"كتب التاريخ ولكنه خسر الخلود!" .. وعد جورج جيسوس بين النجاح والفشل في الهلال

لا يُمكن أن يُشارك الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، في أي بطولة، سواء كانت محلية أو خارجية؛ إلا ويكون مرشحًا للتتويج بها.

لكن.. الحقيقة أنه في بداية الموسم الرياضي الحالي 2023-2024، كان الكثيرون يضعون نادي النصر، كـ"مرشح أول" للتتويج بلقب دوري روشن.

سر هذا الترشيح؛ هو أن الفريق النصراوي، يملك في صفوفه الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى الصفقات العالمية الكبرى؛ وعلى رأسها الجناح السنغالي ساديو ماني، ومتوسط الميدان الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، والظهير البرازيلي أليكس تيليس، بالإضافة إلى قلب الدفاع الإسباني إيمريك لابورت.

أما الهلال.. البعض كان ينظر إلى صفقاته العالمية في البداية، على أنها ليست على قدر التطلعات الكبيرة، خاصة بعد فشل التوصل إلى اتفاق مع الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، الذي فضل الرحيل إلى إنتر ميامي الأمريكي، عن الانضمام للزعيم.

حتى التعاقد مع النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور، من فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان؛ جاء بشكل متأخر كثيرًا، خلال الميركاتو الصيفي الماضي.

أيضًا.. نتائج الزعيم الهلالي في بداية الموسم الحالي، لم تكن جيدة؛ حيث خسر لقب كأس الملك سلمان للأندية العربية، بـ"السقوط" أمام النصر، في المباراة النهائية، مع تعادلين في المباريات الأولى بمسابقة الدوري.

وطالب البعض بـ"إقالة" جيسوس من منصبه، إلا أن رئيس النادي فهد بن نافل، جدد الثقة فيه؛ لتنقلب النتائج رأسًا على عقب، ويتوّج الفريق الأول لكرة القدم، بلقبي الدوري والسوبر فيما بعد.

ولذلك.. يُمكن اعتبار موسم نادي الهلال "ناجحًا"، حتى بعد خسارة لقب دوري أبطال آسيا؛ وذلك بسبب أن النظرة في بداية الموسم الحالي، كانت تشاؤمية للغاية.

شهد الموسم الرياضي الحالي 2023-2024، كتابة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، "تاريخًا جديدًا" في عالم الساحرة المستديرة.

الهلال دخل موسوعة "جينيس"، كالفريق صاحب أطول سلسلة انتصارات متتالية في مختلف المسابقات "34 مباراة"؛ قبل السقوط في فخ الخسارة أمام العين الإماراتي.

وخسر الهلال (2-4) أمام الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين، على ملعب "هزاع بن زايد" في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن منافسات ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا.

وإلى جانب دخوله موسوعة "جينيس".. حقق الزعيم الهلالي، مجموعة من الأرقام القياسية الأخرى، على المستوى المحلي؛ على رأسها أعلى عدد نقاط في دوري روشن السعودي للمحترفين.

كذلك.. أصبح الفريق الأزرق، صاحب أطول سلسلة انتصارات متتالية في مسابقة الدوري، مع تحقيق أكبر فوز منذ تطبيق الاحتراف؛ والذي جاء ضد نادي الحزم، بتسعة أهداف مقابل لا شيء، في الجولة الرابعة عشر.

كل هذه الأرقام العالمية والمحلية التي حققها الهلال؛ تجعل الموسم الرياضي الحالي 2023-2024، ناجحًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حتى مع النكسة الآسيوية المفاجئة.

نعم.. نادي الهلال يعتبر من أقل الفرق السعودية تعرضًا لـ"الإصابات"، خلال الموسم الرياضي الحالي 2023-2024، بالمقارنة مع منافسيه، خاصة الاتحاد.

لكن.. إصابات الزعيم الهلالي كانت مؤثرة للغاية، وجعلته يفقد أهم لاعبيه؛ على رأسهم الساحر البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور، وذلك في أول مواسمه مع الفريق الأول لكرة القدم.

