في عالم كرة القدم.. أصبح الجميع يتحدث بـ"لغة المال"؛ حيث الأندية الغنية هي الوحيدة القادرة على ضم أفضل النجوم.
لكن.. ما حدث في الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ أثبت حقيقة أن المال مهم، إلا أنه ليس كل شيء في كرة القدم.
أكبر دليل على ذلك هو عملاق جدة الأهلي، الذي تأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا "النخبة"، للموسم الرياضي الحالي.
نعم.. الأهلي صرف الملايين على ضم النجوم، لكن هناك فرق صرفت أكثر منه مثل الهلال والنصر؛ ولكنها فشلت في الوصول إلى المشهد الختامي، للمسابقة القارية.
وما ميّز الأهلي بعيدًا عن العوامل المساعدة التي تحدثنا عنها سابقًا؛ هو التخطيط الصحيح، في تدعيم صفوف الفريق الأول لكرة القدم.
على سبيل المثال.. الأهلاويون وجدوا في منتصف الموسم، أي خلال فترة الانتقالات الشتوية "يناير 2025"، أن نقطة ضعف الفريق تتمثل في مركزين؛ هما: "الظهير الأيسر والجناح الأيسر".
هُنا.. دخل الأهلي سوق الميركاتو الشتوي؛ ونجح في ضم الظهير ماتيو دامس والجناح جالينو؛ حيث لعب هذا الثنائي - خاصة الأخير -، دورًا كبيرًا للغاية في قيادة الراقي، إلى نهائي دوري أبطال آسيا "النخبة".
ويُمكن إعطاء بعض الأمثلة الأخرى، في الموسم الرياضي الحالي، على أن المال ليس كل شيء في عالم كرة القدم؛ وذلك على النحو التالي:
أولًا: حالة باريس سان جيرمان الخاصة:
عملاق العاصمة الفرنسية صرف أموالًا جنونية في السنوات الماضية؛ من أجل تحقيق حلم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.
يكفي أن نقول بإن باريس سان جيرمان صاحب أغلى صفقة شراء في تاريخ كرة القدم - حتى الآن -؛ عندما ضم نيمار دا سيلفا جونيور من برشلونة، في صيف عام 2017، مقابل 222 مليون يورو.
وجمع الفريق الباريسي في صفوفه، الثلاثي الهجومي التاريخي "ليونيل ميسي، نيمار جونيور وكيليان مبابي"؛ وعلى الرغم من ذلك فشل في تحقيق حلمه الأوروبي.
ومؤخرًا.. اتجه مسؤولو باريس إلى "سياسة جديدة"، بقيادة الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم.
هذه السياسة هي التعاقد مع لاعبين أقل شهرة، ولكنهم أسماء شابة تمتلك من الموهبة الكثير؛ مثل: "فيتينيا، جواو نيفيش، ديزيري داوي، برادلي باركولا وغيرهم الكثير".
وبهذه الأسماء الشابة.. يقدم الفريق الباريسي أفضل مستوياته، وبات على أعتاب التأهل إلى نهائي البطولة القارية؛ بل وإمكانية الحصول على الثلاثية التاريخية "الدوري الفرنسي، كأس فرنسا وأبطال أوروبا"، في الموسم الرياضي الحالي.
ثانيًا: نهضة برشلونة من خلال أبنائه:
حالة أخرى يُمكن التركيز عليها؛ هي عملاق إسبانيا وأوروبا، الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة.
الحقيقة أن رئيس برشلونة جوان لابورتا، اضطر لبيع بعض من أصول النادي في 2022؛ لضم أسماء عالمية في كرة القدم؛ مثل: "جول كوندي، رافينيا دياز وروبرت ليفاندوفسكي".
رغم ذلك.. برشلونة لم يستطع تحقيق النجاح الأوروبي؛ إلا عندما عاد إلى سياسته القديمة، بالاعتماد على أبناء مدرسته "لاماسيا".
وبأسماء من أبناء النادي، مثل: "لامين يامال، فيرمين لوبيز، بابلو جافي، أليخاندرو بالدي، باو كوبارسي وغيرهم الكثير"؛ نجح برشلونة للعودة مرعبًا للقارة الأوروبية، مجددًا.
أي أن ما فعله نادي برشلونة بمال بيع بعض من أصوله، لم يكفِ ليجعله يرعب أوروبا؛ بعكس عندما بدأ يخطط جيدًا، بإعادة الاعتماد على أبنائه، والمزج بين الشباب وأصحاب الخبرة، في الفريق الأول لكرة القدم.