على خطى يامال .. باو كوبارسي "خليفة" بيكيه ومستقبل دفاع برشلونة

مثل كثيرين في "لا ماسيا"، لدى كوبارسي جذور من كاتالونيا، فقد ولد في جيرونا عام 2007، وانضم إلى الأكاديمية الشهيرة وعمره 7 سنوات فقط.

وفى عمر الأربع سنوات انضم إلى نادي جيرونا، الذي كان فى وقتها فريقًا يعاني فى دوري الدرجة الثانية ثم أحضره كشافة برشلونة إلى لا ماسيا.

كانت موهبة باو كوبارسى، واضحة منذ صغره، ولكن مع تواجد المزيد من المواهب الرائعة فى أكاديمية برشلونة لم يعتبر كوبارسي من النخبة، ورغم ذلك قاد فرق الشباب بمختلف المستويات وارتدى شارة القيادة لفرق تحت 13 عامًا وتحت 15 عامًا و17 عامًا.

وجاءت فرصة كوبارسي، الكبيرة الأولى في دوري أبطال أوروبا للشباب عام 2022 وأصبح ثالث أصغر لاعب في برشلونة عندما شارك ضد فيكتوريا بلزن في عام 2022.

وبعد ستة أشهر، بدأ تشافي ينتبه له وتم تصعيد كوبارسي، للتدريب مع الفريق الأول لبرشلونة عام 2023، ويطمح النجم الشاب فى إثارة الإعجاب مثل زميله وكنز "لا ماسيا" لامين يامال.

ومع مشاكل خط دفاع برشلونة فى هذا الموسم، حصل كوبارسي، على فرصته المثالية بعد إصابة عدد كبير من مدافعين الفريق أو سوء مستوى البعض الأخر.

وشارك كوبارسي، فى مباراة كأس الملك ضد يونيونيستاس، ولعب الشوط الثاني بأكمله، وساعد في تعزيز خط الدفاع الذي استقبل هدفًا خاطئًا، ومنذ تلك المباراة استمر مع الفريق الأول وشارك في تسع مباريات متتالية مع برشلونة ولعب أساسيًا في ست مباريات متتالية وتألق في قلب الدفاع وشكل شراكة صارمة مع رونالد أراوخو.

وقال تشافي عن نجم برشلونة الشاب: "إنه مستعد جيدًا للغاية ولا يبدو أنه يبلغ من العمر 16 عامًا عندما تتحدث معه، إنه طفل مسؤول ولا أعتقد أنه خسر كرة أبدًا، وسيترك بصمته مثل لامين، ونحن مستمرون في بناء فريق من اللاعبين الشباب وهؤلاء هم مستقبل النادي".

يتمتع كوبارسي، بالكثير من المميزات فهو طويل القامة وما زال ينمو ولديه كل المقاومات ليكون مدافع عالمى وقد يحتاج إلى تحسين لياقته البدنية والجسدية فقط حتى يكون مدافع مكتمل.

وأفضل ما يميز نجم برشلونة الشاب هو قدرته على التمرير، ويعتبر كوبارسي، قلب الدفاع العصري المثالي الذي يلعب بالكرة، ويبحث دائمًا عن التمريرات الأمامية ويمكنه لعب الكرة قصيرة أو طويلة، وتبلغ نسبة تمريراته 88٪؜ بين جميع لاعبي خط الوسط وفقًا لـ "FBRef"، وتمريراته فى الثلث الأخير من الملعب تبلغ 4.49 لكل 90 دقيقة.

وقال ألبرت بويج، مدرب فريق كوبارسي تحت 13 عامًا، لصحيفة "ذا أثلتيك" :" إن بناء باو جيد جدًا ويمكنه أن يمرر الكرة إلى لاعبي خط الوسط ويرسل أيضًا كرات طويلة إلى الجناح المقابل لتزويد الفريق هجوميًا وتهديد منافسيهم".

لقد أظهر كوبارسي، الكثير من الإمكانيات الواعدة فى منطقة خط الدفاع ولكن لا يزال يمكنه التحكم فى تدخلاته بشكل أفضل حيث تسبب فى بعض المخاطر لبرشلونة ضد غرناطة وكان هناك ثلاثة أهداف يمكن تجنبها.

ولكن فريق برشلونة حاليًا ضعيف فى كل المراكز وهفوات كوبارسي، لم تضر الفريق المتعثر منذ بداية الموسم.

يتم مقارنة كل مدافع ناشئ من "لا ماسيا"، بالنجمين كارلوس بويول وجيرارد بيكيه، وقد يتشابه كوبارسي، مع بويول فى القيادة والبراعة فى التحامات الهواء.

لكن يبدو أن كوبارسي، يشبه بيكيه أكثر، بسبب دقته في التعامل مع الكرة حيث يتمتع الثنائي بالقدرة على التمرير، ويتشابهون فى شكل الجسم أيضًا.

ويعتبر كوبارسي، شاب موهوب، لكن تشبيه بأحد أساطير برشلونة قد يكون أمرًا مبالغًا فيه، وربما ستكون المقارنة الأكثر ملاءمة له الآن هو باو توريس، لاعب أستون فيلا فكلاهما يلعبان في قلب الدفاع، ويبحثان دائمًا عن التمريرات لبناء الهجمات من العمق، ومن المؤكد أن كوبارسي يمكنه تجاوز توريس.

بدأت الشائعات تنتشر حول مستقبل كوبارسي، وكان هناك أحاديث أن كل من مانشستر سيتي وتشيلسي يرغبون فى ضمه.

لكن تعليقات تشافي، الأخيرة تشير إلى أن البلوجرانا ليس لديه أي نية للتخلي عن موهبة أكاديميتهم في أي وقت قريب، وبعد تألق كوبارسي، في كأس العالم تحت 17 سنة مع منتخب إسبانيا، يقال إنه سيشق طريقه نحو خطط لويس دي لا فوينتي، للفريق الأول وقد يتم ضمه فى فترة التوقف الدولي القادمة.

ولكن انضمام النجم الشاب لمنتخب إسبانيا الأول قد يثير بعض القلق لبرشلونة الذي تأثر بغياب نجومه الشباب نتيجة تعرضهم لإصابات خطيرة أثناء تواجدهم مع المنتخب في الماضي، ويتمتع كوبارسي بالموهبة والإمكانات ليكون قلب دفاع عالمى ومستقبل لبرشلونة.