Federico Valverde Real Madridgetty

محادثة هاتفية انتهت بوعد ودموع .. رئيس ريال مدريد يتدخل شخصيًا لإنهاء أزمة فالفيردي وألونسو

كشفت مصادر صحفية عن تدخل شخصي من جانب فلورينتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، لإنهاء أزمة لاعب الفريق، فيديريكو فالفيردي، مع المدرب تشابي ألونسو، والتي كانت قد انفجرت عقب الخسارة أمام أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني وتفاقمت خلال مواجهة كيرات ألماتي في دوري أبطال أوروبا، فما الذي فعله بيريز؟

  • أزمة فالفيردي وألونسو

    انطلقت الأزمة منذ المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة كيرات ألماتي أول أمس الثلاثاء ضمن دوري أبطال أوروبا، حين صرّح فالفيردي بأنه "لم يُخلق ليكون ظهيرًا أيمن"، في ظل غياب الثنائي داني كارباخال وترنت ألكسندر-أرنولد للإصابة. هذا التصريح أثار توترًا ملحوظًا قبل المباراة، التي كان متوقعًا أن يبدأها اللاعب فيها كأساسي.

    وقال فالفيردي "لم أولد للعب في مركز الظهير، ولم أتدرّب على اللعب هناك منذ الصغر. كانت لحظة حرجة، شعرت بالفخر لأنني تمكنت من تقديم أداء جيد، لكنني دائمًا ما أتساءل إن كانت تلك المباريات مجرد حظ أو ليالٍ عفوية. فزنا بدوري أبطال أوروبا وأنا هناك، ومرة أخرى وأنا في الوسط".

    وأضاف "أنا متاح دائمًا وأتعلم المركز الجديد عند الحاجة. لا أشعر بالراحة في اللعب كظهير لأنني لم أكبر وأنا ألعب هناك. أواجه صعوبة في بعض الأمور، مثل إغلاق الدفاع، لكنني أحاول إظهار ثباتي، ولهذا تسير الأمور على ما يرام. أنا هنا لأي شيء يحتاجه المدرب، وإذا قلت ذلك قد يظنونني كاذبًا، لكنني لم أرفض قط اللعب في أي مركز، وأبذل قصارى جهدي أينما كنت".

    الصدمة الحقيقية جاءت عندما جلس قائد ريال مدريد على مقاعد البدلاء، حيث قرر المدرب ألونسو الدفع بقلب الدفاع راؤول أسينسيو في الرواق الأيمن، في قرار وصفه النقاد بأنه "انتقامي" من اللاعب.

  • إعلان
  • نقطة الذروة

    بلغت الأزمة ذروتها خلال مواجهة دوري أبطال أوروبا، حين ظهر فالفيردي منفردًا عن زملائه، يتجول ويداه خلف ظهره أثناء الإحماء، في إشارة جسدية اعتبرتها صحيفة ماركا دالة على الكثير. الصحيفة أضافت أن وضع اللاعب أثار استغراب المتابعين، إذ وجد نفسه على غير المعتاد كبديل، الأمر الذي يستدعي فهم خلفية القصة وربطها بتصريحاته في المؤتمر الصحفي الأخير.

    ووفقًا لمقطع فيديو نشره OK Diario، فإن تحركات اللاعب الأوروجوياني حول الملعب فاجأت الجميع، إذ انضم جميع البدلاء إلى دائرة التمرين باستثنائه. البعض ظن أنه في غرفة الملابس، لكنه كان جالسًا على مقاعد البدلاء، ثم خرج بمفرده وابتعد عن المجموعة.

    لاحقًا، خلال الإحماء في الشوط الثاني، شوهد فالفيردي يتجول ويداه خلف ظهره، يراقب زملاءه أثناء أداء التمارين المعتادة قبل أن يجلس مع إدراكه أنه لن يشارك في المباراة.

    الموقف أثار جدلًا كبيرًا بين الحاضرين، حتى اضطر بيلينجهام للالتحاق به لإجراء حديث قصير.

    وفي تصريح بعد المباراة، قال فران جارسيا "من خبرتي مع فالفيردي، من الواضح أنه منزعج. دائمًا يحب أن يكون في مقدمة الصفوف، ويمكننا الاعتماد عليه في أي موقف. إذا كان عليّ خوض معركة، سأذهب معه لأنه يبذل كل ما في وسعه من أجل الفريق".

    من جهته، سُئل ألونسو عن فالفيردي وعن انزعاجه من الاستبعاد، فأجاب "لا أعلم شيئًا عن الفيديو. كنت مركزًا في المباراة ولم ألاحظ أي شيء مما تتحدثون عنه".

    وأضاف مدرب ريال مدريد "قرار جلوسه على مقاعد البدلاء اتُخذ قبل المؤتمر الصحفي. هو دائمًا مستعد للعب في أي مركز أحتاجه. المباراة حُسمت في الشوط الثاني، ويجب توزيع الجهود، خاصة وأنه وكاريراس خاضا سلسلة طويلة من الدقائق".

