Mbappe FranceSocial/GFX

فرنسا وأيسلندا | عفوًا هنري! مبابي هو الملك الجديد و"مُتهور ريال مدريد" يتحول إلى نسخة من بوجبا!

وسط الحرب الدائرة بين منتخب فرنسا وباريس سان جيرمان بسبب عثمان ديمبيلي، قرر الديوك الذهاب إلى ملعبهم "حديقة الأمراء"، من أجل خوض مباراة جديدة أمام أيسلندا في تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

الخصم كان أيسلندا، في الجولة الثانية من عمر التصفيات، وهي مواجهة لا يجب أن تكون صعبة بأي شكل من الأشكال بالنسبة لفريق المدرب ديدييه ديشان، ولكن كالعادة واجه الديوك الأمرين على أرضهم وأمام جماهيرهم رغم الفوز بهدفين مقابل هدف.

هل وضع باريس "لعنة" في عقر داره؟ وذلك على خلفية الأزمة بين نادي العاصمة والمنتخب الوطني، بسبب إشراك عثمان ديمبيلي أمام أوكرانيا دون تعافيه بشكل كامل مما أدى إلى تعرضه لانتكاسة جديدة، لأن فرنسا دخلت فيما أشبه بـ"الغيبوبة" في الكثير من اللحظات وكانت على وشك التعادل لولا تدخل تقنية الفيديو لإلغاء هدفًا قاتلًا للضيوف.

على كل حال، الأمور لا تبدو على ما يُرام لفرنسا، الفريق عانى رغم الفوز على أيسلندا التي ساعدت ديشان ورفاقه بعدما اكتفت بالتراجع عقب تسجيل الهدف الأول!

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-FRA-ISLAFP

    اعطوا مبابي حقه .. إنه الملك الجديد

    بغض النظر عن أن هدف مبابي الليلة جاء من ركلة جزاء، إلا أنه لا يمكن تجاهل حقيقة تخطيه للأسطورة الفرنسية تييري هنري بقائمة الهدافين التاريخيين لبلاده.

    مبابي لطالما تم اتهمه بالتخاذل، وعدم تقديم ما يكفي بقميص منتخب بلاده، ولكن الأرقام تقول عكس ذلك ! نجم ريال مدريد سجل 52 هدفًا على الصعيد الدولي، بفارق هدف عن هنري الذي يعتبر أحد أعظم المهاجمين في كرة القدم الحديثة وليس في فرنسا فقط.

    وما يجعل هذا الرقم أكثر قيمة، هو قيام مبابي بتسجيل أهدافه بعدد أقل من المباريات "33 مواجهة"، كما أصبح على بُعد 5 أهداف فقط من أوليفييه جيرو الهداف التاريخي لفرنسا بشكل عام.

    الأمر لم يتوقف عند الهدف فقط، مبابي لعب دورًا هامًا في الهدف الثاني لفرنسا الليلة، عندما انطلق وسط دفاعات أيسلندا، مستغلًا تمريرة زميله في ريال مدريد أوريليان تشواميني، ليهدي الكرة لباركولا الذي أودعها في الشباك، بهدف يحمل الكثير من الصبغة المدريدية.

    هذه لم تكن المرة الأولى التي يتدخل فيها لفض الاشتباك وتصدر المشهد لصالح فرنسا، بل فعلها كثيرًا وسيكررها في العديد من المناسبات القادمة، لذلك على من ينتقدوه في فرنسا أن يتخطوا طريقة رحيله عن باريس سان جيرمان، ويمنحوه حقه وما يحتاجه من دعم قبل المونديال القادم.

  • إعلان
  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-FRA-TRAININGAFP

    افرجوا عن إيكيتيكي

    المهاجم البالغ من العمر 23 سنة برز كأحد أفضل الهدافين في أوروبا مؤخرًا بمستواه المتميز مع آينتراخت فرانكفورت بجوار عمر مرموش، قبل انتقال كل منهما إلى ليفربول ومانشستر سيتي.

    ومع ذلك، هذا لم يكن كافيًا من أجل إقناع المدرب ديدييه ديشان بقدرات صاحب الأصول الكاميرونية، ليخوض إيكيتيكي رحلة جديدة في أنفيلد مع الريدز، لينتظر مكالمة من مدرب الديوك للمشاركة في توقف سبتمبر الجاري.

    إيكيتيكي سجل 3 أهداف بقميص الريدز حتى الآن "هدفين في الدوري وهدف في نهائي الدرع الخيرية"، ومع ذلك تجاهله ديشان تمامًا ولم يجلبه سوى كخيار اضطراري بعد إصابة ريان شرقي "الذي يعاني هذا الموسم مع سيتي"!

    ديشان تصرف بغرابة شديدة جدًا مع إيكيتيكي، حيث أقحمه في المباراة بالدقيقة 96، قبل 60 ثانية فقط من إطلاق صافرة النهاية، ليدخل دون أن يلمس الكرة.

    هذا التصرف ليس بغريب عن ديشان، سبق أن فعله بطرق مختلفة مع العديد من اللاعبين الآخرين، ولكن إلى متى يستمر الفرنسي في هذا العناد رغم كل المشاكل التي عانى منها فريقه في الفترة الأخيرة؟

    فرنسا بدأت لقاء أيسلندا بثلاثي هجومي مكون من ماركوس تورام كجناح أيسر، وبرادلي باركولا على الجانب الأيمن، وكيليان مبابي كمهاجم "رغم تفضيله اللعب كجناح".