نيمار الذي انضم إلى الهلال، في الأيام الأخيرة من الميركاتو؛ لم يخض سوى 5 مباريات فقط بقميص الفريق الأزرق، قبل أن يتعرض للإصابة بـ"قطع في الرباط الصليبي".

وتعرض الساحر البرازيلي لهذه الإصابة، خلال مشاركته مع منتخب بلاده، في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، في شهر أكتوبر الماضي.

وبالتالي.. خسر الهلال "أهم" عنصر في صفوف الفريق الأول، والصفقة السوبر الذي كان يعول عليها كثيرًا، خلال الموسم الرياضي الحالي.

وإلى جانب نيمار جونيور، فقد الهلال عناصر مؤثرة أخرى، في فترات متفاوتة من الموسم الحالي؛ مثل المهاجم الصربي أليكساندر ميتروفيتش، والنجم الدولي السعودي سالم الدوسري.

وعلى الرغم من كل هذه الإصابات؛ إلا أن الزعيم الهلالي لم يتأثر بالشكل الذي توقعه البعض؛ حيث واصل سلسلة الانتصارات المتتالية مع تحقيق البطولات، وإن ظهرت بعض المعاناة في "غياب" ميتروفيتش، عند مواجهة العين الإماراتي، بدوري أبطال آسيا.

ولذلك.. فإن تخطي عقبة الإصابات وعدم تأثيرها الكبير على الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال؛ يجعل الموسم الرياضي الحالي 2023-2024، ناجحًا إلى حدٍ كبير.

لا يختلف اثنان على "قيمة" الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين، في كرة القدم الإماراتية والخليجية، وحتى على المستوى القاري.

لكن.. إذا تم النظر إلى العناصر التي يضمها الفريق الإماراتي، ومقارنتها بتلك التي يتوفر عليها نادي الهلال؛ سيجد عاشق الساحرة المستديرة، فارقًا كبيرًا في الجودة؛ لمصلحة بطل السعودية.

لذلك.. كانت الترشيحات كلها تتجه إلى تأهل الهلال، إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2023-2024، على حساب نادي العين؛ وذلك قبل مواجهتهما في المربع الذهبي.

هذه الترشيحات لم يتم تحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع؛ حيث ظهر تفوق تكتيكي واضح من الأرجنتيني هيرنان كريسبو، المدير الفني للفريق الإماراتي، على حساب نظيره البرتغالي جورج جيسوس، مدرب الزعيم الهلالي.

العين فاز (4-2) على الهلال، في مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، على أرضه ووسط جماهيره، مع تقديم مستوى فني رائع؛ قبل أن يتعامل بنجاح تكتيكي كبير للغاية في الإياب، على ملعب "المملكة أرينا" في العاصمة السعودية الرياض، رغم خسارته بهدف مقابل اثنين.

ونظرًا لأن الخروج الآسيوي كان غير متوقع، وأمام فريق "أقل في الجودة الفنية"؛ فإنه من الممكن اعتبار الموسم الرياضي الحالي، ليس ناجحًا بالشكل الكبير.

بل أنه من الممكن اعتبار الموسم الحالي "فاشلًا"، إذا ما نظرنا إلى أن الظروف ساعدت الهلال كثيرًا على المستوى المحلي؛ لذلك.. كان مقياس النجاح في 2023-2024؛ التتويج بلقب أبطال آسيا، وهو ما لم يحدث.

"انتهز فرصتك فأنت لا تعلم ماذا ينتظرك في الغد".. هذا ما كان يجب أن يفعله نادي الهلال، في النسخة الحالية من مسابقة دوري أبطال آسيا؛ ولكنه فشل فيها.

الهلال يملك الرقم القياسي في عدد التتويجات بلقب دوري أبطال آسيا "4 ألقاب"، وبفارق لقب وحيد فقط عن أوراوا رد ديموندز الياباني، وبوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي.

