبي بركلات الترجيح لمواجهة برايتون، كانت بمثابة اللحظة العاطفية التي انفجر فيها الفريق ليؤكد أن نجاح دي روسي ليس مُجرد صدفة.

  • Smalling Dybala RomaGetty Images

    كرة جمالية والمُتسفيد ديبالا

    المدرب الإيطالي الشاب قرر تجربة كل شيء منذ قدومه، واستخدم فريقه بالكامل بالاعتماد على 25 لاعبًا بمختلف المباريات، ومن بين كل هؤلاء كان ديبالا هو الأفضل.

    الأرجنتيني عاد للحياة من جديد بتسجيل 7 أهداف ولعب تمريرة حاسمة والحصول على رجل المباراة 3 مرات، كما برز كذلك لورينزو بيليجريني بخمسة أهداف وثلاثة تمريرات حاسمة في آخر تسع مباريات تحت قيادة دي روسي.

    الأسلوب الذي يعتمد عليه الإيطالي يمنح اللاعبين المبدعين الفرصة لإخراج أفضل ما عندهم، لذلك برز ديبالا ومن بعده بيلينجريني.

    الهدف الذي أحرزه الفريق ضد مونزا كان بمثابة السيمفونية، بلمس جميع لاعبي روما العشرة على ارض الملعب للكرة أثناء بناء الهجمة، لينتهي الأمر بتمريرة حاسمة من لوكاكو وهدف من بيلينجريني.

    كلها مشاهد تؤكد أننا نعيش تجربة مثيرة تذكرنا بما يفعله ألونسو مع ليفركوزن، ولكنها لن تكتمل مثلما يفعل الإسباني مع ليفركزن، سوى بتحقيق شيئًا ما، التأهل إلى دوري الأبطال أو الذهاب بعيدًا في الدوري الأوروبي، لان نجم ليفربول وريال مدريد السابق أصبح قريبًا من إسقاط بايرن ميونخ من على عرش الدوري الألماني قريبًا.

    جماهير روما خرجت برسالة مؤثرة لمورينيو بعد رحيله قالت فيها:"الوحيد الذي دافع عنا هو آخر من استسلم، شكرًا لك جوزيه".

    ولكن دي روسي منح هذا الجمهور العاشق لفريقه الكثير من الأسباب لإغلاق هذه الصفحة تمامًا، ومواجهة برايتون ستكون حجر الزاوية لاستمرار الحلم وتمديد عقد أسطورة الذئاب، وتحويله من مُدرب مؤقت إلى دائم لسنوات قادمة!