كريستيانو رونالدو أحد الأدلة .. التحكيم الإسباني في يد زوجة مندوب ريال مدريد وشريك فلورنتينو بيريز "فلماذا كل هذا الغضب"!

أولًا.. يجب ذكر إحصائيتين مهمتين "تحكيميًا"، عن الفريق الأول لكرة القدم بنادي ريال مدريد، خلال الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.

هاتان الإحصائيتان ترتبطان بركلات الجزاء المحتسبة لنادي ريال مدريد؛ إلى جانب تدخلات تقنية الفيديو "فار"، لتعديل بعض القرارات التحكيمية في مباريات الفريق الأول.

* ركلات الجزاء: ريال مدريد أكثر الأندية في الدوريات الخمسة الكبرى حصولًا على ركلات جزاء "13 ضربة"؛ حسب موقع "ترانسفير ماركت" العالمي.

* تقنية الفيديو: ريال مدريد أكثر الأندية الإسبانية الذي تدخل "فار" لتصحيح قرارات كانت تصب في صالحه "16 مرة"؛ حسب صحيفة "آس".

النقطة الثانية تحديدًا هي ما أثارت غضب ريال مدريد وجمهوره؛ حيث فسر البعض الأمر بأنه استخدام سيئ لتقنية الفيديو، من أجل الإضرار بمصالح الميرينجي.

ومن ناحيتهم.. جمهور الفرق المنافسة يعتبروا الأمر عدالة مُطلقة؛ فعلى سبيل المثال عشاق برشلونة يرددون قائلين: "تخيلوا ماذا كان يحدث قبل تطبيق تقنية الفيديو (فار)!"؛ في إشارة إلى احتساب الكثير من الأهداف وركلات الجزاء غير الصحيحة، لريال مدريد.

ويُعتبر برشلونة أكثر الأندية الإسبانية استفادة من "فار"، في الموسم الرياضي الماضي؛ حيث أُلغيت 16 حالة كانت ضده، فيما لم يُصحح لصالحه سوى 7 قرارات فقط.

أمام غضب نادي ريال مدريد الكبير.. قرر رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم رافائيل لوزان، "إقالة" معظم أعضاء لجنة التحكيم، في صيف العام الحالي؛ استعدادًا لفتح صفحة جديدة في الموسم الرياضي القادم 2025-2026.

و"أقال" لوزان؛ كلًا من لويس ميدينا كانتاليخو رئيس لجنة الحكام، وكلوس جوميز المسؤول عن تقنية الفيديو "فار" في إسبانيا.

أيضًا.. لم ينجُ مساعد الرئيس روبينيوس بيريز من قرار الإقالة؛ إلى جانب النواب "ليسيما لوبيز، جونزاليس فاسكيز ولينزوندو كورتيس".

ومن بين الناجين القلائل من مقصلة إقالات لوزان؛ يولاندا بارجا، مقيمة الحكام في الاتحاد الإسباني، والمسؤولة عن التحكيم في كرة القدم النسائية بالبلاد.

بارجا هي زوجة مندوب نادي ريال مدريد ميجيا دافيلا في الأساس؛ حيث سبق وتحدث رئيس الرابطة الإسبانية خافيير تيباس، عن هذا الأمر.

تيباس استخدم بارجا في دفاعه عن الحكم خوسيه لويس مونويرا مونتيرو، الذي اتهمه ريال مدريد بـ"تضارب المصالح"؛ بعد أن أشهر كارت أحمر في وجه نجم الفريق جود بيلينجهام ضد أوساسونا، ضمن منافسات الجولة 24 من مسابقة الدوري الإسباني 2024-2025.

واتهم الميرينجي عبر قناته الرسمية وقتها، مونويرا مونتيرو بـ"تضارب المصالح"؛ من خلال جمعه بين التحكيم وشركة استشارات رياضية خاصة يمتلكها، وهو الأمر الذي يُمكن أن يؤثر على نتائج المباريات.

هُنا.. دافع تيباس عن مونتيرو؛ عندما قال: "زوجة مندوب ريال مدريد تعمل في لجنة الحكام؛ ولم نرَ قضية تضارب مصالح، مثل أزمة مونتيرو".

وبالفعل.. لم يتحدث أي مسؤول في نادي ريال مدريد عن هذا الأمر؛ بالرغم من أن تولي زوجة مندوب الميرينجي هذا المنصب الحساس، قد يكون أمرًا مثيرًا للجدل.

بعيدًا عن استمرار يولاندا بارجا، زوجة مندوب نادي ريال مدريد ميجيا دافيلا، في لجنة الحكام بالاتحاد الإسباني لكرة القدم، خلال الموسم الرياضي القادم 2025-2026؛ فهُناك اسم آخر يجب الوقوف أمامه.

