HIlal Ittihad GOAL ONLYGOAL AR

عندما تفقد أخلاقيات كرة القدم بوصلتها .. كلاسيكو الاتحاد والهلال يتحول إلى "حادث إفك"!

"هذا هو الكلاسيكو الأفضل في تاريخ الكرة السعودية" .. كُثر يقولون ذلك عن مواجهات الهلال والاتحاد على مر السنوات، والعلاقات في الأساس بين إدارات الناديين عبر التاريخ لم تشوبها شائبة تقريبًا مقارنة بالعلاقات بين بعض الأندية الأخرى، باستثناء بعض القضايا التي تبقى في إطار كرة القدم والوارد حدوثها.

لكن الكلاسيكو الأخير الذي استضافه استاد الإنماء في جدة، ضمن الجولة السادسة من دوري روشن السعودي 2025-2026، خرج عن هذا الإطار بكثير، بل سافر وارتحل!

الزعيم حقق الفوز في اللقاء بثنائية نظيفة من داخل معقل النمور، ليعقد موقفهم في جدول الترتيب قابعين في المركز السابع بعشر نقاط فقط من ست جولات، فيما ارتقى الأزرق لـ14 نقطة في المركز الثالث متأخرًا بفارق نقطة وحيدة عن التعاون "الوصيف"، وأربع نقاط عن النصر "المنفرد بالصدارة".

الكلاسيكو أقيم وسط أجواء تنافسية طبيعية داخل المستطيل الأخضر، لكن المثير هو ما حدث بين الإعلاميين خارج حدود استاد الإنماء، تحديدًا عبر منصات التواصل الاجتماعي..

  • حجبوا أصواتنا > لا هذه هي "القوة الزرقاء"!

    القضية المسيطرة على الوسط الرياضي السعودي بشكل عام، الاتحادي والهلالي بشكل خاص منذ نهاية ذاك الكلاسيكو هي "حجب صوت جماهير العميد في مدرجات الإنماء"!

    الاتحاديون يتهمون قنوات "ثمانية"؛ الناقل الرسمي والحصري لمباريات دوري روشن السعودي، بتعمد إخفاء أصوات الجماهير في المدرجات، وعلى النقيض تمامًا إظهار أصوات الهلاليين بقوة، وكأن الكلاسيكو أقيم في الرياض على استاد "المملكة أرينا؛ معقل الزعيم، وليس في جدة.

    إدارة قنوات "ثمانية" لم تعلق – حتى الآن – على تلك الاتهامات سواء بنفيها أو تأكيدات أو حتى بالاعتذار عن حدوث خطأ تقني ما تسبب في ذلك، وحتى عندما تواصل معها بتال القوس؛ مقدم برنامج "في المرمى"، أجابوه: "نرفض التعليق"!

    هذا تسبب في زيادة الهجوم على القناة من جمهور المنتمين للنادي الجداوي، فيما اجتهد الهلاليون للتهكم والسخرية تارةً وتفسير الأمر بشعبية ناديهم تارةً أخرى .. والاتجاه الأخير هو ما سار عليه الإعلامي الرياضي فهد الروقي..

    وكتب فهد الروقي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "سبب عدم ظهور صوت جماهير الاتحاد البارحة لأمرين؛ قوة تفاعل القوة الزرقاء، والثاني أن أغلب الجماهير كانت هلالية في مدرجات العميد بدليل الاحتفال بهدف الزعيم".

    تغريدة متوقعة تمامًا من قبل إعلامي هلالي .. لكن ما حدث بعد ذلك هو ما لم يكن طبيعيًا أبدًا في عالم كرة القدم ولا يمس العادات والتقاليد السعودية بشيء!

  • إعلان
  • انحدار مستوى النقاش .. من التنمر والعنصرية إلى "حادث إفك"!

    ما قاله فهد الروقي عن سيطرة "القوة الزرقاء" على استاد الإنماء، لم يعجب الإعلامي الرياضي الاتحادي عثمان أبوبكر مالي، لكن بقى رده في إطار الرياضة، حيث علق: "هبدة قبل صدور تعليمات القروب الأزرقني"، في إشارة إلى تلقي إعلاميي الهلال تعليمات لتوجيه الشارع الرياضي والترويج لشائعة بعينها تخدم ناديهم.

    لكن الإعلامي الهلالي قرر تحويل القضية من خلاف رياضي طبيعي إلى عنصرية بشأن الجنسيات وألوان البشرة، حيث رد على أبوبكر مالي بتهكم: "وش وجه الشبه بينك وبين الفنان محمد مرشد ناجي".