ونظرًا للمستوى التاريخي الذي يقدمه الهلال، خلال الموسم الرياضي الحالي؛ كان من السهل أن يزيد الفريق من عدد تتويجاته القارية، ويوسع الفارق مع أقرب منافسيه، حتى لا يتم تحطيم رقمه القياسي.

وبسقوطه المفاجئ أمام العين.. أهدر الزعيم الهلالي، أسهل فرصة من أجل رفع "اللقب الخامس" في أبطال آسيا؛ بل منح فرصة إلى فريق جديد من أجل الاقتراب منه.

هذا الفريق هو العين الإماراتي؛ الذي إذا توج بالنسخة الحالية من دوري أبطال آسيا، سيرفع رصيده إلى اللقب الثاني، متساويًا مع عديد من الأندية، أبرزها الاتحاد السعودي والسد القطري وجيونبوك وأولسان هيونداي من كوريا الجنوبية وجوانجزو إيفرجراند الصيني.

أيضًا لا يعلم الهلال ماذا سيحدث في المستقبل؛ نعم.. السعودية هي التي من الواضح بأنها ستهيمن على المسابقات القارية للأندية، في الفترة القادمة، بسبب الصفقات العالمية الضخمة؛ لكن قد تظهر فرق من بلدانٍ أخرى، في السنوات القادمة، مثلما فعل العين.

كذلك.. من الممكن أن تدعم الأندية السعودية الكبيرة الأخرى؛ وخاصة النصر والاتحاد والأهلي، صفوفها بصفقات عالمية قوية، تجعلهم ينتزعون الزعامة القارية من الهلال، في السنوات القادمة.

لذلك.. فإن خسارة لقب النسخة الحالية "السهلة" من مسابقة دوري أبطال آسيا؛ هو فشل كبير للغاية من نادي الهلال، يؤثر بالطبع على تقييم موسمه بشكل إجمالي.

بداية من موسم 2024-2025، سيعتمد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، نظامًا جديدًا للبطولات والمسابقات القارية للأندية.

الاتحاد القاري للعبة أعلن أن النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال آسيا، والتي خرج فيها الهلال من نصف النهائي، أمام نادي العين الإماراتي؛ ستكون الأخيرة بـ"النظام القديم".

وبدلًا من "النظام القديم".. استحدث الاتحاد القاري للعبة، 3 مسابقات بشكل جديد؛ وهي "النخبة الآسيوية، دوري أبطال آسيا (2)، وكأس التحدي الآسيوي".

وستعتبر "النخبة الآسيوية" مكملة لمسابقة دوري أبطال آسيا بـ"نظامها القديم"؛ بمعنى أن الألقاب الجديدة، ستضاف إلى عدد البطولات القديمة التي حققها أي فريق.

وكان من المهم أن يُخلد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، اسمه كـ"آخر فريق" يتوج بلقب دوري أبطال آسيا بـ"نظامه القديم".

لكن.. بسقوط الزعيم في نصف النهائي، أعطى فرصة ذهبية لنادي العين بالذات، لأن يكتب هو التاريخ إذا حصل على لقب النسخة الحالية؛ كونه سيكون أول وآخر فريق يتوج بـ"النظام القديم" لدوري أبطال آسيا.

كذلك.. فإن خسارة لقب دوري أبطال آسيا 2023-2024، ضيع على الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، فرصة التتويج بـ"الرباعية التاريخية" غير المسبوقة، في الموسم الرياضي الحالي.

الهلال توّج بلقبي دوري روشن والسوبر السعودي - حتى الآن -، مع فرصة كبيرة للحصول على البطولة الثالثة؛ عندما يواجه النصر، في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.

وهُنا.. يُمكن اعتبار 2023-2024 "ناقصًا"؛ لأن الهلال أضاع على نفسه فرصة تاريخية، قد لا تتاح له بسهولة في المواسم القادمة؛ خاصة مع التعزيزات المتوقعة للمنافسين.

SHAHID