Kylian Mbappe Vinicius Junior Ballon d'Or GFXGOAL

فتنة الكرة الذهبية | مبابي وفينيسيوس.. صراع فردي يُهدد وحدة ريال مدريد!

بدأ موسم التكهنات حول جائزة الكرة الذهبية، ويبدو أن كيليان مبابي، وليس فينيسيوس جونيور، هو المرشح الأبرز من ريال مدريد للفوز بها في الوقت الراهن.

اللاعب الفرنسي وجد مكانه بالفعل في ملعب البرنابيو، ويبدو أنه الأجهز حاليًا للمنافسة على الكرة الذهبية أمام أسماء لامعة مثل محمد صلاح ورافينيا.

الكرة الذهبية مُضرة بكرة القدم. لا يوجد مبرر منطقي لتكريس هذه الأهمية لتكريم فردي في رياضة جماعية. كان الأمل معقودًا على أن الجدل حولها سيخفت حدته بعد انتهاء حقبة المنافسة الشرسة بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو التي غذت شعبيتها المبالغ فيها، ولكن يبدو أن هذا الأمل لم يتحقق.

احتفالية العام الماضي كانت بالفعل الأكثر عبثية وإثارة للحيرة حتى الآن، حيث قاطعها ريال مدريد بشكل كامل بعد علمه بأن نجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور قد تم تجاوزه في الترتيب، ليحل رودري في المركز الأول. لاعب خط وسط مانشستر سيتي وإسبانيا كان فائزًا مستحقًا بكل تأكيد، ولكن إدارة ريال مدريد وفينيسيوس نفسه لم يتمكنوا من تقبل فكرة تتويج رودري كأفضل لاعب في العالم، مما جعل تذمرهم وشكواهم المتكررة حول عدم الاحترام يبدو في منتهى العبث.

كان هذا الاحتجاج مفاجئًا من لاعب حاز على إعجاب واسع النطاق لجهوده في مكافحة العنصرية في إسبانيا، ولكنه كان أيضًا انعكاسًا متوقعًا للغطرسة المتأصلة في النادي الأكثر تفاخرًا في عالم كرة القدم.

  • FBL-ESP-LIGA-REAL MADRIDAFP

    خبراء في حملات الكرة الذهبية

    ذلك لأن ريال مدريد يؤمن حقًا بأن الكرة الذهبية، تمامًا مثل دوري أبطال أوروبا هي ملك لهم بحكم الأمر الواقع. وكما اعترف باسكال فيري، المدير السابق لمجلة فرانس فوتبول، في عام 2022، فإن ريال مدريد يعتبر خبيرًا في التلاعب بمن لهم حق التصويت في جائزة الكرة الذهبية.

    صرح فيري لوكالة الأنباء الإسبانية سابقًا وقال: "فلورنتينو بيريز يدير الحملات بشكل ممتاز، هناك مؤسسات ضخمة مثل ريال مدريد تتمتع بقوة هائلة. ذكاؤهم يكمن في تركيز الدعم على لاعب واحد فقط. لسنوات كان كريستيانو رونالدو هو اللاعب المدعوم، ثم تبعه كريم بنزيما. هذا التكتيك يمنع تشتت الأصوات. لذا، هم يعرفون تمامًا كيف تسير الأمور. وليس من قبيل المصادفة أن يكونوا النادي الأكثر فوزًا بالجائزة."

    في هذا السياق، سيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية تعامل بيريز مع تصويت الكرة الذهبية هذا العام، خاصة بعد أن أفسد ريال مدريد حفل العام الماضي، وبعد انضمام كيليان مبابي إلى سانتياجو برنابيو، وهو اللاعب الذي لم يخفِ طموحه بالفوز بالجائزة، وبدأ بالفعل في الظهور كمرشح جدي لها.

  • إعلان
  • FBL-AWARD-BALLON D'OR-2023AFP

    فينيسيوس ضحية نظام التصويت

    لا يمكن إنكار أن وجود ثلاثة منافسين أقوياء من ريال مدريد في جائزة الكرة الذهبية لعام 2024 قد أضر بفرص فينيسيوس، الذي حل في النهاية بفارق 51 نقطة فقط خلف رودري (1170 نقطة). تذكر أن لاعب خط الوسط جود بيلينجهام حصل على المركز الثالث برصيد مثير للإعجاب بلغ 917 نقطة، بينما احتل الظهير الأيمن داني كارباخال المركز الرابع، متقدمًا على إيرلينج هالاند.

