AFPفيديو | "واجهني بالشارع" و"تدعي القوة".. لاعب ستاندارد لييج ينفجر في وجه مشجع بالدوري البلجيكي!
لحظة الانفجار.. كواليس المشادة النارية
لم تكن صافرة النهاية لمباراة ستاندارد لييج ضد لوفين مجرد إعلان عن خسارة الفريق بهدف نظيف، بل كانت شرارة أشعلت فتيل التوتر في ملعب "موريس دوفراس". فبينما كان حارس المرمى ماتيو إيبولو يحاول تقديم تصريحات إعلامية هادئة لقناة "DAZN" في المنطقة المختلطة، كان المشهد خلفه يغلي بالاحتقان.
المهاجم الفرنسي توماس هنري، الذي بدا متأثراً بشدة بنتيجة المباراة وهتافات الاستهجان، لم يتمالك أعصابه عندما سمع سيلاً من الشتائم والانتقادات اللاذعة الموجهة إليه من المدرجات القريبة.
اللقطات المصورة أظهرت هنري وهو يقطع حديثه ويتوجه مباشرة نحو المشجع، رافعاً إصبعه في وجهه بنبرة تحذيرية حادة: "نحن سيئون، لا توجد مشكلة في ذلك، ولكن تحدث معي باحترام، أنت تتظاهر بالقوة والذكاء فقط لأنك داخل الملعب.. لو كنت في الشارع لكان الأمر مختلفاً".
تبرير الموقف ورسم الخطوط الحمراء
بعد ساعات من الواقعة التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، اختار توماس هنري الخروج عن صمته لتوضيح موقفه، ليس للاعتذار عن انفعاله، بل لتأكيد حقه في الدفاع عن كرامته. عبر حسابه الرسمي، نشر هنري رسالة مطولة ومؤثرة، حاول فيها وضع النقاط على الحروف، مؤكداً أنه طوال الأشهر الستة التي قضاها في النادي كان مثالاً للاعب المنفتح على الحوار مع الجماهير، مشدداً على أنه يتقبل النقد الفني بصدر رحب، ويدرك تماماً خيبة أمل الجماهير من النتائج السلبية.
ومع ذلك، رسم هنري خطاً أحمر فاصلاً بين حرية التعبير والتعدي الشخصي، موجهاً رسالة شديدة اللهجة للمشجعين الذين يتجاوزون حدود النقد: "لا تختبئوا خلف حرية التعبير عندما يناسبكم ذلك.. هناك حدود لكل شيء".
وأشار المهاجم الفرنسي إلى أن الإهانة والتهديد والاستفزاز، خاصة عندما يكون اللاعب "رب أسرة" وتحدث هذه الأمور أمام عائلته أو أطفاله، هي تصرفات لا يمكن السكوت عنها.
ستاندارد لييج في أزمة
لا يمكن فصل واقعة توماس هنري عن السياق العام المتوتر الذي يعيشه نادي ستاندارد لييج هذا الموسم. فالهزيمة أمام لوفين لم تكن مجرد كبوة عابرة، بل كانت الخسارة الثامنة في الدوري، مما أعاد الفريق إلى دوامة الشكوك بعد فترة قصيرة من الانتعاش بانتصارين متتاليين.
جماهير "الروش" تحولت إلى مصدر ضغط هائل على اللاعبين بدلاً من أن تكون اللاعب رقم 12. الهتافات الشهيرة والمسيئة التي طالبت اللاعبين بـ "التحرك" واستخدام ألفاظ نابية طوال المباراة، خلقت بيئة مسمومة جعلت من الصعب على أي لاعب الحفاظ على تركيزه أو هدوئه. ملعب "سكلين"، الذي طالما كان حصناً منيعاً ومرعباً للخصوم، بات يشكل عبئاً نفسياً على أصحابه. الجماهير لم تعد تحتمل المزيد من التخبط، وترى أن اللاعبين لا يبذلون الجهد الكافي الذي يليق بقميص النادي التاريخي.
من هو توماس هنري؟
انتقل المهاجم الفرنسي توماس هنري (31 عامًا) إلى صفوف نادي ستاندارد لييج البلجيكي في صفقة انتقال حر قادمًا من هيلاس فيرونا الإيطالي في يوليو 2025، بعقد يمتد حتى يونيو 2027. يأتي هذا الانتقال بعد سلسلة من التجارب الاحترافية في فرنسا، بلجيكا، إيطاليا، كان أبرزها مع لوفين البلجيكي الذي سجل معه 45 هدفًا في 79 مباراة، وفينيزيا الإيطالي.
في الموسم الحالي (2025/2026)، شارك هنري مع ستاندارد لييج في 19 مباراة في مختلف المسابقات (الدوري البلجيكي وكأس بلجيكا)، حيث تمكن من تسجيل 4 أهداف وصناعة 2 آخرين خلال 1306 دقائق لعب. في الدوري البلجيكي الممتاز (جوبيلير برو ليج)، خاض 17 مباراة وسجل 3 أهداف وصنع 2، بينما شارك في مباراتين في كأس بلجيكا مسجلاً هدفًا واحدًا.
AFPظاهرة "شجاعة المدرجات"..
تفتح مشادة توماس هنري الباب واسعاً لمناقشة ظاهرة متنامية في ملاعب كرة القدم العالمية، وهي ما يمكن تسميته بـ "شجاعة المدرجات". العبارة التي أطلقها هنري: "واجهني في الشارع.. أنت تتظاهر بالقوة لأنك في الملعب"، تلامس وتراً حساساً يتعلق بالشعور الزائف بالأمان والتفوق الذي يمنحه السياج الفاصل للمشجعين. يعتقد البعض أن وجودهم ضمن حشد كبير وفي مكان مرتفع يمنحهم الحصانة لإطلاق أبشع النعوت والشتائم التي لا يجرؤون على قولها في مواجهة رجل لرجل في الحياة الطبيعية.
هذا السلوك يضع اللاعبين تحت ضغط نفسي رهيب؛ فهم مطالبون بالاحترافية والبرود التام بينما تتعرض كرامتهم للدهس علناً.
إن دعوة هنري للاحترام المتبادل، وتأكيده على أنه لا يمانع الاعتراف بسوء المستوى، تسلط الضوء على الفجوة العميقة في التواصل، حيث يرى المشجع اللاعب كـ "سلعة" أو "آلة" يجب أن تعمل بكفاءة دائماً، بينما يرى اللاعب نفسه ضحية لضغوط غير إنسانية تتجاوز حدود كرة القدم.
إعلان

