كاراباو كاب | تين هاج تخلص من تفاحة رونالدو الفاسدة .. ولا تحزن يا نيوكاسل!

سيجادل كثيرون بأن بطولة "كاراباو كاب" ليست لها أهمية حقيقية في كرة القدم الإنجليزية، وأن العديد من الأندية تخوضها بالصف الثاني أو الثالث من لاعبيها لتجهيزهم لما تبقى من الموسم.

لكن الحقيقة، هي أن كأس الرابطة بطولة مثل أي بطولة أخرى في كرة القدم الإنجليزية، تستحق الاحتفاء والاحتفال الجماهيري دون أدنى شك.

مانشستر يونايتد كان يحتاج إلى مثل هذه البطولة من أجل استكمال إعادة الروح إلى جسده الذي أثقلته خيبات الأمل للعديد من السنوات.

مانشستر يونايتد انتظر ست سنوات حتى يعود إلى منصات التتويج، وبالتأكيد هذه ليست كل العودة التي يريدها "الشياطين الحمر" وإن كانت بمثابة حجر أساس للبناء من أجل المستقبل.

منذ اتفاق إدارة مانشستر يونايتد على تولي الهولندي إريك تين هاج مسؤولية تدريب الفريق في النصف الأخير من الموسم الماضي، ويدور الكثير من الجدل حول المدرب الهولندي.

تين هاج نجح في وقت قصير أن يبدأ عملية بناء شاملة في خطط وأفكار مانشستر يونايتد، بعد سنوات من الجمود والغياب عن المنافسات.

المدرب الهولندي دون أي شك هو رجل المرحلة في مانشستر يونايتد، وبالنظر إلى أنه حقق أول ألقاب مع "الشياطين الحمر"، وليس بعيدًا أبدًا عن المنافسة في الدوري الإنجليزي، فإن تين هاج يثبت يومًا بعد آخر أنه بحق رجل المرحلة في "أولد ترافورد".

منذ قرر مانشستر يونايتد طرد البرتغالي كريستيانو رونالدو من الفريق في نوفمبر الماضي على خلفية مقابلته المثيرة للجدل مع الصحفي بيرس مورجان، أصبح ماركوس راشفورد النجم الأول للفريق.

راشفورد ساهم بصورة واضحة في فوز مانشستر يونايتد بلقب كأس الرابطة، كما أنه يعد بلا منازع أفضل لاعبي العالم منذ العودة من منافسات مونديال قطر.

رحيل رونالدو عن مانشستر يونايتد كان محوريًا في تطور وانفجار راشفورد، واضطلاعه بأدوار أهم في صناعة اللعب والتسجيل.

ربما كانت خيبة أمل نيوكاسل يونايتد كبيرة بعد فقدان لقب كأس الرابطة، لكن الحقيقة هي أن مجرد الوصول إلى النهائي يعد إنجازًا بالنسبة إلى فريق يتحسس طريقه.

نيوكاسل يونايتد، وتحت قيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بدأ بالفعل ثورة الإصلاح تحت قيادة مدرب واعد هو إيدي هاو.

الوصول إلى النهائي يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفريق لا يحتاج إلى الكثير، ربما فقط صفقات نوعية تحسن مستوى الجودة في الخط الأمامي تحديدًا قد تكون كفيلة بخلق وحش جديد في كرة القدم الإنجليزية.

لكن المؤكد حتى الآن، أن إيدي هاو خلق فريقًا مخيفًا للكبار والصغار في إنجلترا، وأن الفريق معه يسير على الطريق الصحيح، وأن المنافسة على الألقاب ليست سوى مسألة وقت.

ربما لم يؤثر لاعب في منظومة تين هاج الدفاعية والهجومية مثلما فعل البرازيلي كاسيميرو، القادم إلى مانشستر يونايتد من ريال مدريد الإسباني في صيف 2022.

كاسيميرو يساهم دفاعيًا في خط الوسط كما اعتاد بأدواره في ريال مدريد، وإلى جانب ذلك، يظهر جودة مذهلة في صناعة اللعب والتقدم بالكرة إلى الأمام، وهو ما لم يظهر كثيرًا مع ريال مدريد بالنظر إلى شراكته التاريخية مع لوكا مودريتش وتوني كروس.

البرازيلي انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 70 مليون يورو، وهو رقم أقل بكثير من القيمة التي يستحقها كاسيميرو ويظهرها على أرض الملعب مرارًا وتكرارًا، ما يجعله صفقة القرن الحقيقية.

منذ نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 بين ريال مدريد وليفربول، والحارس الألماني لوريس كاريوس كان مثار سخرية الجميع بسبب الأخطاء التي أهدت النادي الملكي اللقب في تلك النسخة من البطولة.

كاريوس، الذي عاندته الظروف طويلًا منذ ذلك النهائي، عاد من جديد إلى دائرة الضوء في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، حين حرس عرين نيوكاسل يونايتد.

صحيح أن الحارس الألماني لم يتمكن من قيادة فريقه إلى الفوز، ويتحمل ولو بنسبة ضئيلة مسؤولية الهدف الثاني، إلا أنه حال دون أن تتلقى شباكه أهدافًا أخرى.

كاريوس قرر أن يذكر الجميع في هذا النهائي بأنه حارس جيد، وتصدى لأكثر من فرصة خطيرة، أبرزها أمام برونو فيرنانديش في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع.

ربما تكون هذه المباراة تحديدًا بداية طريق عودة كاريوس من جديد إلى طريق التألق، واستعادة السنوات التي فقدها من مسيرته.