Vinicius-Xabi-Alonso-Real-Madrid-GFXGoal-social

قطرة الكلاسيكو التي أفاضت الكأس .. تشابي ألونسو لم يظلم فينيسيوس لكنه ضغط فقط على زر التدمير الذاتي!

فاز ريال مدريد على برشلونة واسترد جزءًا من كبريائه بالكلاسيكو، قاطعًا سلسلة من الخسائر المتتالية، بينما رفع الفارق بينه وبين غريمه الأزلي إلى 5 نقاط في صراع صدارة الدوري الإسباني، كل هذه المكاسب تبقى في خزانة الملكي، لكنها لم تمح تمامًا أحد أبرز المشاهد المؤسفة في المباراة.

وشهد كلاسيكو الأحد على ملعب "سانتياجو برنابيو" لحظة مثيرة للجدل، كان بطلها النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد، الذي انفجر غضبًا بعد قرار مدربه تشابي ألونسو باستبداله في الشوط الثاني لصالح زميله ومواطنه رودريجو، في مشهد أثار استياء الجماهير وطرح تساؤلات حول الحالة النفسية للاعب في الفترة الأخيرة.

الحلقة الأخيرة كانت القشة الأخيرة للعديد من المراقبين، وعلى الرغم من أن فينيسيوس كان قد حصل على ركلة جزاء مبكرة، التي تم إلغاؤها، وشارك في الهدف الفائز لجود بيلينجهام، إلا أن ألونسو قرر سحبه، مما أثار الانفجار.

ولم تتوقف الحادثة هناك، حيث اشتبك فينيسيوس بعد المباراة في شجار تطلب تدخل الشرطة، مما أثار المزيد من التساؤلات حول حالته النفسية والمزاجية، وهو ما نطرحه للنقاش في السطور التالية...

  • Vinicius Junior Real Madrid Barcelona brawl 2025-26Getty/GOAL

    انفعال علني أمام جماهير ريال مدريد

    في الدقيقة 73 من عمر اللقاء، قرر تشابي ألونسو إخراج فينيسيوس من الملعب، وهو القرار الذي لم يتقبله اللاعب بصدر رحب، بل عبّر عن غضبه بشكل علني أمام جماهير "البرنابيو"، قائلاً: "هل تمزح معي؟ أنا؟ مستحيل. سأغادر الفريق، من الأفضل أن أرحل".

    ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل توجه مباشرة إلى غرفة الملابس دون الجلوس على دكة البدلاء ليعود بعد دقائق ويجلس مع زملائه، في تصرف اعتبره كثيرون تجاوزًا غير مقبول في حق المدرب والفريق.

    الجماهير بمختلف توجهاتها، الصحافة وحتى نجوم ريال مدريد السابقين، خرجوا لانتقاد فينيسيوس في العلن على "التصعيد غير المبرر" في رد فعله على التبديل، خصوصًا أنه يخضع للرؤية الفنية للمدير الفني، الذي كان له أكثر من مُبرر لاتخاذ هذا القرار، منهم على سبيل المثال رغبته في تحجيم برشلونة ومواجهة رد فعله في الدقائق المتبقية من اللقاء.

  • إعلان
  • الضغط يولد انفجار البرازيلي

    رد فعل فينيسيوس لم يكن مجرد لحظة غضب عابرة، بل يُنظر إليه على أنه نتيجة تراكم ضغوط كبيرة يعيشها اللاعب داخل ريال مدريد، وتحديدًا منذ نهاية الموسم قبل الماضي.

    فالنجم البرازيلي، الذي كان يُنظر إليه قبل أشهر كواجهة المشروع الرياضي للنادي، بات يشعر بأن مكانته مهددة، وأن الأضواء التي كانت مسلطة عليه بدأت تتلاشى تدريجيًا، حيث اعتاد الفتى الشاب في عهد المدرب الساب كارلو أنشيلوتي أنه النجم الأول للفريق وآخر من يفكر المدير الفني في استبداله.

