TURKEY-FBL-HEALT-VIRUSAFP

إيقاف أكثر من ألف لاعب و149 حكمًا .. حملة قمع ضخمة في الدوري التركي بعد فضيحة المراهنات!

تواجه تركيا واحدة من أكثر الفضائح إثارة في تاريخ كرة القدم فيها، حيث تم إيقاف أكثر من 1000 لاعب و149 حكماً وحتى رئيس نادٍ من الدرجة الأولى في خضم تحقيق واسع النطاق حول المراهنات غير القانونية. 

الأمر في البداية كان مجرد تحقيق داخلي، قبل أن يتحول إلى حملة قمع متعددة المستويات شملت المدربين والمعلقين ومسؤولي الأندية وشبكات المراهنات الأجنبية، وكشف في الوقت نفسه عن أزمة أعمق في كرة القدم والمجتمع التركي.

  • فضيحة المراهنات تهز كرة القدم التركية

    الأمر بتحقيق داخلي من قبل الاتحاد التركي لكرة القدم (TFF) تحول الآن إلى أزمة بعيدة المدى. كان الكشف الأولي عن اشتباه 149 حكماً ومساعداً في المراهنة على المباريات صادماً بما فيه الكفاية، لكن الأرقام استمرت في الازدياد حتى انفجرت الفضيحة في المجال العام.

     وقد قامت السلطات بالفعل بإيقاف 1024 لاعباً من جميع الدوريات المحلية، وإغلاق الدوريين الثاني والثالث لمدة أسبوعين، واعتقال ثمانية أشخاص، من بينهم رئيس أحد الأندية الكبرى.

     وتصاعدت الصدمة عندما تبين أن 27 لاعباً من الدوري الممتاز، من بينهم لاعبو كرة قدم من أندية عملاقة مثل جلطة سراي وبشكتاش وطرابزون سبور، كانوا من بين الأسماء المذكورة.

     ومع تورط جميع الأندية العشرة الأولى تقريباً في التحقيق باستثناء فنربخشه، أصبحت المنافسة على اللقب في حالة من الفوضى.

    وأوضح المدعي العام في إسطنبول، أكين جورليك، أن هذه ليست سوى البداية. وقال إن عمليات جديدة قد تبدأ في أي وقت، واعترف صراحة بأن المدربين ومسؤولي الأندية وحتى المعلقين قد يتم توريطهم في هذه الشبكة المتوسعة.

     ويعمل المدعون العامون الأتراك الآن مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والإنتربول والهيئات التنظيمية الأجنبية للمراهنات في مونتينيجرو وقبرص وجورجيا لتتبع الشبكات الدولية المستخدمة في المراهنات غير القانونية.

    وقال جورليك: "نحن نلاحق كل من تورط في الغش. سيكون هناك رؤساء أندية ومسؤولون تنفيذيين في الأندية ضمن التحقيقات... قد تكون هناك صلات بين الرؤساء والحكام والمدربين والمعلقين. نحن نحقق في كل شيء".

  • إعلان
  • Kocaelispor-v-Galatasaray-Turkish-Super-LeagueAFP

    تقرير التدقيق يكشف عن وجود 371 حكمًا محترفًا لديهم حسابات مراهنة نشطة

    أدى حجم الفضيحة إلى صدمة البلاد. في المراكز التقليدية لكرة القدم في إسطنبول، اعترف المشجعون بأنهم أصيبوا بالصمت بسبب حجم المخالفات. 

    وكشفت المراجعة التي أجرتها الاتحاد التركي لكرة القدم أن 371 من أصل 571 حكماً محترفاً لديهم حسابات مراهنة نشطة، بما في ذلك مسؤول واحد قام بمفرده بوضع أكثر من 18,000 رهان.

