يورو 2024 | كرواتيا تحتاج إلى "معجزة كوت ديفوار" .. والقدر يرحم مودريتش "التاريخي" أمام إيطاليا

من منا لا يتذكر سيناريو النسخة الأخيرة من بطولة كأس أمم إفريقيا، التي استضافتها كوتِ ديفوار على أراضيها، وتوّجت بلقبها في النهاية.

كوتِ ديفوار بقيادة فرانك كيسييه، متوسط ميدان النادي الأهلي السعودي، كانت على وشك الخروج من البطولة الإفريقية؛ بعد جمعها 3 نقاط فقط في دور المجموعات.

لكن المعجزة الكروية حدثت؛ حيث اجتمعت جميع النتائج التي تؤهل كوتِ ديفوار إلى دور ثمن النهائي كـ"آخر أفضل منتخب صاحب المركز الثالث".

والآن.. يحتاج الكروات إلى تكرار معجزة كوتِ ديفوار؛ من أجل التأهل كأحد "أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث"؛ وذلك على النحو التالي:

- فوز الدنمارك على صربيا بـ"أي نتيجة"، ضمن منافسات المجموعة الثالثة.

- فوز إنجلترا على سلوفينيا "3-0"، ضمن منافسات المجموعة الثالثة.

- فوز تركيا على التشيك بـ"أي نتيجة"، ضمن منافسات المجموعة السادسة.

- فوز البرتغال على جورجيا بـ"أي نتيجة"، ضمن منافسات المجموعة السادسة.

وإذا لم تتحقق نتيجة واحدة من هذه الاحتمالات الأربعة؛ سيودع منتخب كرواتيا الأول لكرة القدم، بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، من دور المجموعات.

تواصلت العقدة الكرواتية لـ"الإيطاليين"؛ وذلك في المباريات الرسمية التي جمعت المنتخبين، في كافة المسابقات عبر التاريخ.

منتخب إيطاليا الأول لكرة القدم فشل في تحقيق أي انتصار رسمي، على نظيره الكرواتي؛ وهو الأمر الذي تواصل في ليلة الإثنين "الحاسمة".

كرواتيا تقابلت مع إيطاليا، في 7 مباريات رسمية - حتى الآن -؛ سواء في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا، أو "اليورو" والمونديال.

وفي المباريات السبع.. انتصر الكروات مرتين، مقابل خمس تعادلات بين المنتخبين، انتهت جميعها بنفس النتيجة (1-1).

بعد 26 سنة.. قررت إيطاليا، في مباراة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أمام كرواتيا، "نزع عباءة" السيدة العجوز يوفنتوس.

الإيطاليون دخلوا مباراة كرواتيا، في الجولة الثالثة من دور المجموعات ببطولة "يورو 2024"، بدون أي لاعب من العملاق المحلي يوفنتوس، في "التشكيل الأساسي".

وهذه هي المرة الأولى، منذ عام 1998؛ الذي يدخل فيها منتخب إيطاليا الأول لكرة القدم، مباراة في بطولة كبرى، بدون أي لاعب من يوفنتوس، في "التشكيل الأساسي".

وكان من المقرر أن يشارك فيديريكو كييزا، جناح نادي يوفنتوس، في "التشكيل الأساسي" للمنتخب الإيطالي أمام الكروات؛ إلا أن المدير الفني لوسيانو سباليتي، قرر إجلاسه على دكة البدلاء، في اللحظات الأخيرة.

وربما يكون عدم الاعتماد على نجوم السيدة العجوز في الوقت الحالي؛ بسبب التراجع الكبير في مستوى ونتائج الفريق الأول لكرة القدم، خلال العامين الأخيرين تحديدًا.

في الدقيقة 54 من عمر المباراة.. تولى لوكا مودريتش، قائد منتخب كرواتيا الأول لكرة القدم، تنفيذ "ركلة الجزاء" التي تحصل عليها فريقه، أمام الإيطاليين.

هذه الركلة؛ كانت واحدة من أهم الركلات في مسيرة لوكا الكروية؛ لأنها كانت تعني نهاية مسيرة كرواتيا في "يورو 2024"، أو التأهل إلى دور ثمن النهائي؛ بعيدًا عن السيناريو المجنون الذي حدث في النهاية.

وأمام كل ذلك.. أضاع مودريتش "الركلة الجزائية"؛ لكن القدر كان رحيمًا به، عندما عادت الكرة له بعد 30 ثانية فقط، ليسكنها داخل الشباك، معلنًا عن هدف بلاده الوحيد أمام الطليان.

وأصبح لوكا مودريتش بهذا الهدف، أكبر لاعب عبر التاريخ، يسجل في بطولة كأس أمم أوروبا "اليورو"؛ وذلك عن عمر 38 سنة و289 يومًا.

* وفيما يلي.. بعض من أرقام مودريتش التاريخية في بطولة كأس أمم أوروبا:

- يورو 2008: أصبح أصغر لاعب كرواتي يسجل في كأس أمم أوروبا؛ بعمر "22 سنة و273 يومًا".

- يورو 2020: أصبح أكبر لاعب كرواتي يسجل في كأس أمم أوروبا؛بعمر "35 سنة و286 يومًا".

- يورو 2024: أصبح أكبر لاعب عبر التاريخ يسجل في كأس أمم أوروبا؛ بعمر "38 سنة و289 يومًا".

أثار لوتشيانو سباليتي، المدير الفني لمنتخب إيطاليا الأول لكرة القدم، الجدل في بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"؛ وذلك بالتقليل من المنافسين في أكثر من مناسبة.

ويبدو أن سباليتي الذي تحدث بلهجة تم وصفها بـ"الغرور"، كان يركز مع المنافسين، أكثر من تركيزه على أزمات منتخب إيطاليا؛ سواء الهجومية أو حتى على المستوى الدفاعي.

مشاكل إيطاليا الدفاعية والهجومية، ظهرت منذ المباراة الأولى في دور المجموعات، على الرغم من الفوز على ألبانيا وقتها، بهدفين مقابل واحد؛ قبل الخسارة أمام إسبانيا، بهدف نظيف والتعادل مع كرواتيا بشق الأنفس.

المثير في الأمر أن جيانلويجي دوناروما، حارس مرمى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، كان "النقطة المضيئة" الوحيدة في المنتخب الإيطالي، في البطولة بصفة عامة، وأمام إسبانيا وكرواتيا تحديدًا.

دوناروما أنقذ منتخب بلاده من هزيمة فاضحة أمام إسبانيا، قبل أن يبدع أمام كرواتيا؛ بمنعه أكثر من فرصة خطيرة، كما تصدى لركلة جزائية، أرتدت بهدف في شباكه على الرغم من استبساله فيها أيضًا، وسط "فرجة غريبة" من زملائه؛ حيث لولاه لربما كانت إيطاليا الآن خارج البطولة.

تألق دوناروما في هذه النسخة، اقترن برقم تاريخي؛ حيث أصبح "أصغر" حارس مرمى إيطالي، يشارك في 10 مباريات ببطولة كأس أمم أوروبا، عبر التاريخ.