GOAL ONLY Vinicius GFXGoal AR

لم يسجل ولم يصنع لريال مدريد.. فينيسيوس بلا أذن يدمر خيتافي ويبعث بالرسالة الأهم!

لا تنخدع بالأرقام، ففي عالم كرة القدم، هناك أكاذيب لذيذة ترويها الإحصائيات، إذا نظرت إلى تقييم فينيسيوس جونيور في مباراة خيتافي، ستجد رقماً باهتاً اتفقت عليه كافة مواقع التقييمات، وصفرًا في خانة الأهداف، وآخر في خانة الصناعة. 

لكن ما حدث على أرض ملعب كوليسيوم ألفونسو بيريز كان قصة مختلفة تمامًا، قصة بطلها لاعب قرر أن يقطع أذنه عن جحيم الاستفزازات، ليقدم عرضًا صامتًا كان أكثر فتكًا وتدميرًا من أي هدف.

في 35 دقيقة فقط، لم يسجل فينيسيوس، ولم يصنع، لكنه كان السبب المباشر في فوز ريال مدريد، لقد نجح فيما فشل فيه الفريق بأكمله على مدار 55 دقيقة: لقد دمر خيتافي.

ليس بتسديدة صاروخية، ولكن بتفكيكهم عصبيًا وبدنيًا، حتى انهاروا وطرد منهم لاعبين اثنين، لقد بعث فينيسيوس بالرسالة الأهم: نسخته المركزة هي السلاح الأكثر رعبًا في العالم.

  • Vinicius Junior Real Madrid 2025-26Getty

    الدقيقة 55: الانفجار الذي حبسه ألونسو

    لمدة 55 دقيقة، كان ريال مدريد فريقًا عقيًا، فريق بلا أنياب، يتبادل الكرات بسلبية أمام جدار خيتافي المنظم الذي كان يشعر براحة تامة. 

    وهنا يطرح السؤال الأكبر على تشابي ألونسو: ما هي الفلسفة من إبقاء طوربيدك الأهم على الدكة في ديربي معروف بعدائيته الشديدة وملعبه الذي يُعتبر فخاً؟ المنطق كان يقول أن تبدأ به، تحسم المباراة وتقتل طموحهم مبكراً، ثم تريحه.

    لكن ألونسو اختار المغامرة، وعندما نزل فينيسيوس في الدقيقة 55، كان الأمر أشبه بفتح قنبلة غاز في غرفة مغلقة. 

    تغير إيقاع المباراة بالكامل، ولم يعد دفاع خيتافي يواجه لاعبًا يمكن التنبؤ به، بل أصبح يواجه كابوسًا متحركًا يطلب الكرة باستمرار ويركض نحوهم مباشرة، كان ألونسو قد حبس الانفجار، وعندما أطلقه، لم يستطع أحد إيقافه.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-GETAFE-REAL MADRIDAFP

    35 دقيقة من التدمير المنهجي

    هنا يكمن جوهر العبقرية، الإحصائيات التي قدمتها المباراة تروي القصة الحقيقية، ففي 35 دقيقة، ارتكب لاعبو خيتافي 5 أخطاء على فينيسيوس. 

    هذا رقم هائل. بمعدل خطأ كل 7 دقائق، لم تكن هذه أخطاء عادية، بل كانت استغاثات من مدافعين فقدوا كل السبل القانونية لإيقافه.

    لم يكن يراوغ للمتعة، بل كان يراوغ للأذى، كل انطلاقة كانت تهدف لكسر الخط، وعندما يفشل المدافع في اللحاق به، يضطر لعرقلته. 

    هذه العرقلات المتكررة هي التي دمرت المباراة بالنسبة لخيتافي، كان فينيسيوس يستنزفهم بدنياً، والأهم، يستنزفهم عصبياً.

    النتيجة؟ في الدقيقة 77، وبعد 22 دقيقة من المطاردة الفاشلة من قبل الزملاء، فقد البديل آلان نيوم عقله وارتكب خطأً استوجب الطرد المباشر.

    لم يكن هذا الخطأ وليد اللحظة، بل كان نتيجة تراكم من الضغط الذي سببه فينيسيوس، وعندما ظن خيتافي أنه سيتماسك، عاد فينيسيوس لمواصلة تعذيبهم. 

    وفي الدقيقة 84، كان الدور على أليكس سانكريس الذي لم يجد حلاً سوى ارتكاب خطأ جديد كلفه البطاقة الحمراء الثانية، لقد حوّل فينيسيوس المباراة من 11 ضد 11 إلى 11 ضد 9، أي تأثير أعظم من هذا؟

  • Vinicius Junior Real Madrid 2025Getty Images

    فينيسيوس الأصم: النسخة الأكثر فتكاً

    كل ما سبق ما كان ليحدث لو كان فينيسيوس بنسخته القديمة، فملعب الكوليسيوم هو ملعبه المفضل للاستفزاز، الجماهير لم تتوقف عن مضايقته منذ لحظة نزوله، لكننا الليلة شاهدنا فينيسيوس بلا أذن.

    لقد كان أصماً تماماً، لم يلتفت للشتائم، ولم يشتكِ للحكم، كان تركيزه الوحيد هو الكرة والمرمى وأحيانًا استفزاز الخصوم ببرود أعصاب.

    لقد استخدم هذا الجحيم كوقود، كل صافرة استهجان كانت تدفعه للركض أسرع، وكل محاولة استفزاز كانت تجعله أكثر إصرارًا على المراوغة.

    هذه النسخة من فينيسيوس هي النسخة المؤذية التي يخشاها الجميع، عندما يزيل الضجيج من عقله، ويحول غضبه إلى أداء في الملعب، يصبح لاعبًا لا يمكن إيقافه. 

    كان رده صامتًا، باردًا وحاسمًا، لقد أثبت أن أفضل انتقام من الجماهير المعادية ليس الاشتباك معها، بل التسبب في طرد لاعبين من فريقها والعودة إلى مدريد بالنقاط الثلاث.

  • Getafe CF v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد: الرسالة التي وصلت

    بيت القصيد في هذه الليلة لم يكن تقييمات فينيسيوس المنخفضة في اللقاء، فهذه الأرقام هي أكبر إهانة لما فعله فينيسيوس، لقد قدم تحفة فنية في التأثير غير المرئي، تأثير لا يظهر في خانة الأهداف، بل في خانة الانهيار التام للخصم.

    الرسالة الأهم وصلت للجميع، وصلت لتشابي ألونسو: هذا اللاعب ليس ورقة للمداورة في المباريات الفخ، بل هو المفتاح الذي يفتح هذه الفخاخ. 

    ووصلت الرسالة لخصوم ريال مدريد: محاولات استفزاز فينيسيوس لم تعد تجدي نفعًا بل أصبحت تأتي بنتائج عكسية. 

    فينيسيوس بلا أذن هو لاعب لا يمكن إيقافه قانونيًا والحل الوحيد أمامه هو ارتكاب الأخطاء، والأخطاء تجلب البطاقات، لقد دمر خيتافي الليلة، وهو يبعث بالتحذير الأهم قبل الكلاسيكو.