هذا الاسم هو فرانشيسكو سوتو، رئيس لجنة الحكام الجديد بالاتحاد الإسباني لكرة القدم؛ والذي خلف لويس ميدينا كانتاليخو "المُقال"، في المنصب.

سوتو يتمتع بسجل حافل كـ"محامٍ ومستشار ضريبي"، أكثر من كونه حكمًا مميزًا؛ حيث ظل يعمل طوال مسيرته في عالم الساحرة المستديرة، حكمًا مساعدًا بدوري الدرجة الثانية.

حتى بعد اعتزاله التحكيم؛ لم يشغل سوتو أي منصب إداري كبير في عالم الساحرة المستديرة، مكتفيًا بدور "مندوب الحكام في جاليسيا" فقط.

لذلك.. فإن اختيار هذا الاسم بالذات، لرئاسة لجنة الحكام بالاتحاد الإسباني لكرة القدم، وبالتزامن مع الاعتراضات الكبيرة من العملاق المدريدي؛ ربما يثير الكثير من علامات الاستفهام، بين عشاق اللعبة الأكثر شعبية.

وحرص فرانشيسكو سوتو بمجرد تعيينه في منصبه الجديد، على اتخاذ بعض القرارات المهمة؛ وذلك على النحو التالي:

* أولًا: تقديم شكوى رسمية ضد قناة ريال مدريد؛ بسبب الهجوم على الحكام.

* ثانيًا: رفع شكوى خاصة للدخول طرفًا في قضية نيجريرا - المتهم فيها برشلونة -؛ دفاعًا عن الحكام.

هدف سوتو من هاتين القضيتين أساسًا، ليس الوقوف مع نادٍ ضد آخر؛ إنما التأكيد على دعم النظام الجديد للحكام الإسبان والدفاع عن حقوقهم، أمام كل ما يتعرضون له من تشكيك في نزاهتهم.

بعد التعريف السريع السابق بفرانشيسكو سوتو، رئيس لجنة الحكام الجديد بالاتحاد الإسباني لكرة القدم؛ يجب التركيز على نقطة أخرى، بشأن علاقة هذا الرجل بنادي ريال مدريد.

الحقيقة هي أن سوتو ليس له علاقة مباشرة بريال مدريد؛ إلا أنه شريك كبير في شركة "جاريجيس ووكر للمحاماة"، ذات الصلة الوثيقة بعددٍ من النجوم السابقين لفريق العاصمة الإسبانية.

على سبيل المثال.. هذه الشركة المرموقة هي من تولت الدفاع عن الأسطورة كريستيانو رونالدو، مهاجم نادي النصر الحالي، بعد اتهامه بـ"التهرب الضريبي" في إسبانيا؛ عندما كان لاعبًا في صفوف ريال مدريد، خلال الفترة من 2009 إلى 2018.

ونجحت هذه الشركة بقيادة سوتو ومؤسسها أنطونيو جاريجيس ووكر، في تجنيب رونالدو خطر السجن وقتها؛ مع تسوية القضية، بسداد الأسطورة البرتغالية مبالغ مالية.

كذلك.. يُعد جاريجيس ووكر نفسه، صديقًا شخصيًا لرئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز؛ حيث شكل معه "الحزب الإصلاحي الديمقراطي" في إسبانيا، إلى جانب لعبه دورًا كبيرًا في إنقاذه بقضية "الطرق السريعة".

بيريز دخل من خلال شركته الخاصة "ACS"، في نزاع قضائي مع شركة أخرى، حول بعض المشاريع الخاصة بالطرق السريعة في مدريد عام 2016؛ حيث قيل إن رئيس النادي الملكي الحالي حصل على حكم لصالحه ضد خصمه، من المحكم الذي تولى القضية، بسبب علاقة الصداقة بينهما.

واضطر اثنان من الشركاء في "جاريجيس ووكر للمحاماة"، للشهادة أمام المحكمة العليا في إسبانيا؛ حيث اعترفا بعلاقة بيريز القديمة مع هذا المحكم، ولكنهما أثبتا عدم وجود أي تعاون أو عمل بينهما يؤدي إلى "تضارب المصالح"؛ حسب ما ذكرته صحيفة "كرونيكا جلوبال" وقتها.

بالطبع.. كل ما سبق ليس المقصود منه بأن نادي ريال مدريد، سيحظى بدعمٍ خاص من التحكيم الإسباني، في الموسم الرياضي القادم 2025-2026؛ وإنما هي نقاط لتوضيح أن غضب الميرينجي لا يزال مستمرًا، رغم أن الأسماء الباقية أو التي تم تعيينها مؤخرًا، ترتبط بهذا الكيان الرياضي الكبير، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.

وربما يُمكن تفسير استمرار هذا الغضب المدريدي ضد التحكيم الإسباني من ناحيتين، إحداهما لصالح النادي والآخر ضده؛ وذلك على النحو التالي:

* التفسير الأول:

شعور ريال مدريد بالظلم فعلًا بسبب قضية "نيجريرا"؛ والتي يواجه فيها الغريم التاريخي برشلونة، تهمًا بشراء الحكام في الفترة من 2000 إلى 2018.