    تورام لم يكن مقنعًا وأهدر فرصة خطيرة في الدقيقة 14 من عمر اللقاء، بعدما كان وجهًا لوجه مع إلياس أولافسون، وأضاع فرصة أخرى من رأسية في الدقيقة 31 من عمر اللقاء.

    ربما ما حدث الليلة هو دليل آخر على ضرورة الإفراج عن إيكيتيكي، والدفع به بجوار مبابي سواء كمهاجم مكانه أو على الجناح، لأن الفريق بحاجة إلى جودته، وفرصة نجاحه تبدو قوية للغاية بعد بدايته المبشرة مع ليفربول.

    ووجوده ليس مفيدًا فقط له بحصوله على الفرصة، بل سيمنح مبابي الكثير من الحرية استغلال سرعته ومهاراته الفردية، التي لطالما تصطدم بالدفاعات المتكتلة دون الحصول على الدعم الكافي.

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-FRA-ISLAFP

    مشكلة تشواميني ليست فنية

    الدقيقة كانت 68 من عمر اللقاء، فرنسا أكملت العودة وفرضت سيطرتها تمامًا على كل شيء، وأوريليان تشواميني يعيش واحدة من أفضل مبارياته مع فرنسا، قبل أن يقوم نجم ريال مدريد بإفساد كل شيء في لحظة.

    مباراة اليوم لم تكن عادية لتشواميني، حيث أجاد دفاعيًا والحد من أي خطورة ممكنة لأيسلندا، بل ساهم هجوميًا بشكل ملحوظ ولعب الكرة التي صنع منها مبابي الهدف الثاني لباركولا.

    وتميز اللاعب كثيًرا بالتمريرات الطولية في عمق الدفاع، وكأننا نشاهد مدربه في ريال مدريد "تشابي ألونسو" يعود إلى الملاعب مرة أخرى أو نسخة جديدة من الفرنسي بول بوجبا.

    تشواميني صنع كرة أخرى بنفس الطريقة من تمريرة لماركوس تورام لعبها رأسية وتصدى لها الحارس، وكان يستمتع بليلة مميزة قبل أن يضع نفسه والجميع في ورطة كان في غنى عنها، ليؤكد أن مشكلته ذهنية أكثر من فنية.

    التحام ساذج لاعب وسط فرنسا أدى إلى طرده بعد مراجعة تقنية الفيديو في الدقيقة 68 من عمر اللقاء، مما أدى إلى تفوق نسبي لأيسلندا وامتلاكها للكرة بعدما فقدت السيطرة تمامًا عقب ثنائية أصحاب الأرض.

    ما حدث لتشواميني كان درسًا قويًا له، لا مكان لهذه الأخطاء في ريال مدريد وأيضًا فرنسا ومحاولاتها للعودة إلى منصة البطولات لن تتحمل مثل هذا النوع من التصرفات الساذجة، وتكرار هذه اللقطات قد يؤدي إلى عودته إلى كابوس العام الماضي الذي قلت شهد انحدار شعبيته ومطالب بالإطاحة به من سانتياجو برنابيو والمنتخب الوطني.

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-FRA-ISLAFP

    انتصار ثمين لكنه خادع

    نتيجة 2/1 بحد ذاتها تعكس مدى معاناة فرنسا من أجل الوصول إلى الثلاث نقاط، ولكن السيناريو الذي شاهدناه يؤكد أيضًا أن الفوز جاء بصعوبة وبشق الأنفس، وكان من الممكن أن تتفادى أيسلندا الهزيمة في بعض المناسبات.

    ربما كان من الممكن أن تفوز فرنسا بنتيجة أكبر، لولا تقمص الحارس إلياس أولافسون، بدور جانلويجي بوفون النسخة الأيسلندية، بتصديه لكرات خطيرة من كيليان مبابي وماركوس تورام ومانو كونيه.

    ولكن هناك الكثير من التحفظات على مستوى بعض اللاعبين من ناحية الفعالية والتأثير، وكذلك من الناحية الدفاعية، حيث ظهر الخط الخلفي بحالة مزرية من "ثيو هيرنانديز ودايوت أوباميكانو وجول كوندي"، أي خط الدفاع بالكامل ماعدا إبراهيما كوناتي.

    لقطة الهدف الأول لأيسلندا تعكس تراجع الصلابة الدفاعية لفرنسا أيضًا، بسبب الطريقة الكوميدية التي سجل منها أندري جوديونسون التقدم من تمريرة سحرية لمايكل أوليسي صانع ألعاب الديوك.

    فرنسا بحاجة إلى أنطوان جريزمان جديد يا أوليسي، ولكن نجم أتلتيكو مدريد كان يصنع الفرص لمبابي وباقي زملائه وليس للاعبي الفريق الخصم!

    من حسن حظ أصحاب الأرض أن الحكم ألغى الهدف الثاني لأيسلندا من خطأ كارثي لإبراهيما كوناتي، بسبب وجود خطأ تم ارتكابه على أوباميكانو، ولولا تدخل تقنية الفيديو، لكانت انتهت المباراة بكارثة الوقوع في فخ التعادل.

    مباراة تفتح المزيد من أبواب الشك حول ضرورة التغيير في فرنسا وقدوم زين الدين زيدان أو أي مدرب آخر بدلًا من ديشان، ولكن على كل حال، الديوك بالعلامة الكاملة في التصفيات حتى الآن بانتصارين على أوكرانيا وأيسلندا، والفرصة لا تزال قائمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الدخول في معترك المونديال.