  • بيان من اللاعب

    فالفيردي لم يصمت تجاه كل ما يُثار في الصحف حول نهجه في كازاخستان ورفضه الانصياع لتعليمات ألونسو، حيث أصدر بيانًا رسميًا برأه خلالها نفسه من كل تلك التهم.

    وجاء في بيان اللاعب "اطلعت على العديد من المقالات التي تضر بسمعتي. أعلم أنني مررت ببعض المباريات السيئة، وأنا أعي ذلك تمامًا. لا أخفي شيئًا، وأواجه النقد بكل صدق، وأشعر بالحزن الشديد أحيانًا. يمكن للناس قول الكثير عني، لكن لا أحد يمكنه أن يدعي أنني رفضت اللعب. لقد قدمت كل شيء وأكثر لهذا النادي، لعبت وأنا مصاب ولم أشتكِ أو أطلب أي استراحة أبدًا.

    لدي علاقة طيبة مع المدرب تمنحني الثقة لأوضح له الموقع الذي أفضل اللعب فيه، ومع ذلك أؤكد دائمًا أنني متاح للعب في أي مركز، وفي أي مباراة، وفي أي رحلة. لقد بذلت قلبي وروحي لهذا النادي، وسأواصل فعل ذلك، حتى لو لم يكن دائمًا كافيًا أو لم أحظَ باللعب كما أحب.

    أقسم على كبريائي أنني لن أستسلم أبدًا، وسأقاتل حتى النهاية، وسألعب أينما كان الفريق بحاجة إلي".

  • محادثة مع الرئيس

    بعد وصول الأمور إلى تلك اللحظة التي قد تُوصف بحافة الانفجار، كان لابد من تدخل شخصي من الرئيس فلورنتينو بيريز وهو ما حدث بالفعل حسبما أفاد موقع ديفينسا سنترال الإسبانية.

    الرئيس قرر التدخل شخصيًا لاحتواء الأزمة ووأد الانقسام في بدايته، ولذا أجرى محادثة هاتفية قصيرة، لم تتجاوز الـ5 دقائق حسب الصحيفة المقربة من البيت الملكي، مع فالفيردي.

    بيريز أظهر دعمه الكامل للاعب خلال تلك المحادثة، موضحًا له أنه يحظى بدعم النادي والمؤسسة وكذلك المدرب ألونسو، ومطالبًا إياه بعدم السماح لما يُقال في الإعلام في التأثير فيه أو أن يتسبب له أو للنادي بأي ضرر.

    وأوضح "ديفينسا سنترال" أن كلمات بيريز أحدثت أثرًا عاطفيًا كبيرًا عند فالفيردي، حتى أنه بكى تعبيرًا عن امتنانه لذلك الدعم وتلك الثقة من جانب الرئيس، وقد انتهى الحوار القصير بين الرجلين بوعد ورغبة مشتركة تتمثل في العمل على الفوز بالعديد من الألقاب هذا الموسم.

  • دعم إعلامي وجماهيري

    الدعم الذي تلقاه فالفيردي بعد الأزمة لم يقتصر على رئيس ريال مدريد فحسب، بل امتد أيضًا على صعيد الإعلام والجماهير.

    جماهيريًا، شهد اللاعب تدفقًا هائلًا من رسائل الدعم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحرك مشجعو النادي للدفاع عنه بلا هوادة، معربين عن تقديرهم لمسيرته وإخلاصه المستمر للفريق، دون الخوض في تقييم حالته الفنية أو الانتقاد لتصريحه أو سلوكه في مباراة ألماتي.

    إعلاميًا، أبدى عدد من الصحفيين دعمهم الكامل للمقاتل الأوروجوياني، وانتقدوا تعامل تشابي ألونسو معه خلال المباراة في كازاخستان. من بين هؤلاء، الصحفي روبرتو جوميز الذي وصف قرار المدرب بأنه "تصرف انتقامي" بحق فالفيردي.

    وفي تصريح لبرنامج "لا تريبو"، قال جوميز: "ما فعله ألونسو مع فالفيردي كان انتقاميًا للغاية، ولا يمكن وصفه بأي شكل آخر".

    وأضاف جوميز أن ما حدث يتناقض مع العادة المتبعة في ريال مدريد، حيث يُتوقع أن يشارك اللاعبون الذين يتحدثون في المؤتمرات الصحفية قبل المباراة في التشكيلة الأساسية: "لم أسمع منذ سنوات عن لاعب يتحدث عن الالتزام قبل المباراة ثم يُترك على مقاعد البدلاء. ومع بيلينجهام، يبدو الأمر وكأنه حساب داخلي بعد هزيمة الديربي في ملعب ميتروبوليتانو أمام أتلتيكو".

    وأكد جوميز أن سبب استياءه هو موقف ألونسو مع قائد الفريق، مشيرًا إلى أن تراجع أداء فالفيردي مؤخرًا مرتبط بعدم استقراره في مركز ثابت: "أحيانًا يُشرك كظهير، وأيامًا أخرى كلاعب وسط، وأحيانًا يجلس على مقاعد البدلاء".