    لكن منذ وصول تشابي ألونسو، تنبع إحباطات فينيسيوس ليس فقط من تبديلاته المتكررة ولكن أيضًا من تغيير مركزه، حيث يقوم المدرب الإسباني بوضعه على الجناح الأيمن بدلاً من جانبه الأيسر المفضل في بعض المناسبات.

  • Kylian Mbappe Real Madrid 2025-26 ClasicoGetty

    مبابي يسحب البساط من تحت أقدام فيني

    من أبرز الأسباب التي تُفسر حالة التوتر لدى فينيسيوس هو التألق اللافت للنجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي بات يحظى باهتمام إعلامي وجماهيري كبير، بعدما أصبح النجم والهداف الأول في ريال مدريد.

    فمنذ وصوله إلى ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، يحظى مبابي بتقدير الجماهير والإدارة، ليس فقط لأنه قاتل من أجل ارتداء هذا القميص، ولأنه النجم الذي طال انتظاره في السنوات الماضية، بل لأنه أثبت سريعًا قدراته الفنية المبهرة، فحصد الحذاء الذهبي في أوروبا رغم موسم النادي المحبط، وبدأ الموسم الحالي بسلسلة تهديفية استثنائية جعلته المصدر الأول لانتصارات النادي.

    هذا الواقع جعل فينيسيوس يشعر بأن البساط يُسحب من تحت قدميه، وأنه لم يعد النجم الأوحد في مشروع النادي، ما أثر على ثقته بنفسه وأدائه داخل الملعب، ولغة الأرقام تحسم هذا الأمر، إذ سجل البرازيلي 6 أهداف وصنع 5 تمريرات حاسمة فقط في 19 مباراة هذا الموسم.

    وعلى الجانب الآخر، لعب مبابي 16 مباراة فقط (أقل من فيني 3 مباريات) ورغم ذلك سجل 17 هدفًا وصنع تمريرتين حاسمتين، ليتصدر قائمة هدافي الفريق وقائمة هدافي الدوري الإسباني أيضًا.

  • vinicius junior(C)Getty Images

    تجميد ملف التجديد يزيد توتر فينيسيوس

    إلى جانب ذلك، يواجه فينيسيوس ضغوطًا إضافية بسبب تجميد ملف تجديد عقده مع ريال مدريد، الذي ينتهي في صيف 2027، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن، رغم مرور أشهر على بدء المفاوضات.

    هذا الجمود في الحسم يُشعر اللاعب بعدم الاستقرار، ويزيد من قلقه بشأن مستقبله مع الفريق، خصوصًا في ظل الحديث عن إعادة هيكلة فنية قد تُقلص من دوره.

    واتضح ذلك بشكل جلي، في حديث فينيسيوس أثناء خروجه من أرض الملعب "سأغادر الفريق، الأفضل أن أرحل"، وهو ما يؤكد الأنباء المتداولة حول وجود تباعد في المسافة بين طلبات البرازيلي وعرض النادي الملكي، والذي جعل "فيني" يفكر مليًا في الرحيل ويلتصق الأمر بعقله ليخرج في لحظات غاضبة.

  • الكرة الذهبية .. ألم في الحلق وحلم بدأ يتبخر

    ربما أكثر ما يؤلم فينيسيوس في هذه المرحلة هو شعوره بأنه خسر فرصته الأقرب في المنافسة على الكرة الذهبية، بعد أن كان أحد أبرز المرشحين لها في الموسم الماضي، بينما ذهبت إلى منافسه الإسباني رودري لاعب مانشستر سيتي.

    التراجع في الأداء، وتزايد الانتقادات، وتفوق أسماء أخرى في المشهد العالمي مثلا لامين يامال، عثمان ديمبيلي وكيليان مبابي، كلها عوامل جعلت حلم التتويج الفردي بالكرة الذهبية يتبخر، وهو ما انعكس على حالته النفسية داخل الملعب.

    فما يدور في عقل "فيني" هو أنه داخل ريال مدريد، ليس الرجل الأول وربما ليس الثاني (في ظل توهج جود بيلينجهام)، فكيف سيكون مؤهلًا للفوز بجائزة يتنافس عليه أفضل اللاعبين في أكبر الفرق العالمية؟