بأمر من "السلطة العليا" .. ريال مدريد يزرع الورد لمبابي وفينيسيوس يحصد الشوك!

منذ لحظة وصوله، أثبت مبابي أنه واحد من أهم الصفقات في تاريخ النادي الحديث، فقد سجل 44 هدفًا وصنع 5 تمريرات حاسمة في موسمه الأول، وتُوّج بالحذاء الذهبي في أوروبا ويصبح النقطة المضيئة الوحيدة في موسم صفري للملكي.

وحتى مع بداية الموسم الجاري، قدم مبابي بداية مثالية بتسجيل 6 أهداف في 5 مباريات، حيث يدين له الميرنجي بالفضل الأول في صدارة الليجا حاليًا وتحقيق الفوز أمام أولمبيك مارسيليا في افتتاحية مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا، ليصبح النجم الأول في تشكيلة تشابي ألونسو.

تأثير كيليان لم يقتصر على الجانب الفني، بل امتد إلى الجماهير والإعلام، حيث بات محور الحملات الترويجية للنادي، مما يعكس مكانته المتصاعدة داخل النادي الملكية.

على النقيض، يعيش فينيسيوس جونيور فترة من التذبذب الفني، تحديدًا بعد خسارته سباق الكرة الذهبية، الذي كان يأمل أن يتوج به بعد موسمه المميز في 2024، حيث ظن الغالبية أنه سيرد على من اختاروا الإسباني رودري بدلًا منه بقوة في الموسم التالي، لكنه خذل أنصاره وجماهير ريال مدريد بموسم متوسط.

ورغم مشاركته في 58 مباراة، لم يسجل سوى 22 هدفًا، وهو رقم لا يرقى لطموحات النادي، خصوصًا في ظل المقارنة المستمرة مع مبابي، الذي سجل ضعف أهدافه تقريبًا، رغم كثافة التمريرات الحاسمة من البرازيلي (19 تمريرة).

هذا التراجع أضعف من تأثيره داخل الملعب، وأعاد فتح باب الانتقادات حول استمراريته في المشروع الجديد، خصوصًا أن الموسم الجاري لا يبشر بأي ارتفاع في مستوى "فيني"، الذي بات لا يفكر في شيء سوى في تعديل عقده والتساوي مع كيليان مبابي.

الأزمة تفاقمت بعد أن طالب فينيسيوس بمساواة راتبه مع مبابي، الذي يتقاضى نحو 30 مليون يورو سنويًا، بينما لا يتجاوز راتب البرازيلي 20 مليون يورو.

وكشفت تقارير صحفية، أن وكيل فيني يضغط على إدارة النادي لرفع الراتب إلى 25 مليون يورو، وهو ما أثار غضب فلورنتينو بيريز، الذي يرى أن المطالب غير منطقية في ظل تراجع أداء اللاعب.

هذا التوتر المالي ألقى بظلاله على العلاقة بين الطرفين، وفتح باب التكهنات حول مستقبل فينيسيوس، الذي لن يجد صعوبة في الرحيل عن النادي الملكي للهروب من هذا الوضع غير المرضي، خصوصًا مع وجود أندية تتمنى ضمه ولمحت إلى ذلك مثل باريس سان جيرمان وأندية السعودية.

المؤشرات المتراكمة توحي بأن ريال مدريد بات منفتحًا على فكرة التخلي عن فينيسيوس، خصوصًا في ظل اهتمام أندية سعودية وأوروبية بضمه، وتزايد الحديث عن إعادة ترتيب المشروع الفني حول مبابي، رودريجو، براهيم دياز، جونزالو جارسيا، إندريك وأردا جولر.

إدارة النادي ترى أن بيع فينيسيوس قد يحقق مكاسب مالية كبيرة، ويمنح الفريق توازنًا هجوميًا أفضل، وربما يفتح الباب أمام التعاقد مع أسماء جديدة مثل إيرلينج هالاند وغيره من الأسماء الواعدة في الكرة الأوروبية.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن فينيسيوس يواجه تحديًا حقيقيًا للحفاظ على مكانته داخل ريال مدريد، وسط مشروع رياضي يتجه بثبات نحو تمكين مبابي كنجم أول للفريق لسنوات طويلة.