غرناطة وبرشلونة | "ضربني بوشه على إيدي" .. تعلموا من ريال مدريد!

بعد أن عانى برشلونة بالفعل من إصابة فرينكي دي يونج وبيدري جونزاليس وروبرت ليفاندوفسكي ورافينيا وغيرهم انضم لهم الآن جول كوندي.

النادي الكتالوني يعاني حقًا هذا الموسم من كثرة الإصابات، وبمجرد ما استعاد رونالد أراوخو خسر أحد أفضل لاعبيه دفاعيًا هذا الموسم.

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلقي بلوم تلك النتيجة وذلك الأداء على الإصابات فقط، فتشافي هيرنانديز وجوان لابورتا وكل مشجع لبرشلونة حتى هؤلاء الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم بعد يعلمون أنه لا يوجد فريق يخوض موسمًا كاملًا دون إصابات.

لذلك هنا كان على النادي الكتالوني أن يحسن من موقفه من خلال سوق الانتقالات ومن خلال ترقية الشباب من فرق الأعمار السنية الأصغر تحسبًا لتلك الظروف.

في المقبل على الجانب الآخر نرى ريال مدريد لديه إصابات في كل مركز تقريبًا منذ بداية الموسم، لكننا لا نشعر بذلك على مستوى النتائج نظرًا للوفرة العددية في قائمة الفريق، ولجاهزية الجميع.

نتفهم تمامًا أنك أحد أفضل اللاعبين الشباب في العالم، تفتك الكرات دفاعيًا وتمنح الهجوم زيادة عديدة ودائمًا ما تفضل التضحية بنفسك على أن تخسر الكرات، لكنك اليوم ضحيت بأحد زملائك في الفريق.

الحديث هنا على جول كوندي الذي وجد نفسه ضحية تهور زميله جافي، حيث سقط الأخير على ركبته، لكن لحسن حظ الثنائي فالإصابة لا تبدو بتلك الخطورة التي ظهرت عليها في أول لحظة.

المدير الفني لنادي غرناطة لعب مباراة كبيرة للغاية أمام خصم ليس سهلًا على الإطلاق وهو برشلونة، الجميع شاهد كيف عجز نجوم برشلونة في أوقات طويلة عن اختراق الدفاعات.

في الوقت نفسه لم يكن كهؤلاء الذين يدافعون فقط لأجل الدفاع دون منح فريقهم تطوير هجومي مناسب لمجريات المباراة يسمح له بتسجيل هدفين وثلاثة.

تفتح لوبيز نحو الهجوم هو الذي منح فريقه الهدف الثاني الذي كان هامًا للغاية في المباراة، وأثبت عزيمة نجوم برشلونة ولو لدقائق قبل العودة لمحاولات التسجيل.

لا يخفى على أحد أن سر من أسرار التفوق في الموسم الماضي بالنسبة لبرشلونة كان الأداء الدفاعي الرائع والمميز للفريق الكتالوني.

لكن ما يحدث هذا الموسم هو العبث بعينه، ما هذا الدفاع يا تشافي؟ وأي شكل دفاعي قررت أن يتخذه فريقك هذا الموسم حتى تتلقى عشرة أهداف في تسعة لقاءات؟

لا يمكن تفسير الوضع الحالي لبرشلونة في جدول ترتيب الدوري الإسباني سوى بالتركيز الكامل على البطولة الأوروبية التي استعصت على الفريق مؤخرًا.

برشلونة ليس هو ذلك الفريق الذي كان يستطيع الفوز بأقل مجهود في العام الماضي، ولا هو ذلك الفريق الذي عندما تشاهده تظن أنه سيستطيع الفوز بالدوري.

لكن أوروبيًا فهناك صلابة دفاعية غير مسبوقة، بعد الخروج بشباك نظيفة في مواجهتين وقوة هجومية كبيرة بستة أهداف وفوز في غاية الأهمية ضد بورتو خارج الأرض.

حسنًا ماليًا ورياضيًا دوري الأبطال بطولة هامة للغاية، ونظريًا حسم الصعود من دور المجموعات في المركز الأول هو أمر سهل بالنظر إلى الخصوم، لذلك فهذا التفسير لوضع الفريق محليًا يجد بعض علامات التعجب لدي!

جماهير برشلونة لديها رسالة لسيرجي روبرتو، بالأخص بعد أن لعب أمام الخصم نفسه غرناطة مباراة سيئة للغاية في ملعب كامب نو قبل موسمين عقب نهائي كأس ملك إسبانيا، ووقتها خسر برشلونة بهدفين لهدف.

عقب هدفه في لقاء اليوم يمكننا أن نقول وبأريحية أن هديتك مقبولة يا روبرتو لجماهير برشلونة، رغم أنها لم تكتمل بالفوز في النهاية.

الهدف الثاني لبرشلونة شهد لقطة غريبة للغاية من نجم ريال مدريد السابق خوسيه كاييخون، حاول لاعب غرناطة أن يحصل على خطأ من المستحيل الحصول عليه إلا لو كان الحكم متواطئًا!

كاييخون ذهب متعمدًا ليرتطم في جواو فيليكس وانتظر الخطأ وطالب بإلغاء الهدف، وهو بنفسه من قرر أن يضع نفسه في ذلك الموقف دون أي تدخل من اللاعب البرتغالي.

هل تتذكرون مسرحية النجم المصري الشهير عادل إمام "شاهد ماشفش حاجة"؟ نعم بالتحديد، عندما كان في منزله ويشكو للضابط أن مساعده قام بضربه "بوشه على إيديه"، كأن ذلك ممكنًا!

إحصائية بسيطة نستطيع أن نلخص بها حديثنا، وهي عشرة أهداف في تسعة لقاءات هذا الموسم مقابل نفس العدد في 31 مباراة بالموسم الماضي تلقاها برشلونة في شباكه.

دفاع برشلونة السيئ وحالته الغريبة محليًا لها عدة تفسيرات منها التركيز على دوري أبطال أوروبا وكثرة الإصابات وغيرها من الأمور، لكن أيًا من تلك التبريرات لم توقف ريال مدريد حتى الآن، وهو المنافس المباشر للنادي الكتالوني.

كذلك لا يجب أن تكون أي من تلك التبريرات سببًا في التقليل من العمل الذي قام به المدرب باكو لوبيز مع غرناطة في مواجهة اليوم.