قمة الثنائي المتعثر!.. فرصة مثالية لبرشلونة لاستعادة مجد دورى أبطال أوروبا من بوابة نابولى

خلال الشوط الثاني من التعادل المفاجئ 1-1 بين نابولى وجنوى يوم السبت الماضي، بدأ جمهور نابولي يهتفون، "دي لورينتيس، استمع إلى هذا النداء نحن نستحق المزيد!".

وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان فريق نابولي في وضع مثالي للهيمنة على كرة القدم الإيطالية تحت قيادة المدرب المميز لوتشيانو سباليتي، واعتبر الكثيرون نابولي مرشحًا للفوز بدوري أبطال أوروبا، خاصة بعد قرعته السهلة فى الأدوار الحاسمة.

ولكن انتهت مسيرتهم الأوروبية المثيرة، والتي تميزت بانتصارين مذهلين على ليفربول وأياكس، بشكل مفاجئ في دور الثمانية على يد ميلان، لكن نابولي صنع التاريخ بمجرد وصوله إلى دور الثمانية.

ولم يؤثر هذا الإقصاء الأوروبى على جماهير نابولي حيث كان الفريق يقترب من تحقيق لقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ عام 1990 والثالث فقط فى تاريخه.

وبعد أن فار نابولي بلقب الدوري الإيطالى صعد دي لورنتيس، إلى المسرح في ملعب مارادونا وأخبر الجماهير البالغ عددها 50 ألف مشجع أن لقب الدوري الإيطالي مجرد "نقطة انطلاق".

بعد أقل من 24 ساعة من مباراة أودينيزي التى توج بعدها نابولي بلقب الدوري، أعلن دي لورينتيس، أنه قام بتفعيل بند التمديد لمدة عام واحد في عقد سباليتي، وتفاجئ المدرب من ذلك القرار لعدم استشارته مسبقاً.

وبعد أسابيع، أعلن سباليتى، عن نيته الرحيل وقال إنه يحتاج إلى بعض الوقت للتعافي من التوتر والإجهاد الناتج عن تحقيق لقب الدوري الإيطالي الذي طال انتظاره.

وبعمر 64 عامًا، أصبح سباليتى، أكبر مدرب يفوز بلقب إيطالي لأول مرة، وقال:" لقد تحقق الحلم" ورغم تأكيده أنه بحاجة إلى الراحة ولكن بعد شهرين فقط، تم تعيينه مدربًا لمنتخب إيطاليا.

وتأكد الجميع أن سباليتي، لم يرحل عن نابولي بسبب حاجته إلى الراحة ولكن بسبب توتر العلاقة بيه وبين رئيس النادى الإيطالى.

وبحلول تلك المرحلة، كان نابولي قد خسر أيضًا جيونتولي، وانضم المدافع كيم مين جاي، إلى بايرن ميونخ، وكان دي لورنتيس قد صرح أن "المشروع لا يتوقف أبدًا"، لكن يبدوا أنه فشل.

كان أمل جماهير نابولي أن يقوم رئيس النادى بتعيين بديل مناسب لسباليتي، للبناء على نجاح الدوري الإيطالي وتم ربط الكثير من المدربين ببطل إيطاليا مثل كونتي ولويس إنريكي، روبيرتو دي زيربي وتياجو موتا.

ولكن قرر دي لورينتيس، تعبين رودي جارسيا، الذي قام بعمل جيد في روما قبل ثماني سنوات ولكنه تراجع كثيرًا فى الفترة الماضية وفشل مع فريق النصر السعودي بقيادة كريستيانو رونالدو.

وقدم نابولى مستويات ونتائج كارثية تحت قيادة جارسيا، ليتم إقالته في 14 نوفمبر الماضي، بعد أن خرج نابولي من سباق اللقب بعد أن حصل على 21 نقطة فقط من 36 نقطة محتملة.

وكان أداء خليفته أسوأ حيث حصل والتر ماتساري، على 15 نقطة فقط من 12 مباراة، ولم يتعلم دي لورنتيس، من أخطائه.

تعاقد نابولي مع كالزونا، على أمل إنقاذ موسم الفريق وهناك أسباب تدعو للتفاؤل، لأنه يعرف الفريق جيدًا، حيث وصل لأول مرة إلى النادي باعتباره المدرب المساعد لماوريتسيو ساري، ثم مدربًا فى جهاز كارلو أنشيلوتي وسباليتي.

ويجيد كالزونا، التعامل مع دي لورينتيس، رئيس نادى نابولى صاحب الشخصية المثيرة للجدل ولكنه فى المقابل ليس لديه أي خبرة كمدرب رئيسي على مستوى النادى، رغم أنه قاد منتخب سلوفاكيا مؤخرًا للتأهل لبطولة أمم أوروبا 2024 ولكن حقيقة أنه ينوي تقاسم الوظيفتين خلال الأشهر الأربعة المقبلة ليست مثالية، نظرًا لأن نابولي يعاني من العديد من المشاكل التي تتطلب الكثير من الاهتمام.

لم يعد دفاع نابولي بنفس قوة الموسم الماضي منذ رحيل كيم، وأصبح أسوأ حيث حافظ نابولي على نظافة شباكه مرتين فقط منذ بداية نوفمبر، وتم الإعلان عن انتقال بيوتر زيلينسكي، إلى إنتر في صفقة مجانية هذا الصيف، وأيضًا سيرحل أوسيمين، وهناك مخاوف من أن الإرهاق الذهني والجسدي قد يعيق نجم الفريق الذي عاد للتو من كأس الأمم الإفريقية بعد هزيمة نيجيريا المؤلمة في النهائي.

لكن مصدر القلق الأكبر هو خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي يعانى من تراجع كبير في مستواه، وقال رئيس نابولي: "منذ مارس 2023 تراجع الفريق ولم يسجل كفاراتسخيليا، في الفترة من مارس إلى نوفمبر إنه سقط".

من الواضح أن المشكلة الأكبر لنابولى تتمثل فى الرئيس، الذى يتحمل المسؤولية عن تحول الفريق من بطل الدوري الإيطالي إلى فريق فوضوى في أقل من عام.

وقال رئيس نابولي بشكل غامض: "الحقيقة لها وجوه عديدة"، في إشارة واضحة إلى أنه ليس الوحيد المسؤول عن رحيل سباليتي أو الأزمات بالفريق بعد ذلك.

ولكن الحقيقة هى أن دي لورينتيس، أهدر فرصة مجيدة لدخول عصر من النجاح المستمر والذي كان سينافس العصر الذهبي لمارادونا.

وقد يكون "ديربي دييجو مارادونا" مساء اليوم الأربعاء فرصة لإنقاذ الموسم، حيث لا يزال نابولي يمتلك الموهبة للتفوق على أي فريق في أوروبا ولكن بغض النظر عن نتيجة المباراة ضد برشلونة فلن يغير ذلك حقيقة أن دي لورينتيس، قد أضر بالفريق.

TOD TV