Florentino PerezGoal Ar Only GFX

ضاعت الهيبة وأصبح مصدرًا للسخرية .. الشيخوخة هزمت فلورنتينو بيريز ورحيله قادم لا محالة!

منذ وقت ليس ببعيد، كان فلورنتينو بيريز الحاكم بأمره في ريال مدريد، بل في إسبانيا وأوروبا بأكملها، وكان الكثيرون يتعاملون معه وكأنه رئيس دولة عظمى!

هيبة غير مسبوقة تمتع بها بيريز، واحترام منقطع النظير في أي مكان يذهب له، عندما يتحدث الكل يستمع بعناية ويأخذ حديثه بجدية، خاصة وأنه قليل الظهور ولا نراه كثيرًا بوسائل الإعلام.

ولكن بالتدريج تغير كل ذلك، البعض لم يعد يهتم بما يقوله بيريز، ولا يخشى من تهديداته، بل يسخر من حديثه واستخدامه لقناة ريال مدريد من أجل محاربة الحكام، حتى مقترح السوبر ليج الذي قاتل من أجله واعتقد أن الجميع يسير خلفه، وجد نفسه وحيدًا مع برشلونة في مواجهة كافة المؤسسات الرياضية العالمية.

ومن هنا ظهرت مؤخرًا فكرة مفاجئة نوعًا ما، وهي أن بيريز أصبح يفكر في الرحيل عن ريال مدريد، ربما نشعر بالدهشة في البداية، ولكن هناك العديد من الدلائل التي تجعلها منطقية لحفظ ماء وجه الرئيس الذي سيطر على الميرينجي لسنوات طويلة على فترتين..

  • Florentino PerezGetty Images

    تصرفات ساذجة

    الرئيس الذي جاء إلى ريال مدريد للمرة الثانية في 2009 وحتى الآن، قام بالعديد من التصرفات الغريبة وغير اللائقة، والتي تحمل دائمًا شعار "فيها لأخفيها"، ولعل أبرزها التغيب عن حفل الكرة الذهبية لعام 2024 والتي حصل عليها رودري.

    ربما كان الأمر مفاجئًا نوعًا ما بسبب المستويات المميزة التي قدمها فينيسيوس جونيور وفوزه بدوري أبطال أوروبا في هذا العام، ولكن هذا ليس مبررًا لتغيب بعثة ريال مدريد بالكامل عن الحفل.

    بيريز ظن أن الأغلبية ستتعاطف معه وتقف بجوار لاعبه "المثير للجدل"، وفي الحقيقة ما حدث كان مختلفًا تمامًا، الجميع سخر منه ووصف الأمر بـ"تصرف طفولي" يفيد بأنك ستحضر لو فزت بالجائزة فقط، ولن تتواجد في حالة الخسارة.

    لو كان الأمر بهذه الطريقة، لأصبحت صالات الاحتفال خاوية تمامًا، واقتصر الحضور على الفريق الأوفر حظًا في كل حفل، لذلك هي تصرفات ساذجة ولا تليق بكيان عملاق مثل ريال مدريد.

    حفل الكرة الذهبية بالتحديد كان علامة فارقة وتغيرت الصورة تمامًا، من شخص حكيم لا يظهر كثيرًا ويتحكم في كل شيء بأقل مجهود، إلى رجل يبدو أنه "فقد عقله" ويثير السخرية عندما يتحدث أو يتخذ قرارات علنية.

    هل هذه حقيقة بيريز من البداية والفضل يعود لمن حوله؟ هذا أمر مستبعد، لا يمكننا إنكار إنجازاته والصفقات الضخمة التي أبرمها بفضل شخصيته وإدارته الذكية وقدرته الخارقة على إقناع اللاعبين، ولكن يبدو أن الزمن قد تخطاه!

  • إعلان
  • Florentino PerezGetty Images

    هاجم الحكام فلم يتعاطف معه أحد

    هناك قاعدة ثابتة في الحياة وهي .. لا يمكنك أن تلعب دور الوحش الذي لا يُقهر والضحية في نفس الوقت، ولو فعلت ذلك فأنت منافق، وهذا ينطبق على ما يفعله ريال مدريد مع الحكام بتعليمات بيريز في الفترة الأخيرة.

    قناة ريال مدريد أصبحت مثل "المصطبة" على مدار العامين الماضيين، قبل كل جولة في الدوري الإسباني، تجد حفلًا من السخرية والهجوم يُنظم على الحكم الذي سيدير المباراة القادمة للفريق في الليجا.

    القصة وصلت إلى استرجاع حالات مرت عليها سنوات طويلة، ولم يعد لها أي فائدة، في الوقت الذي لو جلس أحدهم لجمع حالات مماثلة تم فيها مجاملة ريال مدريد، سنجد أن الميرينجي أبعد ما يكون عن دور الضحية.

    ولأن النادي الذي لطالما تحدث دائمًا عن قوته وعنفوانه وأنه لا يٌقهر ويفوز بمجهوده، ومن يعترض على أي قرار تحكيمي لصالحه في دوري أبطال أوروبا "من ينسى ما حدث أمام بايرن ميونخ في 2017"، أو الدوري الإسباني، عليه التوجه إلى "صندوق شكاوى الليجا واليويفا"، لا يمكنه أن يطلب الآن من منافسيه التضامن معه.

