كشف محمد آل الشيخ؛ وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، عن كواليس أول اجتماع عقده ولي العهد محمد بن سلمان، للتخطيط لتقديم السعودية ملف استضافة منافسات كأس العالم 2034.
Getty Images Sportاجتماع سري حمل رسائل محبطة لمحمد بن سلمان .. كواليس التخطيط لاستضافة كأس العالم 2034: سيقولون عن السعودية أسوأ مما قيل عن قطر!
ماذا حدث؟
في ديسمبر 2024، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رسميًا، فوز الملف السعودي باستضافة أحداث كأس العالم 2034، كأول دولة منفردة تستضيف المونديال بمشاركة 48 منتخبًا.
ونالت المملكة السعودية تقييمًا 419.8 من 500 كأعلى ملف تقييمًا في تاريخ بطولات الساحرة المستديرة الكبرى.
ومن المقرر أن تقام البطولة على 15 ملعبًا في خمسة مدن مختلفة هي: الرياض، جدة، الخبر، أبها ونيوم.
الاجتماع السري الأول
من جانبه، أوضح محمد آل الشيخ، خلال ظهوره ببرنامج "الليوان"، بداية التخطيط لتقديم السعودية ملفها لاستضافة المونديال، مشيرًا إلى أنه بعد نهاية كأس العالم روسيا 2018، تلقى اتصالًا لإخطاره بعقد ولي العهد محمد بن سلمان "اجتماع سري" مع الوزراء، دون الكشف عن مضمونه.
وفي الاجتماع نفسه وداخل الغرف المغلقة، أخطر ولي العهد الحاضرين برغبته في استضافة كأس العالم 2030 على أراضي السعودية، ليتزامن مع رؤية 2030.
رسائل محبطة .. وإصرار ولي العهد
لكن يبدو أن طموحات ولي العهد لم يكن يتمتع بها الحاضرون، إذ قال محمد آل الشيخ: "وقتها أخطره أحد الاستشاريين أن نسبة فوزنا أقل من 1%، لكنني قلت له (بل هي أقل من 0%، مستحيل أن ننظم مونديال 2030!)".
وفند وزير الدولة عضو مجلس الوزراء أسبابه في التالي:
السبب الأول: الاتحاد الدولي "فيفا" لا ينظم كأس العالم في نفس القارة إلا بعد مرورها على كافة القارات الأخرى، وبما أن قطر (قارة آسيا) نظمتها في عام 2022، فأقرب فرصة للسعودية هي نسخة عام 2042.
السبب الثاني: كيف ستنظم السعودية البطولة في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في البلاد؟! (المناقشات مع ولي العهد كانت قبل قبول فيفا بتنظيم قطر للبطولة في الصيف على عكس العادة).
السبب الثالث: البيئة العامة في السعودية غير مناسبة من سياحة واستخراج فيزا للقادمين واستقبال الأجانب في البلاد.
السبب الرابع: حقوق الإنسان والعمالة، إذ أوضح آل الشيخ في حديثه مع محمد بن سلمان: "إذا كانوا قد اتهموا قطر في هذا الجانب، فسيقولون على السعودية ما هو أسوأ من ذلك، حتى لو كانت اتهاماتهم غير صحيحة، لذا من المستحيل أن ننظم المونديال".
لكن ولي العهد تجاهل كل ذلك، معلقًا: "لا أعرف إذا كنا قادرين على تنظيم كأس العالم أم لا، ما أعرفه هو كيف سننظم البطولة، وإذا لم نحاول فلن نعرف أبدًا!".
وأكد محمد آل الشيخ أنه من تلك اللحظة بدأ العمل لاستضافة نسخة 2030، مشيرًا إلى أنه وقتها علم أن متطلبات فيفا متوفرة بالفعل في السعودية من بنية تحتية، غرف فندقية، مطارات، خدمات نقل وغيرها، إذ كانت ضمن رؤية 2030 بعيدًا عن كرة القدم.
AFPتغيير الخطة من 2030 إلى 2034
في الأخير لم تتقدم السعودية لاستضافة نسخة 2030، وفاز بها الملف الثلاثي للمغرب وإسبانيا والبرتغال، على أن تقام أول ثلاث مباريات في دول أوروجواي، باراجواي والأرجنتين؛ احتفالًا بالذكرى المئوية للمونديال.
في هذا الشأن، قال محمد آل الشيخ لـ"الليوان": "اتحادات القارات الأخرى غير قارة آسيا اعترضت على استضافة آسيا لنسخة 2030 بعدما نظمت قطر نسخة 2022".
وأضاف: "الباب فُتح أمامنا بعدما فازت أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطي (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك) بكأس العالم 2026، ثم فازت قارات أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية (المغرب وإسبانيا والبرتغال مع أوروجواي وباراجواي والأرجنتين)، بنسخة 2030، فكان من المنطقي أن تذهب نسخة 2034 لقارة آسيا".
التراجع عن ملف مشترك مع مصر واليونان
بسؤال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد آل الشيخ عن التقارير التي ترددت لفترة، عن بحث السعودية عن التقدم بملف ترشح لاستضافة كأس العالم بالاشتراك مع دولتي مصر واليونان، كشف: "كان هناك مشروع بالفعل، لأن بعض المستشارين أوضحوا لنا أن فرصنا وقتها ستزيد من 1% إلى 20% عندما يضم الملف 3 دول من 3 قارات مختلفة".
واختتم: "لكن مع فوز أمريكا الجنوبية وإفريقيا وأوروبا باستضافة مونديال 2030، انتفى هذا الغرض بالنسبة للمملكة السعودية، لذا قررنا التقدم بملف فردي".