خسارة ريال مدريد أمام برشلونة كانت مرجحة تمامًا لدى الجميع، لكن القدر أراد تقديم هدية ختامية للمدرب كارلو أنشيلوتي بأن منحه التقديم بهدفين في الربع الأول من الكلاسيكو.
المدرب المخضرم لم يستطع الحفاظ على هذا التقدم أبدًا ومنح برشلونة كل الفرص للعودة في المباراة حتى خرج من الشوط الأول متأخرًا 4-2، وقد تمتع بهدوء غريب على خط الملعب! هدوء مستفز لعشاق الملكي صراحة!
أنشيلوتي وصل في الشوط الثاني وقام بالتغييرين اللذان أعادا لريال مدريد وجوده في الملعب، أخرج أردا جولر الذي، بجانب فينيسيوس، لم يُقدم أي شيء في الشوط الأول وكان الحاضر الغائب في كتالونيا، وأخرج داني سيبايوس الذي كان مجرد لاعب يتحرك دون فائدة خلال الشوط الأول وأشرك المخضرم لوكا مودريتش ومعه براهيم دياز.
ما صنع الفارق هنا ليس فقط القدرات الفنية، لأن جولر ربما يفوق دياز مهارة وجودة فنية، وسيبايوس أكثر نشاطًا من الكرواتي، لكن ما صنع الفارق هو الشخصية والخبرة في مثل تلك المواقف الصعبة .. ظهر اليوم جليًا أن التركي غير جاهز بعد للمواجهات الثقيلة فيما تجربة دياز في إيطاليا صنعت منه لاعبًا بشخصية ممتازة.
أنشيلوتي قام بشيء آخر، هو اللعب! نعم .. ببساطة هو قرر أن يتحول فريقه إلى لاعب بدلًا من مشاهد كما حدث جل فترات الشوط الأول، وبمساعدة من برشلونة الذي خفض من نسقه، استطاع أن يعود للمباراة بالتقدم للهجوم والتخلي عن الدفاع المتأخر وتقديم خط دفاعه قليلًا وتقليل المساحات في الجزء الهجومي.
الكرة كافأته بهدف وكاد أن يصل للتعادل، وأيضًا كاد أن يخسر بنتيجة أكبر ... لكن إن كان ما فعله ضمن له الخيار الأول فاستمراره على ما كان عليه في الشوط الأول لم يكن ليمنع عنه الاختيار الثاني.