    يرى علماء الاجتماع والمعلقون أن الأزمة تعكس مشاكل أوسع نطاقًا داخل تركيا. اندلعت الفضيحة في وقت تعاني فيه تركيا بالفعل من تحقيقات سياسية مكثفة لمكافحة الفساد، ويعتقد العديد من المواطنين أن كرة القدم تعكس ببساطة المشاكل الأوسع نطاقًا التي تعاني منها البلاد.

     وأصر الرئيس رجب طيب أردوجان على أن الحملة القمعية تثبت أنه لا يوجد أحد فوق القانون التركي، لكن المنتقدين يرون أن الشكوك والتوترات السياسية قد أثرت على نزاهة التحقيق.

    وفي الوقت نفسه، يبدو أن مستويات الأجور والضغوط المالية، التي كان يُفترض أنها السبب، ليست سوى جزء من القصة. حتى أن بعض الحكام تم تشجيعهم على الانضمام إلى منصات مراهنة مرتبطة بمجموعات تجارية مؤثرة، مما أثار تساؤلات مزعجة حول الرقابة وتضارب المصالح ومدى عمق ثقافة المقامرة في هذه الرياضة.

  • اللاعبون ينفون الاتهامات في ظل الضغوط التي تتعرض لها كرة القدم التركية

    أنكر العديد من اللاعبين البارزين، بمن فيهم مدافعو المنتخب الوطني، قيامهم بالمراهنة، وتم تبرئتهم لاحقًا. وقدم الحكم المعتمد من الفيفا زورباي كوجوك شكوى جنائية لإثبات براءته، مؤكدًا أنه لم يضع أي رهان على الإطلاق.

    تواجه فئة الحكام في تركيا، التي كانت بالفعل مستهدفة تاريخياً من قبل المشجعين والمدربين ومالكي الأندية، الآن عدم ثقة عامة لم يسبق لها مثيل. وقد أدت الحوادث السابقة، من الاعتداءات الجسدية على الحكام إلى الاتهامات العلنية من مدربين مثل جوزيه مورينيو، إلى تضخيم الشعور بأن نظام التحكيم بأكمله هش وضعيف.

    أيدت الأندية الكبرى في تركيا علناً حملة القمع، ووصفتها بأنها فرصة لـ"تنظيف" الرياضة. لكن الشكوك عميقة بين المشجعين. مع احتلال تركيا مرتبة عالية في مؤشرات الجريمة المنظمة العالمية، يخشى الكثيرون أن تنتهي التحقيقات ببعض الاعتقالات البارزة بينما تظل المشاكل الأساسية دون معالجة.

  • TURKEY-FBL-HEALT-VIRUSAFP

    كفاح الاتحاد التركي لإعادة بناء الثقة على الساحة العالمية

    تأتي هذه الفضيحة في وقت كان من المفترض أن يتمتع فيه كرة القدم التركية بتفاؤل متجدد. فقد أدى تأهل المنتخب الوطني إلى بطولة يورو 2024، ومشاركته في استضافة بطولة يورو 2032، وطفرة في انتقالات اللاعبين بمبالغ ضخمة إلى خلق شعور بالانتعاش. لكن بدلاً من ذلك، تواجه هذه الرياضة الآن أزمة تهدد نزاهتها على المستوى الأساسي.

    طلب الاتحاد التركي لكرة القدم من الفيفا بهدوء فتح نافذة انتقالات طارئة لمساعدة الأندية على التعامل مع الإيقافات الجماعية، مما يشير إلى مدى خطورة تداعيات هذه الفضيحة. 

    في غضون ذلك، يراقب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" الوضع عن كثب، حذرة من المخاطر التي تهدد نزاهة المسابقات الأوروبية. مع تلاشي الغبار القانوني، قد تؤدي التحقيقات إلى إعادة تشكيل كرة القدم التركية لسنوات قادمة، وتحديد الأندية التي ستواجه الهبوط، والمسؤولين الذين سيحصلون على إيقاف مدى الحياة، والمديرين التنفيذيين الذين سيتم محاكمتهم.