قبل قمة مانشستر يونايتد ضد تشيلسي .. الشياطين الحمر يندمون لعدم التعاقد مع بوتشيتينو بدلًا من تين هاج!

أصبح واضحًا في الأسابيع والأشهر الأخيرة أن أسلوب وفكر المدربين مختلف تمامًا عن بعضهم خاصة في التعامل مع اللاعبين، فأسلوب تين هاج، أضره وبدأ يفقد السيطرة على غرفة الملابس لأنه "صارمًا".

وبعد الرحيل المثير للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بدأت أزمات جديدة من جادون سانشو وأنتوني، وفي النهاية تم الإعفاء عن البرازيلي وعودته ولكن مازال سانشو مجمدًا ويقترب من الرحيل في انتقالات يناير القادمة.

في المقابل، يتميز بوتيشيتينو، بأنه مدرب بارع وعلى دراية بلاعبيه وكيفية إنجاحهم وعندما يحتاج إلى تأديب أحد اللاعبين يحافظ على الخصوصية، مثلما حدث مع نوني مادويكي، الذي غضب المدرب منه في وقت سابق من هذا الموسم بعد خروجه ليلًا رغم إصابته وعاقبه دون مهاجمته علنًا.

وذكرنا في موقع "جول" بعد تعيين تين هاج أن مدرب البلوز كان الأنسب لقيادة الشياطين الحمر.

على الرغم من النجاح النسبي الذي حققه تين هاج الموسم الماضي مع اليونايتد، بتتويجه ببطولة وعودته للمربع الذهبي في الدوري الإنجليزي وتأهله لبطولة دوري أبطال أوروبا، إلا أن بعض الجماهير واللاعبين، لم يرحبوا به.

ومن المؤكد أن شخصيته الصارمة كانت عاملاً في قلق وتخوف البعض منه حيث يكافح الآن لتحسين أسلوبه لأن العلاقات العامة جزءًا لا يتجزأ من كونه مدربًا لمانشستر يونايتد، ومن المرجح أن يؤدي قرار حظر بعض الصحفيين قبل المواجهة مع تشيلسي ردًا على التسريبات الأخيرة في غرفة تبديل الملابس إلى تحقيق نتائج إيجابية بالفترة القادمة.

في المقابل، كان التحدي الذي يواجه مدرب البلوز هو الفوز بقاعدة جماهيرية ولم ينجح في التغلب على هذه المشكلة حتى الآن، لكن سلوكه الهادئ وشخصيته قد أدت إلى تغيير وجهات النظر فيه.

تعتبر فترة الانتقالات الصيفية هذا الموسم الأفشل للشياطين الحمر في تاريخه، بعد التعاقد مع ميسون ماونت وأندريه أونانا وراسموس هويلوند، بمبالغ كبيرة وحتى الآن يقدمون مستويات ضعيفة.

وتخلى مانشستر يونايتد عن التعاقد مع هاري كين، بعد إعلان رغبته في الرحيل عن توتنهام أخيرًا، بسبب ارتفاع المبلغ المطلوب لبيعه والمقدر بنحو 100 مليون جنيه إسترليني، وأنفق اليونايتد مبلغ 72 مليون جنيه إسترليني لضم هويلوند، الذي لم يثبت نفسه حتى الآن.

ووفقًا للتقارير الصحفية، كان كين يريد البقاء في إنجلترا، وكان من الممكن أن ينضم لمانشستر يونايتد إذا تولى بوتشيتينو، قيادة الفريق.

على الرغم من الصعوبات التي واجهها يونايتد مؤخرًا، كان تين هاج مترددًا في اللجوء إلى أكاديمية النادي، ولكن تم تصعيد الجناح المذهل أليخاندرو جارناتشو، البالغ من العمر 19 عامًا، وأصبح لاعبًا أساسيًا مؤخرًا، وقدم كوبي ماينو البالغ من العمر 18 عامًا أداءً رائعًا في خط الوسط ضد إيفرتون، ثم تم إعادته إلى مقاعد البدلاء أمام جلطة سراي.

وأثبت الثنائي أنهم جيدين بما يكفي ليستمروا مع الفريق الأول وفي التشكيل الأساسي أيضًا، في مركزين يحتاج يونايتد بشدة إلى الجودة فيهم.

في المقابل بنى بوتشيتينو، سمعته في توتنهام من خلال منح الفرص للاعبين الشباب، وتألق بفضله كين، وديلي آلي وإيريك داير، وقال المدرب الأرجنتيني: "لست خائفًا من اللعب بهم إذا كانوا يستحقون اللعب، وإذا كان اللاعب عمره 17 أو 18 أو 19 أو 20 عامًا، فالأمر نفسه بالنسبة لي، إذا كان يستحق اللعب وإظهار الشخصية والنضج وتحمل المسؤولية، ولكن من أجل ذلك عليك بناء اللاعب".

ورغم الضغوط المختلفة في أولد ترافورد، ولكن عندما يكون أداء البدائل أقل من اللاعبين الكبار الذين حصلوا على فرص لا حصر لها لإثبات أنفسهم، فيجب منح فرصة لمواهب الأكاديمية.

هذا هو الهتاف الذي رددته الجماهير في مدرجات أولد ترافورد خلال فترة تألق السير أليكس فيرجسون، وهذا ما يريده مشجعون اليونايتد كرة قدم مثيرة وهجومية.

ويعاني الفريق تحت قيادة تين هاج، من أزمة هوية وغير قادرين على لعب كرة قدم هجومية متماسكة ولا توجد رؤية تكتيكية مميزة لديهم، ورغم أنهم مازالوا في مرحلة انتقالية، لكن من الصعب الدفاع عن المدرب الهولندي عندما ترى التأثير الفوري للمدربين الآخرين في الدوري الإنجليزي مثل أنجي بوستيكوجلو وروبيرتو دي زيربي وأوناي إيمري.

ورغم ظهور اليونايتد بقوة في بعض المباريات ولكن نظرًا لأن تين هاج من تلاميذ "الكرة الشاملة" في هولندا ويقدر أساليب بيب جوارديولا، فإن العروض التي قدمها فريقه حتى الآن كانت مخيبة للآمال للغاية.

ولم يحقق تشيلسي أيضًا تحت قيادة بوتشيتينو، بداية جيدة للموسم ولكن من الواضح أنه قد نفذ أفكاره وغير الطريقة التي يلعب بها الفريق بدرجات متفاوتة من النجاح، فقد تحول البلوز وأصبحوا يسجلون الأهداف ولكنهم مازالوا يعانون في الدفاع، وتخشى جماهير اليونايتد من مواجهة اليوم ضد تشيلسي.

شعر الجمهور داخل أولد ترافورد بالحزن لأن بوتشيتينو، ليس المدرب الذي سيقودهم خلال الفترة الانتقالية المرهقة، لكن بدايته مع تشيلسي أظهرت أنه ليس صانع معجزة.

ومن المؤكد أن تين هاج لديه أخطائه ويجب أن يفكر في نهجه واستراتيجية الانتقالات ولكن تم تقويضه بسبب المشاكل الإدارية في مانشستر يونايتد والتي لن يتم حلها حتى تتم عملية الاستحواذ.

وإلى أن يحدث ذلك، وتتم إعادة هيكلة كاملة للنادي، فإن تحقيق النجاح المستمر سيكون شبه مستحيل لأي مدرب يتولى قيادة الشياطين الحمر.