FIFA Club World Cup LIVE Blog GFXGOAL/GETTY

النشيد الوطني بلا فائدة .. مونديال الأندية ليس كأس العالم والانتماء يختفي أمام الأرباح الضخمة!

في 15 يونيو 2025 ينطلق كأس العالم، ليس المونديال الذي تعرفه، بل نسخة أخرى لن تشاهد فيها إسبانيا وفرنسا والبرازيل، بل أندية ممثلة لتلك الدول.

الجميع في حالة ترقب، هل تكون البطولة بنسختها المُوسعة المُقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، تجسيدًا لكأس العالم الذي نعرفه، أم ستكون مجرد فكرة غير ناجحة مثل غيرها.

سنرى ريال مدريد ومانشستر سيتي وتشيلسي والأهلي المصري والهلال وبايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، توليفة غريبة وعجيبة لم تتجمع من قبل في وقت واحد، لأن مونديال الأندية بنسخته السابقة كان يقتصر على ممثل من كل قارة فقط.

ربما تكون هناك بعض التشابهات بين كأس العالم العادي وهذه المسابقة، ولكن لدينا أيضًا اختلافات عديدة وواضحة بين البطولتين ..

  • real madrid barcelonaGetty Images

    الانتماء

    بطولة كأس العالم العادية هي أحد أهم النماذج الواضحة على الربط بين الانتماء للبلد وعشق كرة القدم، وهذا ما نراه عندما يتم عزف النشيد الوطني، والحماس الذي يظهر عليه اللاعبين خاصة المنتخب الإيطالي ونشيده الشهير.

    الجميع يتوجه إلى البلد المضيف من كل مكان، لتشجيع بلاده ووطنه، طمحًا في الخروج بإنجاز يعزز الرابط الشديد بين الرياضة والانتماء للأرض التي ولد عليها كل مشجع.

    ولكن الوضع سيكون مختلفًا في مونديال الأندية، السلام الوطني لإسبانيا لا يعني أي شيء للعديد من نجوم ريال مدريد، وكذلك النشيد الألماني لا يمثل أي شيء لهاري كين وغيره من نجوم بايرن ميونخ، لأن كل فريق يمثل نفسه فقط.

    ولهذا السبب الانتماء لن يكون كما هو في كأس العالم الذي نعرفه، بل هناك بعض الشكوك حول مدى جدية بعض الفرق في هذه البطولة، خاصة وأنها تأتي بعد موسم شاق للغاية، يجعل البعض ينظر لها كحمل زائد أكثر من أي شيء آخر.

    الهدف الواضح والمعروف للجميع، يتمثل في الأرباح المالية الضخمة التي ستجنيها الفرق من هذه البطولة، مما يجعلها المحرك الرئيسي للأندية، ويفسر حالة النشاط الهائلة لها في سوق الانتقالات لتدعيم صفوفها بأسرع شكل ممكن.

    ريال مدريد دفع 10 ملايين يورو من أجل جلب ترنت ألكساندر آرنولند قبل موعد انضمامه بشهر واحد فقط من ليفربول، هذا لأن فلورنتينو بيريز يدرك أنه سيجني هذه الأموال سريعًا.

  • إعلان
  • FBL-WC-2022-MATCH08-ARG-KSAAFP

    الحضور الجماهيري

    من منظور الانتماء أيضًا، ستكون هناك بعض الشكوك القوية حول الحضور الجماهيري في مونديال الأندية، وهذا ما سيظهر لنا في النسخة الأولى من البطولة بصورتها الجديدة.

    في المونديال العادي نرى الجميع يتحد تحت مظلة منتخب واحد، ولكن في كأس العالم لن ترى مشجعًا لبرشلونة أو بوروسيا دورتموند أو مانشستر يونايتد أو ليفربول، يذهب إلى الولايات المتحدة لتشجيع ريال مدريد وبايرن ميونخ وتشيلسي بحجة أنهم يمثلون بلادهم.

    لذلك سيكون الرهان على أن يذهب مشجع كل فريق لمساندته مهما كانت جنسيته، ولكن هل هذه البطولة تستحق كل هذا العناء؟ الأمر يعتمد بشكل كبير عما ستسفر عنه النسخة الأولى، لتكوين فكرة أوضح عن مدى إثارتها وجديتها.

    سيعتمد الأمر كذلك على مدى قرب الجماهير من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يصب في مصلحة فرق أمريكا الجنوبية بسبب قربها من البلد المضيف، ولكن المؤشرات تؤكد أننا سنرى العديد من المقاعد الشاغرة خلال هذه البطولة مقارنة بكأس العالم العادي.

  • Manchester City FC v AFC Bournemouth - Premier LeagueGetty Images Sport

    التسلح بالصفقات

    لأنه لا يوجد سوق انتقالات في المنتخبات، تختلف الأمور في مونديال الأندية، حيث نشاهد العديد من الفرق تنهي صفقاتها مبكرًا للغاية لضرب "عصفورين بحجر" في الميركاتو الصيفي.

    العصفور الأول هو الاستفادة من تلك الصفقات في كأس العالم للأندية بزيادة حظوظها وتنشيط صفوفها، والثاني هو دمج اللاعبين الجدد مبكرًا مع الفريق بدلًا من الانتظار لما بعد الإجازة الصيفية.

    ريال مدريد تسلح بالفعل بالتعاقد مع دين هاوسن وترنت آرنولد، ويحاول إنهاء صفقة ألفارو كاريراس في أسرع وقت ممكن، وسط محاولات كذلك من الأهلي والهلال لفعل نفس الشيء من أجل إحداث مفاجئة مدوية.

    وعلى النقيض تمامًا، كأس العالم كان يؤجل الصفقات، النجوم يفضلون الانتظار للتألق وظهور فرص أفضل لهم بعد المسابقة تساعدهم على الانتقال لأفضل فريق ممكن.

    وكذلك الأندية لا تريد التسرع، وتفضل رؤية أهدافها وهي تخضع لهذا الاختبار الصعب، من أجل إصدار الحكم النهائي قبل إنفاق الأموال.

  • Al Hilal v Gwangju: AFC Champions League EliteGetty Images Sport

    احتمالية أكبر للمفاجآت

    الأرجنتين - فرنسا - ألمانيا - إسبانيا - إيطاليا - البرازيل - فرنسا - البرازيل - ألمانيا، تلك كانت الفرق التي حصلت على كأس العالم للمنتخبات منذ 1990 وحتى 2022، وجميعها من كبار اللعبة في العالم.

    مونديال الأندية يفتح الفرصة بشكل أكبر أمام فرق غير متوقعة للحصول على البطولة، وإن كان ريال مدريد يبدو كالمرشح الأوضح والمنطقي لنيل اللقب، ولكن الحالة التي يمر بها الميرينجي ومرحلة إعادة ترتيب الأوراق تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو، قد تقلل كثيرًا من حضور العملاق الإسباني.

    هل نرى أتلتيكو مدريد يفك نحسه أخيرًا؟ أم مفاجأة من بورتو أو إنتر ميامي بقيادة نجمه ليونيل ميسي، أم تنجح كتيبة الهلال في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الكارثي في دوري روشن السعودي ودوري أبطال آسيا!

    على الكبار توخي الحذر أيضًا من فرق أمريكا الجنوبية، بالميراس وبوكا جونيورز وفلامنجو وريفر بليت وفلومينينسي، وربما يفعلها فريق أوروبي غير متوقع مثل بوروسيا دورتموند أو بنفيكا.

    لو لم ينجح أحدهم في الفوز باللقب، قد نرى ظهور العرب بمراحل متقدمة سواء الأهلي أو الترجي أو العين أو الهلال وكذلك الوداد، وهي ظاهرة لا نراها كثيرًا في المونديال العادي باستثناء ما فعلته المغرب في مونديال قطر 2022.

  • FBL-WC-2022-MATCH64-ARG-FRA-TROPHYAFP

    الدوافع

    الأمور واضحة في كأس العالم، كل لاعب يحلم بتمثيل وطنه في هذا المحفل الضخم الذي يقام كل 4 سنوات، ويقاتل ويفعل كل شيء من أجل ارتداء قميص بلاده في البطولة، ويشعر بالصدمة لو تم استبعاده من قائمة منتخبه.

    في مونديال الأندية قد يكون الوضع مشابه نوعًا ما لفرق آسيا وأمريكا الجنوبية والشمالية وإفريقيا، لأنها تضم عددًا كبيرًا من اللاعبين المحليين مقارنة بالأجانب.

    ولكن في أوروبا قد ينظهر لها العديد من اللاعبين خاصة في كبار القارة على أنها عبء، لأنها تأتي بعد موسم طويل جدًا شهد تلاحمًا في المباريات، مما يقلل من مدة الإجازة التي سيحصل عليها في الصيف قبل بداية الموسم الجديد الذي يتبعه كأس العالم للمنتخبات.

    التحضير يكون أفضل كذلك في كأس العالم، لأن المنتخبات تحصل على الوقت الكافي للتجهيز، ولكن هذه المرة الوقت ضيق للغاية، بل هناك تصفيات كأس العالم سُتلعب قبل انطلاق البطولة بأيام.

    وهو ما يعرضنا لإمكانية رؤية بعض الفرق واللاعبين يدخلون البطولة بمبدأ "تقضية الواجب"، والمشاركة المشرفة فقط، أو يغلبهم الإرهاق والتعب مما يجعلهم يحاولون اللعب بأقل مجهود ممكن لتجنب الإصابة.

    الصغار أيضًا يمتلكون الكثير من الدوافع في هذه البطولة، من خلال التألق وإثبات أنفسهم أمام الجميع طمحًا في فرصة انتقال لفريق جديد، ولكن النجوم في كبار أوروبا لن ينظروا للمشاركة بنفس النظرة، لأن عمالقة القارة لن يتخذوا من المسابقة كمعيار حاسم للحكم على أي موهبة.

    باختصار شديد، إنها بطولة "كل ما هو مجهول" ربما لا تحمل نفس أهمية ورونق كأس العالم للمنتخبات، لكنها تثير الكثير من الفضول والحماس لرؤية ما ستسفر عنه!

0