تعلم النزاهة وفن "الطقطقة" لكن عيب كبير يفسده .. كريستيانو رونالدو "نسخة السعودية" كما لم تره من قبل!

أشهر احتفال بالأهداف عُرف به الدون هو قفزته الشهيرة مع ترديد "SUIIII"، لكن أصبح ينافسه عدد من الاحتفالات العربية..

بعد عدة دروس من الحارس وليد عبدالله ظهر رونالدو محتفلًا برقص "العرضة السعودية" الشهيرة، حتى أنه أصبح يكررها في مختلف المباريات جامعًا زملائه حوله.

ليست العرضة فقط، إنما كذلك احتفل مقلدًا زملائه على طريقة "سجدة المسلمين"، مؤكد أنها لم تكن سجدة لله، إنما مجرد تقليد لتأثره باحتفالات زملائه أو ربما كان يقبل الأرض وفقط إلا أنه لأول مرة يفعل مثل هذا الاحتفال.

تتذكرون كيف كان يرد رونالدو على الجماهير في بداية مسيرته في السعودية؟

جماهير المنافسين كانت تتعمد استفزازه بترديد اسم غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، لإخراجه من أجواء اللقاء، فيأتيهم الرد من الدون تارةً بحركة "غير أخلاقية"، وتارةً بانفعالات وتهديد ووعيد بالرد في الملعب.

لكن مؤخرًا تغير الوضع 180 درجة، فأصبح ينظر ويبتسم، بل ويطالبهم برفع أصواتهم لأنه لا يسمعهم، حتى أنه التزم بأقصى درجات ضبط النفس أمام استفزازات مدافع الهلال علي البليهي، الذي حاول جاهدًا إثارة غضبه، لكن ما كان من الدون إلا أن وقف أمامه ثابتًا وضاحكًا، موجهًا أذنه نحو فمه، في إشارة للاستهزاء بأنه لا يسمعه من الأساس.

لم تكن بداية رونالدو مع العالمي من الناحية الفنية جيدة، فقد حاصرته الانتقادات، واتهمه البعض أنه جاء لمجرد النزهة، حتى حاصرته الاتهامات بالتحايل على الحكام سعيًا للحصول على ضربة جزاء، يحرز منها هدفًا.

لكن لم يدرك هؤلاء أن البداية دائمًا ليست مقياسًا، خاصةً مع التغيير الكبير في الحياة ما بين أوروبا والسعودية، حتى أبهرهم الدون برفضه احتساب جزائية غير شرعية له لأول مرة في مسيرته، ورغم ذلك فهو يحتفل حاليًا بأنه أصبح هداف العالم في عام 2023 برصيد 53 هدفًا..

في نوفمبر 2023، وخلال مواجهة النصر وبرسبوليس الإيراني، ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا، أطلق حكم المباراة صافرته معلنًا احتساب جزائية لصالح رونالدو، بداعي عرقلته، لكنه تفاجأ بتوجه البرتغالي له وإخطاره أن منافسه لم يرتكب أي خطأ، ليتراجع الحكم عن قراره، في لقطة "نزاهة" نادرة في تاريخ كرة القدم.

"الكل في واحد" شعار رفعه رونالدو بعدما تكيف مع زملائه في النصر، فلم يعد يرى نفسه النجم الأول والأوحد، ولا أنانيًا، حتى اختلاقه للأزمات مع زملائه كما كان يفعل في الفترة الأخيرة في مانشستر يونايتد لم يعد له مكانًا في قاموسه.

أكبر مثال على ذلك، لقطته مع زميله عبدالإله العمري الذي سقط مصابًا في إحدى المباريات، ولحين علاج الجهاز الطبي له، وقف رونالدو بجانبه لتجهيز حذائه له.

وتخلى كريس عن أنانيته في الملعب في الهجمات، وأصبح يختار الخيار الأفضل لفريقه، حتى ولو أهدر على نفسه فرصة رفع رصيده من الأهداف، على عكس ما كان يفعل مع كافة الفرق التي سبق أن مثلها.

وهذا ما انعكس على زملائه، يمكننا أن نقول أن تخلي رونالدو عن "الأنا" دفع زميله البرازيلي أندرسون تاليسكا كذلك للتحسن كثيرًا في هذا الجانب، فطالما كان متعاليًا، لكن حاليًا الجميع يخدم النصر وفقط.

قبل انضمام رونالدو للنصر لم يكن يمر بفترة جيدة، بل ربما هي الأسوأ له خلال مسيرته سواء التي كانت مع مانشستر يونايتد أو حتى مع منتخب بلاده، لكن 12 شهرًا في السعودية كانت كافية لاستعادته لبريقه أمام العالم أجمع..

حاليًا الصحف العالمية تتصارع لدراسة رحلة الدون في شبه الجزيرة العربية، من هاجموه يهمون بالاعتذار له، فهو النجم الذي يبهر العالم بشغفه يومًا تلو الآخر، فلا يتشبع نهائيًا، ولم تكن السعودية فترة "راحة وكسب أموال فقط" كما زعم البعض.

دائمًا ما كان يرتدي كريستيانو قراطًا على هيئة "صليب" في أذنه، لكن يوم أن قرر التغيير، كانت السعودية حاضرة..

رونالدو استبدل قراطه الذي لازمه لسنوات، بقراط جديد على هيئة نخلة، التي ترمز للهوية السعودية وطبيعتها الصحراوية.

رغم كم الإيجابيات التي استعرضناها في السطور السابقة إلا أن هناك سلبية تلازم كريس منذ انتقاله للسعودية..

الحديث هنا عن الاعتراض المبالغ به على الحكام، لدرجة دفعت البعض باتهامه بأنه يحاول استغلال نجوميته للتأثير على قراراتهم.

الجميع يعلم أن التحكيم في دوري روشن السعودي مثير للجدل دائمًا، ونعلم كذلك أن رونالدو قد يكون محقًا في غالبية اعتراضاته، لكن في الأخير احترام قرارات الحكم واجب، وحتى وإن كان حق الاعتراض مكفولًا للجميع، فليس بدرجة الانفعال الكبير الذي يظهر به صاروخ ماديرا، خاصةً وأنها حالة جديدة عليه، لم تكن بهذا القدر طوال مسيرته في أوروبا.

SHAHID