فوضى ليستر سيتى!.. الأزمة المالية تهدد احتفالات عودة بطل الدوري الإنجليزي للبريميرليج

نجح فريق ليستر سيتى بفضل المدرب إنزو ماريسكا، المساعد السابق لبيب جوارديولا، في التألق ببطولة دوري الدرجة الأولى الإنجليزي وفازوا بـ 13 مباراة من أول 14 مواجهة بالبطولة وحصدوا 58 نقطة رائعة وبدت عودتهم الفورية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز أمرًا مؤكدًا.

واختفت مشاكل حراسة المرمى التي عانى منها فريق ليستر في العام السابق مع تألق مادس هيرمانسن، واستعاد كل من يانيك فيستيرجارد وحمزة شودري، أفضل مستوياتهم بعدما كانوا منبوذين في موسم 2022-23، ويبدو أن الوافدان الجديدان ستيفي مافيديدي وعبد الفتاح إسحاق في أفضل حالتهم.

بدأ ليستر سيتى في الانهيار بعد هزيمتهم المحبطة أمام فريق ليدز يونايتد صاحب المركز الثانى في فبراير الماضي وكان البلانكوس يتأخرون بفارق تسع نقاط عن المتصدر ولكن تم تقليص الفارق بعد هذه المباراة.

وتألق ليستر في المباراة وكان أمامه فرصة لزيادة تقدمه بنتيجة 2-0 ولكن تم إلغاء هدفه الثانى بداعي التسلل ليعود ليدز بقوة وينهى المباراة لصالحه بنتيجة 3-1.

وقبل المباراة قال المدرب مارسيكا: "إنها مباراة ضخمة بالنسبة لليدز ولكن بالنسبة لنا إنها مجرد مباراة أخرى"، ووصف البعض تعليق المدرب بأنه مغرور، وتم استخدام كلمات ماريسكا، كسلاح للتغلب على ليستر سينى حيث تراجع الفريق بشدة بعد مواجهة ليدز وحقق ثلاثة انتصارات فقط في 10 مباريات وفقدوا صدارة البطولة.

وشهد جمهور ليستر سيتى انهيارات سابقة لفريقه حيث تخلى الفريق عن تقدمه في سباق التأهل لدوري أبطال أوروبا خلال موسمي 2019-20 و2020-21.

وبالتزامن مع انهيار ليستر سيتى بأرض الملعب كان الفريق في وضع خطير بسبب أزمتهم المالية وإحالتهم إلى لجنة مستقلة من قبل رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب انتهاكهم لقواعد الربح والاستدامة الخاصة بالمنافسة.

وجاء نص البيان كالتالي: "يتعلق الانتهاك المزعوم بالفترة المنتهية في موسم 2022-23 عندما كان النادي يشارك في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهبط ليستر سيتي إلى بطولة الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى قبل التحقيق معه ولذلك سيتم إجراء الإجراءات وفقًا لجدول زمني سيحدده مجلس إدارة رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز واللجنة المستقلة وسيتم نشر القرار النهائي على الموقع الإلكتروني".

وانتشرت حسابات نادى ليستر سيتى خلال موسم 2022-2023 في بداية الشهر الحالى وتم الكشف عن خسارته مبلغ 89.7 مليون جنيه إسترليني خلال هذه الفترة.

ألقت الرئيسة التنفيذية سوزان ويلان، باللوم على عدة عوامل وراء أزمة ليستر سيتى على رأسها إقالة بريندان رودجرز، وافتقار النادي إلى الأموال من البطولات الأوروبية.

وقالت: "بعد أن احتلينا المراكز الخامس والخامس والثامن في المواسم الثلاثة السابقة بالدوري الإنجليزي الممتاز، كانت أهدافنا والميزانية للفترة 2022-2023 مناسبة ولكن بالنسبة لنادٍ مثل نادينا الذي كان لديه إنجازات سابقة فإن هذا الموسم تسبب في أزمة مالية لنا بسبب قواعد الربح والاستدامة".

