كشف حساب عائلة جليزر .. 18 عامًا من الكوارث والاحتجاجات في مانشستر يونايتد

في موسم 2003 وبنفس اليوم الذي خسر فيه مانشستر يونايتد بنتيجة 2-0 أمام ليفربول في نهائي كأس الرابطة، أنفق مالكولم جليزر، 9 ملايين جنيه استرليني لشراء حصة 2.9% في نادي مانشستر يونايتد.

وقامت شركة جليزر بعملية الشراء من خلال شركة قابضة تدعى Red Football وبحلول أواخر نوفمبر، أصبح هو وعائلته يمتلكون 15% من أسهم النادي.

في 12 مايو، رفع جليزر حصته في النادي إلى ما يقرب من 57٪ من إجمالي الأسهم بعد شراء المساهمين الرئيسيين جي بي ماكمانوس وجون ماجنير، وبعد أربعة أيام، قامت شركة Red Football بزيادة حصتها في يونايتد إلى 75% مما سمح لعائلة جليزر بإنهاء وضع النادي باعتباره شركة مساهمة عامة وتم شطبه من بورصة لندن، وعارض جمهور مانشستر يونايتد هذه القرارات.

اكتملت عملية البيع في 29 يونيو بعد أن وصل مساهمة شركة Red Football إلى 98% مما يعني السماح لها بالضغط على المساهمين المتبقين.

وكان النادي مديونًا لأول مرة منذ أكثر من 70 عامًا، حيث وصلت ديونه إلى 660 مليون جنيه استرليني ووصلت الفوائد إلى 62 مليون جنيه استرليني سنويًا.

وفي اليوم التالي لاكتمال عملية البيع، احتج حوالي 300 مشجع ضد المالكين الجدد وتم التصدي لهم من الشرطي، مما أدى إلى اعتقال شخصين، وتم تعيين أبناء مالكولم جليزر، وهم أفرام وجويل وبريان كمديرين غير تنفيذيين وتعيين أبنائه الآخرين كيفن وإدوارد وابنته دارسي في مجلس إدارة النادي في عام 2006.

واستمر غضب جمهور مانشستر يونايتد حيث أسسوا ناديًا جديدًا يسمى إف سي يونايتد مانشستر، وتم قبوله في القسم الثاني من المقاطعات الشمالية الغربية خارج الدوري.

عاني فريق مانشستر يونايتد من فترة سيئة على المستوى الاقتصادي فرغم فوز الفريق بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا عام 2008، ووصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009 والنجاح والإنفاق المقتصد نسبيًا في سوق الانتقالات بعد بيع كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد مقابل 80 مليون جنيه استرليني إلا أن ديون النادي زادات من 660 مليون جنيه إسترليني إلى 716 مليون جنيه استرليني.

وبسبب الإعلان عن نية يونايتد إعادة تمويل الديون بدأت احتجاجات الجمهور مرة أخرى ولأول مرة، يبدأ المشجعون بارتداء اللونين الأخضر والذهبي، ألوان نيوتن هيث، بدلاً من اللون الأحمر لإظهار معارضتهم للملاك.

أصيب عالم كرة القدم بالصدمة بعدما أعلن نادي مانشستر يونايتد اعتزال السير أليكس فيرجسون، الذي تولى قيادة الفريق منذ عام 1986 وقاد الفريق لتحقيق ألقاب وإنجازات تاريخية.

وتم اختيار مدرب إيفرتون ديفيد مويس، بناء على توصية فيرجسون، ليكون المدرب الجديد.

بعد التعاقد مع مروان فيلايني فقط في فترة الانتقالات، بدأ مويس بداية صعبة كمدرب ليونايتد، حيث تعرض لهزائم ثقيلة أمام مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي وتم إقالته بعد خسارة يونايتد أمام إيفرتون وفشلهم في التأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 1992.

وكانت هذه المرة الأولى التي تتم فيها إقالة مدرب ليونايتد منذ رون أتكينسون في 1986.

توفي مالكولم جليزر، في عام 2006، عن عمر يناهز 85 عامًا بسبب سكتة دماغية، ولم يظهر طوال فترة توليه إدارة مانشستر يونايتد في ملعب أولد ترافورد.

في 18 أبريل، ظهرت تقارير تفيد بأن مانشستر يونايتد وخمسة أندية أخرى في الدوري الإنجليزي بالإضافة إلى أندية من إيطاليا وإسبانيا قد وقعوا على اتفاقية دوري السوبر الأوروبي الجديد.

وكانت المسابقة بديلة لدوري أبطال أوروبا وتسمح للفرق بالدخول التلقائي في كل موسم بغض النظر عن المركز الذي ينهون به الدوريات المحلية.

وكانت عائلة جليزر أحد المؤيدين الرئيسيين للمسابقة الجديدة، ولكن بعد أقل من 48 ساعة من الإعلان، انسحب مانشستر يونايتد إلى جانب تشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي وتوتنهام وآرسنال بعد معارضة كبيرة من المشجعين الإنجليزيين.

وبدأ مشجعو اليونايتد بتنظيم احتجاجات جديدة ضد عائلة جليزر واقتحم المشجعون ملعب أولد ترافورد مما أدى إلى تأجيل مباراة الفريق أمام ليفربول.

أثناء انطلاق بطولة كأس العالم، أعلن مجلس إدارة يونايتد أنه "يبدأ عملية استكشاف البدائل الإستراتيجية للنادي" والتي تتضمن عملية بيع محتملة.

وبعد دقائق من الإعلان، تم إطلاق الألعاب النارية حول ملعب أولد ترافورد حيث تحمس المشجعون لاحتمالية أن عهد التدهور سينتهي قريبًا.

ظهر مرشحان رئيسيان لشراء مانشستر يونايتد وهم شركة البتروكيماويات إنيوس، بقيادة رجل الأعمال السير جيم راتكليف، والقطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني.

تقدمت مؤسسة Nine Two التابعة للشيخ جاسم بعرض نهائي لشراء مانشستر يونايتد مما جعله المرشح المفضل لرئاسة النادي.

وتفيد التقارير أن عرضه يزيد عن 5 مليارات جنيه استرليني لكنه لا يزال أقل من رغبة عائلة جليزر التي حددت مبلغ 6 مليارات جنيه استرليني.

في 6 سبتمبر، انخفض سعر سهم يونايتد بنسبة 18٪ وخسر أكثر من 600 مليون جنيه استرليني من القيمة بعد ظهور تقرير في صحيفة ديلي ميل يزعم أن عائلة جليزر تفكر في إخراج النادي من البورصة.

وبسبب ذلك تعرض النادي لخسارة بقيمة 10 مليارات جنيه استرليني وأكبر انخفاض في الأسعار منذ طرح النادي في بورصة نيويورك في عام 2012.