    ومع ذلك، حصل توني كروس أيضًا على 291 نقطة ليحتل مركزًا ضمن العشرة الأوائل (التاسع)، بينما جاء فيديريكو فالفيردي في المركز السابع عشر (58 نقطة) وأنطونيو روديجر في المركز الثاني والعشرين (13 نقطة).

    في النهاية، لا يمكن تحقيق الثنائية المحلية والأوروبية دون وجود العديد من اللاعبين الذين يقدمون أفضل مستوياتهم، وهذا ما أدى فعليًا إلى انقسام الأصوات لصالح ريال مدريد. لو جمع فينيسيوس أصوات فالفيردي على الأقل، لكان قد أنهى السباق في المركز الأول.

    يمكن للمرء أيضًا أن يجادل بسهولة بأن ريال مدريد راهن على الحصان الخاطئ، وأنه كان من الأفضل لهم دعم داني كارفاخال، بالنظر إلى أنه فاز أيضًا ببطولة أوروبا مع منتخب إسبانيا، في المقابل، فشل فينيسيوس بشكل كبير مع منتخب البرازيل في كوبا أمريكا.

  • Manchester City FC v Tottenham Hotspur FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    رودري يفوز دون استحقاق؟

    بالطبع، لاعبو مركز الظهير الأيمن لا يفوزون بالكرة الذهبية (عذرًا يا ترينت!)، لذا لم يكن من المفاجئ على الإطلاق أن يدعم ريال مدريد فينيسيوس، خاصة وأن مستوى بيلينجهام قد تراجع بشكل ملحوظ خلال الجزء الحاسم من الموسم.

    الدولي البرازيلي كان رائعًا مع لوس بلانكوس خلال دوري أبطال أوروبا، حيث سجل أهدافًا حاسمة في مراحل خروج المغلوب، خاصة ضد بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند.

    ومع ذلك، فإن الادعاء بأنه قد حُرم بطريقة ما من الجائزة هو ضرب من الجنون. نحن هنا لا نتحدث عن حالة فرانك ريبيري في عام 2013 أو تييري هنري في عام 2004.

    فينيسيوس قدم موسمًا رائعًا، لكنه ساهم بشكل مباشر في 33 هدفًا فقط في جميع المسابقات مع ريال مدريد، مما جعله يحتل المركز السادس عشر بالتساوي في الترتيب العام للاعبين الأكثر مساهمة تهديفية في "الخمس دوريات الكبرى" في أوروبا، خلف أسماء مثل لويس أوبيندا وأولي واتكينز.

    علاوة على ذلك، هذا الرقم قد تجاوزه بالفعل هذا الموسم كل من روبرت ليفاندوفسكي (35 هدفًا)، وعمر مرموش (36 هدفًا)، ورافينيا وهاري كين (كلاهما 37 هدفًا)، ومحمد صلاح (47 هدفًا)، وكل هذا ونحن لم نصل بعد إلى نهاية شهر فبراير.

  • Liverpool FC v Real Madrid - UEFA Champions League Final 2021/22Getty Images Sport

    حان الوقت للتألق مجددًا

    من الواضح إذًا أن فينيسيوس سيحتاج إلى العودة للتألق مجددًا في مراحل خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا إذا كان يرغب في الفوز بالكرة الذهبية هذا العام، خاصة وأن البطولة ستحمل وزنًا أكبر من العام الماضي.

    مع عدم وجود بطولات دولية كبرى هذا الصيف، وكأس العالم للأندية الموسع ذو القيمة المشكوك فيها، يبدو من شبه المؤكد أن الفائز بالكرة الذهبية سيأتي من الفريق الذي يسيطر على أوروبا.

    فينيسيوس ليس غريبًا بالتأكيد على النجاح في دوري أبطال أوروبا. بالإضافة إلى تألقه السابق فيها سجل هدف الفوز الشهير ضد ليفربول في نهائي عام 202٢٣، وتكرار إنجاز مماثل في عام 2025 سيكون له دور كبير في مساعدته على تحقيق حلمه بالكرة الذهبية، وقد بدأ بداية قوية بالفعل، حيث كانت انطلاقة فينيسيوس هي التي قادت بيلينجهام لتسجيل هدف الفوز في مباراة الذهاب من دور الـ16 ضد مانشستر سيتي في الأسبوع الماضي على ملعب الاتحاد.