    مستوى الحديث انحدر أكثر عندما قرر عثمان أبوبكر مالي الرد، حيث تحولت القضية الرياضية إلى قضية أخلاقية، إذ كتب موجهًا حديثه لفهد الروقي: "أجاوبك إذا قلت لي ما هي علاقة القرابة بينك وبين الفنانة شمس؟!".

    يعجز اللسان عن التعليق على هذا الانحدار، لكن دعونا نُكمل المشهد..

  • تهديد فهد الروقي باللجوء إلى الجهات الأمنية وليست "الإعلامية"

    بعد أن خرجت الأمور عن السيطرة، وبعدما بدأها الروقي بالعنصرية ونقلها أبوبكر مالي إلى الأخلاقيات، ما كان من الأول إلى أن يقرر اللجوء للجهات القضائية بحثًا عن حقه..

    أطلق فهد الروقي على قضية علاقته بالفنانة شمس الكويتية؛ "قصة الإفك"، مهددًا نظيره الاتحادي: "يبدو أن البعض استسهل تسامحي في قصة الإفك والترويج لها، وكنت أعذر الجماهير بحكم إنها معرفات وهمية قد يكون خلفها مشجعين صغار في السن، لكن بما أنها صدرت من إعلامي ويتفاخر بذلك فقد أوكلت محاميًا بالتقدم بالشكوى بعد حفظ التغريدات المسيئة والتقدم للجهات الأمنية وليست الإعلامية".

    وأضاف: "يجب أن يعلم الجميع أن التسامح ليس ضعفًا، لا داعي لدخول شفاعات فقد حسم الأمر".

  • ما هي "قصة إفك" فهد الروقي والفنانة شمس؟

    القصة تعود لـ11 عامًا مضت، تحديدًا في عام 2014، وقتما خرج بعض النصراويين للهجوم على آراء فهد الروقي كونه هلاليًا، لكنهم – كما حدث بين الروقي وأبوبكر مالي حاليًا – انتقلوا بالنقاش إلى التشكيك في الأخلاقيات..

    وقتها زعموا أن الفنانة شمس قامت بصفع أحد الإعلاميين السعوديين – فهد الروقي بحسب مزاعمهم – على وجهه كفًا، بل وزادوا: "ظل وجهه متأثرًا بالصفعة لمدة ثلاثة أيام!".

    لم تتأخر وقتها شمس في الخروج لنفي الشائعة، فكتبت عبر حسابها على منصة "إكس" – تويتر آنذاك -: "شهادة حق ربي يحاسبني عليها أقسم بالله العظيم لم أر فهد الروقي في حياتي ولا أعرفه وهذي إشاعة غبية، الله لا يسامح الي ألفها".

    الروقي ظل يعاني من ترديد تلك الشائعة لسنوات بعدها، إحدى تغريداته كانت في عام 2022 وقتما تجدد الحديث في القصة ذاتها، حيث أوضح: "سبق وتحدثت مرارًا وتكرارًا بأن اتهامي بموضوع (شمس) تلميحًا أو تصريحًا لا يزعجني، هم يعلمون بأنها (كذبة) ومع ذلك يواصلون، لهذا رفعت هذا الملف لرب السماء بـ(حسبي الله ونعم الوكيل)".

  • هل من رادع؟!

    لطالما فُتح ملف الإعلام الرياضي السعودي من قبل العقلاء في الوسط ذاته، معربين عن استيائهم من طريقة إدارة البرامج الحوارية، وتدني مستوى النقاش بين الإعلاميين وبعضهم البعض.

    وبالنظر للثورة التي تعيشها الكرة السعودية حاليًا، أصبح حتميًا أن يحصل الإعلام الرياضي على نصيبه من هذه الثورة.

    يبقى التلاسن والشد والجذب مقبولًا بل هو كالملح في الطعام تمامًا ولا يمكن الاستغناء عنه، لكن هناك "شعرة" إن تخطيناها ينقلب كل شيء ويخرج عن سياقه، حتى تظهر الصورة متدنية لهذا الحد كما دار بين فهد الروقي وعثمان أبوبكر مالي.

    حتى إن افترضنا صدق واقعة "كف شمس" – رغم نفيها من الفنانة الكويتية نفسها وكذلك الروقي – فإن التطرق للحديث عن مثل تلك القضايا وسط نقاش رياضي بحت يبقى فقرًا فكريًا في المقام الأول وضعف حُجة لصاحبه .. فهل من رادع لمثل هذه النقاشات في الوسط الرياضي أم أن علينا أن نتقبل مثل هذا التلوث وسط جماليات الثورة الكروية السعودية؟!