وكان الجانب الأكثر إثارة للقلق في حسابات ليستر سيتى هو المبالغ الباهظة التي كان ينفقها النادى على الأجور، ووفقًا لصحيفة "ذا أتلتيك" بلغت نسبة الأجور في ليستر نسبة 116٪؜ أى مقابل كل جنيه إسترليني واحد، تم دفع 1.16 جنيه إسترليني للفريق الذي تعثر في المركز الثامن عشر.

ولهذا السبب لا يلوم ليستر إلا نفسه، وعلى الرغم من محاولاتهم ربط أزمتهم المالية بهبوطهم من الدورى الإنجليزى الممتاز ولكن كشوف حسابتهم نفت هذا السبب.

وعلى مدى فترة طويلة كان من الواضح أن نادى ليستر سيتى تجاوز حدود اللعب المالى النظيف بشكل كبير حيث أنفق أموالًا باهظة وضم عدد كبير من الصفقات وحاول بعد ذلك بيع لاعبيه المميزين لتحقيق الربح وإخفاء فشله.

انتشرت شائعات بأن تجاوز ليستر سيتى الواضح لقواعد اللعب المالى النظيف قد يؤدي إلى خصم نقاط منهم هذا الموسم، وتحرك الثعالب بسرعة لمنع حدوث ذلك.

وفي الشهر الماضي أصدرت رابطة الدوري الإنجليزي بيانًا جاء مضمونه: "بعد أخذ الرأى القانوني تؤكد رابطة الدوري الإنجليزي لجميع الأطراف أنه على الرغم من رغبتها في احترام أي قرار صادر عن لجنة تأديبية بخصم نقاط فى الدوري الإنجليزي إلا أنه لا يمكنهم ذلك وليس لديهم السلطة".

ولكن لا تزال قضية نادى ليستر سيتى قيد التحقيق ولم تنتهى وقد تصل العقوبة لأكثر من خصم الأربع نقاط مثلما حدث مع فريق نوتنجهام فورست، ويخضع ليستر حاليًا لحظر مما قد يمنعهم من تجديد عقود كيليتشي إيهيناتشو، ويلفريد نديدي، جيمي فاردي، دينيس برايت، فيستيرجارد ومارك ألبرايتون، الذين تنتهى عقودهم هذا الصيف.

يبدو أن فريق ليستر سيتي مستعد للتأهل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل، ولكنهم في انتظار صيف مؤلم ولا يقتصر الأمر على خصم النقاط فقط بل هناك احتمال حقيقي بأن يضطروا إلى بيع بعض نجومهم.

ويمتلك نجم الفريق كيرنان ديوسبري هول، هدف ليفربول السابق عروضًا كثيرة، وقد يرحل سداسي الفريق كيليتشي إيهيناتشو، ويلفريد نديدي، جيمي فاردي، دينيس برايت، فيستيرجارد ومارك ألبرايتون، بمجرد نهاية عقدهم هذا الصيف.

ويجب أن يدفع ليستر مبلغ 17 مليون يورو لسبورتنج لشبونة لضم عبد الفتاح إسحاق بشكل نهائي.

ويشعر جمهور ليستر سيتى بالإحباط بعد رؤية ناديهم يعانى ماليًا وأصدروا بيانًا جاء مضمونه:" "إن مشجعي نادي ليستر سيتي يشعرون بالإحباط لعدم الاستماع إليهم ولعدم اعتراف أى شخص بالنادي بالأخطاء سواء داخل الملعب أو خارجه، ولا يتم المحاسبة ولا يوجد أي اتصال من النادي ويدرك المشجعون أن الوضع القانوني الحالي قد يقيد مثل هذه الاتصالات لكن هذا لا يفسر الصمت لعدة أشهر".

ومن المرجح أن يزداد قلق الجماهير خلال الأسابيع المقبلة بسبب كثرة الشائعات وغموض موقف ليستر سيتى.