    على فينيسيوس أن يستمر في تقديم المستويات الطيبة وإلا فهو يخاطر بشكل حقيقي بوضع كيليان مبابي أمامه في سباق الكرة الذهبية، وهو ما قد يتحول بشكل أو بآخر إلى فتنة داخل صفوف الملكي بين نجما الهجوم.

  • Manchester City v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2024/25 League Knockout Play-off First LegGetty Images Sport

    تألق بيلينجهام المتأخر

    بالطبع، لا يمكن استبعاد بيلينجهام نفسه من سباق الكرة الذهبية. بعد بداية موسم باهتة نسبيًا، والتي كانت بلا شك مرتبطة بالإرهاق البدني بعد مشاركته في يورو 2024، يبدو اللاعب الدولي الإنجليزي الآن في حالة أفضل بكثير مما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي.

    بيلينجهام استعاد حسه التهديفي في الدوري الإسباني قبل فترة أعياد الميلاد، وسجل أيضًا في آخر مباراتين له في دوري أبطال أوروبا.

    قد يحتاج إلى بذل جهد أكبر للتحكم في انفعالاته داخل الملعب لتجنب أي إيقافات قد تكون مكلفة، ولكن إذا نجح في التركيز فقط على ترك كرة القدم تتحدث نيابة عنه، فقد يتمكن بسهولة من تقديم حجة قوية ليتم اعتباره الموهبة الأكبر في عالم كرة القدم اليوم.

    بيلينجهام هو موهبة استثنائية قادرة على تقديم لحظات ساحرة وحاسمة. والأهم من ذلك، أنه يمتلك نوع الشخصية والصفات التي تجذب انتباه المصوتين في فرانس فوتبول، المعروفين بتقلب أهوائهم وعدم استقرار معاييرهم.

  • FBL-EUR-C1-MAN CITY-REAL MADRIDAFP

    مبابي الآن هو الهدف الرئيسي لريال مدريد؟

    ربما تكون شعبية مبابي قد شهدت انخفاضًا كبيرًا في وطنه فرنسا خلال العام الماضي أو نحوه، خاصة بعد التقارير التي انتشرت بأنه طلب اللعب فقط في المباريات الدولية "المهمة" مع منتخب فرنسا حتى يتمكن من التركيز على الفوز بدوري أبطال أوروبا والكرة الذهبية مع ريال مدريد.

    المهاجم الفرنسي يعلم تمام العلم أن الكأسين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، ولم يخفِ أبدًا رغبته في رفع كليهما. في الواقع، حدد هذين الهدفين المزدوجين في شهر ديسمبر الماضي، وقبل شهرين، وتبدو هذه الأهداف الآن واقعية بالفعل، وهو ما لم يكن الحال في بداية الموسم.

    لربما للمرة الأولى في مسيرته، بدا مبابي ضعيفًا ذهنيًا وبدنيًا خلال الأشهر الأولى من مسيرته في مدريد، كما لو أنه كان يفتقر ليس فقط للطاقة ولكن أيضًا للثقة بالنفس، وهو ما كان مذهلاً رؤيته من لاعب كان دائمًا يتمتع بثقة عالية بالنفس.

    ومع ذلك، بعد التعافي مما وصفه بـ "الانهيار" بعد بطولة أوروبا، من الواضح أن ثقته قد عادت، وكذلك عاد مبابي القديم، الذي سجل 14 هدفًا في آخر 16 مباراة له في جميع المسابقات.

    وهكذا، يبدو في الوقت الراهن أن مبابي هو المرشح الأوفر حظًا من ريال مدريد للفوز بالكرة الذهبية، وليس فينيسيوس، ولكن كل شيء قد يتغير في الأشهر القادمة.

    من المرجح أن يكون دوري أبطال أوروبا حاسمًا في سباق هذا العام على الجائزة الأرفع فرديًا، والذي يجب أن يشمل أيضًا محمد صلاح، ورافينيا، ولامين يامال، وعلى الرغم من أن هذه ليست جائزة يجب أن تكون ذات أهمية كبيرة في السياق العام لكرة القدم، إلا أنها في البرنابيو تحظى بأهمية قصوى.

    لا تخطئوا الفهم: ريال مدريد سيكون مصممًا ليس فقط على الاحتفاظ بتاجه الأوروبي هذا العام، بل أيضًا استعادة الكرة الذهبية إلى خزائنه.