لعبة التنس في العصر الحديث كانت منقسمة لـ"قطبين"؛ أحدهما الأسطورة السويسرية روجر فيدرير، والآخر الماتادور الإسباني رافائيل نادال.
لكن.. في صمتٍ ودون سابق إنذار، ظهر "إعصار صربي" يسمى نوفاك جوكوفيتش، لينافس فيدرير ونادال؛ بل ويحطم كل أرقاميهما القياسية، في الكرة الصفراء.
جوكوفيتش البالغ من العمر 37 سنة "مواليد 22 مايو 1987"، هو الأعظم في تاريخ لعبة التنس بـ"لغة الإحصائيات"؛ حيث يملك الرقم القياسي في عدد ألقاب "الجراند سلام" و"الماسترز" ونهائيات رابطة اللاعبين المحترفين، بالإضافة إلى عدد أسابيع تصدر التصنيف العالمي؛ على النحو التالي:
- 24 لقبًا في بطولات "الجراند سلام".
- 40 لقبًا في بطولات "سلسلة الماسترز".
- 7 ألقاب في نهائيات رابطة اللاعبين المحترفين.
- صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين "428 أسبوعًا".
كل هذه الأرقام قابلة للزيادة بالطبع؛ خاصة أن اللاعب الملقب بـ"الإعصار الصربي"، لا يزال ينافس على أعلى مستوى حاليًا، على الرغم من تخطيه سن الـ37 سنة، حيث يبدو جسمه كما ولو كان شابًا في مقتبل العمر.
أكبر دليل على ذلك، "المعجزة الطبية" التي حققها جوكوفيتش؛ بعد إصابته في "الغضروف المفصلي للركبة اليمنى"، والتي جعلته ينسحب من دور ربع النهائي لبطولة الجراند سلام "رولان جاروس"، في الرابع من يونيو 2024.
الأطباء حول العالم أجمعوا على أن نوفاك جوكوفيتش، سيغيب عن بطولة الجراند سلام التالية "ويمبلدون"، والتي استضافتها بريطانيا في الفترة من 1 إلى 14 يوليو 2024، مع صعوبة مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية الحالية، المقامة في العاصمة الفرنسية "باريس".
ما حدث بعد ذلك يُمكن وصفه بـ"الخيال العلمي"؛ جوكوفيتش عاد إلى الملاعب بعد 3 أسابيع فقط من إجرائه لعملية جراحية في "الغضروف"، وشارك في بطولة "ويمبلدون"، بل ووصل فيها إلى المباراة النهائية، قبل الخسارة أمام اللاعب الإسباني المتألق كارلوس ألكاراز.
"هل انتهى الأمر عند ذلك؟!"؛ بالطبع لا.. فهذا الرياضي الأسطوري شارك في "أولمبياد باريس"، ونجح في الحصول على الميدالية الذهبية لأول مرة في تاريخه، بعد الفوز في النهائي على ألكاراز بالذات، وبمجموعتين دون رد (7-6) (7-6)؛ ليكون أكبر لاعب يحقق هذا الإنجاز.
نوفاك جوكوفيتش "يتحدى" سلطات العالم
ربما يتساءل البعض عن "سر شفاء جوكوفيتش السريع من الإصابات"، رغم سنه المتقدم؛ والإجابة هُنا تكون على غرار ما يردده كريستيانو رونالدو دائمًا، وهي "الحفاظ على الصحة والاهتمام بالجسد".
ويتذكر الجميع القيود التي وضعتها الكثير من الدول، في عامي 2020 و2021، عندما انتشر وباء "كورونا" حول العالم؛ أبرزها ضرورة الحصول على "اللقاح" من أجل دخول أراضيها.
"الإعصار الصربي" تحدى سلطات العالم أجمع، وأعلن رفضه الحصول على لقاح "كورونا"؛ قائلًا: "أنا رياضي محترف.. لن أقوم بإدخال أي مادة غريبة في دمي".
هذا القرار؛ دفع بعض الدول لـ"منعه" من دخول أراضيها في عامي 2020 و2021، وبالتالي عدم مشاركته في كثير من البطولات؛ إلا أنه لم يتراجع، وتمسك بعدم الحصول على "اللقاح".
وأمام إصرار نوفاك جوكوفيتش، لم تجد سلطات بعض الدول إلا أن تعطيه "استثناءات" للدخول إلى أراضيها، والمشاركة في بطولات المحترفين، وذلك حتى تم رفع القيود نهائيًا، فيما بعد.