    خافيير تيباس كان ولا يزال دائمًا بالمرصاد، ويتهكم في كل مناسبة على أي محاولة من ريال مدريد ادعاء البراءة ولعب دور الضحية الذي لا يناسبه على الإطلاق، وكل ذلك يحدث تحت قيادة بيريز الذي بدأ هذه المعركة الخاسرة التي لم يستفد منها فريقه بأي شكل من الأشكال.

    هل أصبح الحكام يخشون الميرينجي ويحتسبون أي قرارات لصالحه؟ في الحقيقة لها، العكس صحيح تمامًا، صورة ريكاردو دي بورجوس حكم كلاسيكو نهائي كأس الملك الموسم الماضي وهو يبكي لا تزال عالقة في الأذهان، وكان وقتها الضحية الحقيقية وليس ريال مدريد.

    الغريب أيضًا هو التدخل السافر في قضية خوسيه نيجريرا الشهيرة التي يخضع فيها برشلونة للاتهام بدفع الرشاوى للحكام، وادعاء بيريز في الجمعية العمومية التي انعقدت مؤخرًا في الدوري الإسباني، ان أغلب بطولات الفريق الكتالوني جاءت من فساد تحكيمي.

    وهذه قضية تحدثنا عنها هنا باستفاضة

  • انهيار مشروع السوبر ليج

    بعد حدوث جائحة كورونا، وبالتحديد في عام 2021، خرج فلورنتينو بيريز رفقة مجموعة أخرى من رؤساء وملاك الأندية بفكرة "السوبر ليج"، وذلك لضخ أموال ضخمة في خزائنها بعد التضرر الهائل بسبب توقف النشاط الرياضي.

    الدعم كان متواجدًا في البداية من برشلونة ويوفنتوس وعدة أندية أخرى، قبل أن يتلاشى بالتدريج بعد رفض جميع المؤسسات فكرة لعب الفرق الكبرى في بطولة مقتصرة عليهم فقط، مما يضر الدوريات المحلية ومسابقات الاتحاد الأوروبي.

    بيريز قال إن الهدف الرئيسي من السوبر ليج، هو أن الجمهور الشاب أصبح لا يستمتع بكرة القدم الحالية بأسلوبها النمطي الممل، وأن مشروعه هو إعادة حماسهم مرة أخرى لمتابعة المباريات بتواجد الكبار واستبعاد الصغار.

    وهي حجة لم يقتنع بها أحد، الهدف واضح وصريح، زيادة الأرباح المالية للكبار واكتساح الجميع، ولكن على حساب من؟ الفرق الصغيرة والمتوسطة لن تنافس على أي شيء وستلعب دور الكومبارس.

    لذلك أصبحت بعض الأندية تحمل ضغينة هائلة تجاه بيريز، لتضعف علاقاته القوية ببعض الكيانات الأصغر من ريال مدريد، ولا تزال المعركة مستمرة، بعد شكوى شركة "A22" الراعية للمشروع ضد الاتحاد الأوروبي بسبب رفض تطبيق دوري السوبر بعد حصوله على العديد من الأحكام القضائية.

    الاتحاد الأوروبي حرص على تجديد مسابقاته "دوري الأبطال والدوري الأوروبي ودوري المؤتمر"، لخلق فرق متكافئة للجميع، ولكن هناك إصرار على مشروع السوبر ليج أو "دوري يونيفاي"، ولا يزال بيريز في الخلفية يقاتل ولكن ليس بنفس القوة.

  • Real Madrid CF v Al Hilal: Group H - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    إنها سنة الحياة

    بيريز أصبح رئيسًا لريال مدريد للمرة الأولى في يوليو 2000 وحتى فبراير 2006، ورحل ليعود مرة أخرى في 2009 وصولًا إلى وقتنا هذا، وأصبح يبلغ من العمر 78 سنة.

    الرجل المخضرم هو الرئيس الأنجح في تاريخ العملاق الإسباني، بتحقيق 37 بطولة متفوقًا على الأسطورة سانتياجو برنابيو الذي حصد 32 لقبًا فقط، حيث فاز بيريز بـ7 ألقاب دوري إسباني ومثلهم لدوري أبطال أوروبا.

    وفي هذا العمر، ووسط كل التوترات الحالية وانخفاض شعبيته بشكل واضح، وعدم التعامل معه بنفس الهيبة في وسائل الإعلام وداخل الأندية، ربما حان وقت الرحيل من الباب الأمامي قبل أن يحدث ذلك بطريقة أخرى.

    التقارير الصحفية الأخيرة أكدت أن بيريز لا يريد إكمال ولايته حتى 2028، ولا يمانع اختيار رئيسًا جديدًا عن طريق التصويت أو أي طريقة أخرى، لفتح الباب أمام وجه جديد لاستكمال المسيرة.

    الصحفي خوسيه مانويل مورينو، قال إنه تواصل مع بيريز لسؤاله عن حقيقة رحيله في صيف 2026، وأكد أن رئيس الميرينجي نفى كل ذلك معلنًا الاستمرار، ولكن لا يوجد دخان من دون نار، لأنه لو قهر الجميع فلن يهزم ملامح السن والشيخوخة التي بدأت تظهر على ملامحه.

    يبدو أن الفكرة مطروحة ومنطقية حاليًا، بسبب عامل السن وانخفاض تأثير بيريز كقائد لكيان أوروبي ضخم وتحوله إلى مادة للسخرية، وربما الطريق الأفضل لحدوث ذلك هو تتويج المدرب تشابي ألونسو بأي لقب كبير، حتى يرحل "الحاكم بامره" بأفضل صورة ممكنة.