برشلونة دفع مبلغ 7.3 مليون يورو إلى شركات مملوكة لخوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا، نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الإسباني لكرة القدم سابقًا؛ وذلك خلال فترة شغله المنصب.

وحسب الاتهامات الموجهة إلى برشلونة، فإن النادي دفع هذه الأموال لشراء الحكام والتأثير على قراراتهم في المباريات؛ بينما يدافع العملاق الكتالوني عن نفسه، بأنه كان يتعامل مع هذه الشركات المستقلة، للحصول على استشارات في كيفية تعامل نجومه مع الطواقم التحكيمية فقط.

وأيًا كان برشلونة "مدانًا أو بريئًا".. ريال مدريد من الممكن أنه يشعر من داخله، بأنه حُرِم من عديد الألقاب في هذه الفترة - سالفة الذكر -، بسبب مساعدة غريمه التاريخي تحكيميًا؛ وهو السبب في كل هذا الغضب، والمطالبة بثورة شاملة في النظام بأكمله.

أيضًا.. استمرار ريال مدريد في الاعتراض على التحكيم، بوجود بعض الأشخاص المرتبطين بالنادي؛ ربما هو دليل على أن هذه الأسماء نفسها، لا ترضي طموحات الميرينجي.

* التفسير الثاني:

أما التفسير الثاني؛ فهو استخدام إدارة نادي ريال مدريد، برئاسة فلورنتينو بيريز، التحكيم كـ"شماعة" فقط؛ من أجل إلهاء جماهير الفريق الأول عن بعض الأخطاء الفنية والإدارية، والمشاكل داخل غرفة الملابس.

مثلًا.. في الموسم الرياضي الماضي 2024-2025؛ توقع الكثيرون أن يسيطر ريال مدريد على كافة الألقاب، بعد التعاقد مع كيليان مبابي، وفي وجود أسماء عالمية كبيرة أخرى كـ"فينيسيوس جونيور، رودريجو جوس وجود بيلينجهام"؛ وهو الأمر الذي لم يتحقق.

بالإضافة إلى ذلك؛ ظهرت على الساحة أخبار تؤكد على زيادة تكاليف إنشاء ملعب "سانتياجو برنابيو"، عن الأرقام التي أعلن عنها مجلس إدارة نادي ريال مدريد، إلى جانب اختلاف البناء الأصلي عن التصميم الذي تم عرضه للجماهير.

ووسط هذا.. قد يكون مجلس إدارة ريال مدريد وجد في الهجوم على التحكيم، الوسيلة الأسهل للتغطية على فشله في الموسم الماضي تحديدًا؛ مع مواصلة الضغط قبل بداية العام الرياضي الجديد 2025-2026، خوفًا من أي نكساتٍ أخرى.

الفريق الأول لكرة القدم بنادي ريال مدريد فشل بشكلٍ كبير، خلال الموسم الرياضي الماضي 2024-2025؛ والذي فقد فيه البطولة تلو الأخرى، تحت قيادة المدير الفني الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي.

وبدأ ريال مدريد الموسم الماضي، بالحصول على لقب السوبر الأوروبي؛ قبل التتويج ببطولة كأس القارات للأندية "الإنتركونتيننتال".

وانهار ريال مدريد تمامًا بعد ذلك؛ حيث خسر الثلاثية المحلية "الدوري الإسباني، كأس الملك والسوبر المحلي"، أمام الغريم التاريخي برشلونة.

وإلى جانب ما سبق.. ودع الميرينجي مسابقة دوري أبطال أوروبا 2024-2025؛ بعد الخسارة أمام العملاق الإنجليزي آرسنال (1-5)، في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب بدور ربع النهائي.

وأمام كل هذا.. اتخذ مجلس إدارة العملاق الإسباني ريال مدريد، بعض القرارات المهمة في صيف العام الحالي؛ وذلك على النحو التالي:

* أولًا: إقالة كارلو أنشيلوتي من القيادة الفنية للفريق، وتعيين الشاب تشابي ألونسو بدلًا منه.

* ثانيًا: الاستغناء عن بعض نجوم الفريق الأول كبار السن؛ مثل: "لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز".

* ثالثًا: تدعيم الفريق بعديد الصفقات؛ وهي: "دين هاوسن، ألكساندر أرنولد، ألفارو كاريراس وفرانكو ماتانتونو".

جدير بالذكر أن ألونسو بدأ مسيرته مع ريال مدريد، في بطولة كأس العالم للأندية "الولايات المتحدة الأمريكية 2025"؛ حيث قاد الميرينجي إلى نصف النهائي، قبل الخسارة (0-4) أمام فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان.