كارثة تعيين أنطونيو كونتي.. مانشستر يونايتد تفادى ضربة قاتلة، وتوتنهام يعاين الأضرار

أصبح توتنهام الآن موضع سخرية، بعدما استقال كونتي، ثم أقال خليفته المؤقت كريستيان ستيليني، بعد أقل من شهر.

على الجانب الآخر، يعيش مانشستر يونايتد، واحدة من أفضل حالته، منذ اعتزال السير أليكس فيرجسون، تحت قيادة إريك تين هاج.

فقد حققوا كأس هذا الموسم، وفي وضع أقوى لتحقيق التوب الفور، بجانب فارق ست نقاط عن توتنهام قبل مباراة الخميس، ومباراتين مؤجلة، فالفوز سيقضي عمليًا على آمال الفريق اللندني، في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

وفي نفس اليوم الذي تعرض فيه توتنهام للإهانة 6-1 من نيوكاسل، كان مانشستر يونايتد يصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

وبينما كان كونتي حلاً مغريًا على المدى القصير، كان تين هاج رهانًا على المستقبلين، وتستحق إدارة مانشستر يونايتد كل التقدير على تلك النظرة، واتخاذ القرار الصحيح.

لكن بالنظر إلى الفوضى التي حدثت الموسم الماضي تحت قيادة سولشاير، نعلم لماذا شعر بعض المشجعين والنقاد بأن كونتي هو الرجل المناسب لحل مشاكل يونايتد العميقة.

فكان النرويجي قد نشر ثقافة قبول أن تكون الأفضل الثاني، مما أعطى الشعور بالارتياح للاعبيه، فلم ينتقد الفريق بعد الهزيمة المفاجئة أمام شيفيلد يونايتد، التي تسببت في خروجه من المنافسة على اللقب في موسم 2020-21.

مما أثار غضب الجماهير، أنه لم يمارس ضغطًا كافيًا على اللاعبين، وعائلة جليزر لتدعمه في سوق الانتقالات.

لن تفوز بكل شيء، لكن سولشاير فيما يقرب من ثلاث سنوات في قيادة مانشستر يونايتد، فشل في الفوز بلقب واحد.

لا يمكن أن يكون التناقض بين سولشاير وكونتي كبير.

فالإيطالي قد فاز بالدوري مع كل فريق دربه، ودائمًا ما يأخذ كل الأندية إلى المقدمة، مثل يوفنتوس أو إنتر، أو بعد موسم سيئ، كما فعل في تشيلسي.

لقد رفع مستويات الفرق سريعًا، ولم يخش أبدًا إخبار من هم أعلى منه بالحقيقة.

بالنسبة إلى مشجعي يونايتد فقد سئموا من المدربين السلبيين، وكان كونتي الرجل المثالي لتغيير الأمور وقيادة الكفاح.

ومع ذلك، أدرك توتنهام أن كونتي، مثل جوزيه مورينيو من قبله، يترك الأرض المحروقة ويذهب.

وكان مؤتمره الصحفي الصاخب، بعد التعادل مع ساوثامبتون هو المثال الأكثر وضوحًا على ذلك، فانتقد أبناءه، ونتيجة لذلك غادر.

اعتقد الجميع أنه كان على وشك الاستقالة بعد ثلاثة أشهر فقط، بعد الهزيمة في بيرنلي، عندما قال إنه غير قادر على تحسين الفريق، وتساءل إذا كان مناسبًا له الحصول على راتب من النادي.

وعاش لاعبو توتنهام في حالة خوف مستمرة من أن يتم الاستغناء عنهم من قبل الإيطالي، بينما اعتقد المشجعون باستمرار أنه على وشك المغادرة.

فعلى الرغم من الانتصار على مانشستر سيتي وآرسنال، كان هناك دائمًا شعور بالفوضى، وظهر ذلك في الموسم الثاني البائس.

تم إغراء مانشستر يونايتد بفترة مورينيو المثمرة، لن بالنظر لبعض الأزمات بها، لم يرتكب نفس الخطأ مع كونتي.

فمانشستر يونايتد يشبه توتنهام، يفتخرون بأن فريقهم يلعب كرة قدم ممتعة، ودفعوا ثمناً كبيرًا للتضحية بقيمهم، من أجل تحقيق النتائج.

والآن مع تين هاج فهو مدرب يمتلك تاريخًا كبيرًا في تدريب كرة القدم، والثقة باللاعبين الشباب، وهو ما يتماشى مع تقاليد النادي أكثر من أسلوب كونتي، بالهجوم المضاد.

كما أن تين هاج، صاحب شخصية قوية، وقد أعاد الانضباط للفريق، فاتخذ موقفًا متشددًا مع رونالدو عندما غادر المباراة مبكرًا، كما أسقط ماركوس راشفورد من التشكيلة الأساسية، لتأخره عن اجتماع الفريق ضد وولفرهامبتون في ديسمبر.

كما كان قاسيًا على لاعبيه عندما سقطوا أمام ليفربول 7-0، والهزيمة الساحقة في الدوري الأوروبي أمام إشبيلية.

ولكنه حقق التوازن الصحيح بين التوضيح للاعبين دور المدير، والاحتفاظ باحترامهم.، وهذا شيء لم يكن كونتي قادرًا عليه.

أيًا كان من سيصبح المدير الفني التالي لتوتنهام، فإنه سيواجه مهمة ضخمة في إعادة بناء فريقه، ولن يكون هناك عرضًا كبيرًا من المال.

قد يضطرون أيضًا إلى الاستغناء عن هاري كين، الذي أصبح محبطًا من الفوضى، من النادي الذي قضى حياته المهنية بأكملها فيه.

فاي للاعب يتمتع بموهبة كين وخبرته يستحق مكانًا أفضل لينهي مسيرته فيه.

وبعد أن فشل في الوصول إلى مانشستر سيتي في عام 2021، يبدو الجانب الآخر من المدينة، واحد من عدد قليل جدًا من الوجهات الواقعية له، إذا كان يريد مغادرة توتنهام ولكن يبقى في إنجلترا.

قبل عام واحد، فكرة الانتقال إلى أولد ترافورد كانت ستبدو غريبة، لكن تين هاج يبني فريقًا، والشيء الوحيد الذي يفتقده هو مهاجم يتفوق على الجميع، وكين يناسب مشروعه ليكون جزءًا منه.

قد يحزن ذلك الحديث جماهير توتنهام، لكن على مشجعي مانشستر يونايتد الامتنان لفريقهم، بعدم اتخاذ قرار بتعيين كونتي.