هيبة أم تحيز للريدز؟ مهازل آرسنال وليفربول تجسد كارثة جديدة للدوري الإنجليزي!

الجدل استمر لفترة طويلة وصلت إلى أيام بل أسابيع خاصة بعد نشر المحادثة التي جرت بين حكم مباراة ليفربول وتوتنهام مع غرفة الفيديو.

في المباراة التالية فورًا قامت تقنية الفيديو بمنح دومينيك سوبوسلاي لاعب ليفربول ركلة جزاء، بعد تعرضه للشد داخل منطقة جزاء برايتون.

اللقطة أثارت حالة من الجدل، حيث قال المتابعين إن الكرة لا ترتقي إلى ركلة جزاء وأن الحكام يحاولون مجاملة الريدز بعد الخطأ الكارثي المُعترف به ضد توتنهام.

ليفربول استفاد بكل تأكيد من هذه الركلة لأن محمد صلاح سجلها لإحراز التقدم 2/1 في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق.

في الجولة التاسعة من عمر البريميرليج حدثت واقعة أخرى أغضبت شون دايش مدرب إيفرتون، بعد تعرض لاعبه أشلي يونج للطرد في الدقيقة 37.

يونج حصل على بطاقة صفراء أولى بالدقيقة الثامنة عشر، وحصل على الثانية بعدها ليتم طرده، وهي حالة جدلية أخرى كانت لصالح الريدز.

دايش شعر أن الحكم كريج باوسون بالغ في تقدير الأمر وأن لاعبه لم يستحق البطاقة الحمراء التي ساهمت في خسارة فريقه للديربي بهدفين دون رد.

مواجهة ليفربول ومانشستر سيتي على ملعب الاتحاد في 25 نوفمبر الماضي شهدت المزيد من الجدل وكان بطلها كريستوفر كافانا.

المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1 ولكن الحكم ألغى هدفًا لصالح سيتي من الدقيقة 68 من عمر اللقاء سجله البرتغالي روبن دياش.

الحكم قرر الاعتماد على تقنية الفيديو لإلغاء الهدف لاعتقاده بأن مانويل أكانجي قام بإعاقة الحارس أليسون بيكر عن إمساك الكرة مما أدى إلى تسجيل دياش الهدف الثاني.

القرار تسبب في حالة شديدة من الجدل لاعتقاد البعض بأن اللمسة لم تكن قوية بما فيه الكفاية لإعاقة أليسون عن الإمساك بالكرة، لتظهر مرة أخرى الآراء حول مجاملة ليفربول.

بعد عدة حالات أخرى بسيطة وصلت الأمور إلى ذروتها أمام كريستال بالاس في 9 ديسمبر الماضي في فوز الريدز على أصحاب الأرض 2/1.

الحكم أندي مادلي احتسب ركلة جزاء لصالح بالاس من خطأ لفيرجيل عن فان دايك على أودسون إدوارد مهاجم الفريق الخصم، ولكنه تراجع عن القرار بعد العودة لتقنية الفيديو بحجة بأن ويل هيوز لاعب بالاس أعاق واتارو إندو أثناء الهجمة.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعرض جوردان أيو لاعب بالاس للطرد في الدقيقة 75، في لقطة اعتبرها البعض ظالمة لأصحاب الأرض، وسط غضب شديد من المدرب روي هودسون بعد المباراة.

الجدل الذي صاحب هذا اللقاء جعل العديد من الجماهير تؤمن بأن خطأ مواجهة توتنهام هو الشيء الأفضل في تاريخ الريدز، بسبب كل اللقطات المثيرة للجدل التي جاءت لصالح الفريق بعدها.

كلوب خرج بتصريحات عنيفة بعد مباراة توتنهام وهاجم الجميع وطالب بإعادة المباراة، بل ظهرت بعض الأنباء حول تهديدات باللجوء إلى القضاء.

وعلى الجانب الآخر خرج أرتيتا بتصريحات قوية ولكنها أقل حدة، مطالبًا بتحسين أداء صناع القرارات التحكيمية، وخرج آرسنال كذلك لتأييده ومطالبة لجنة الحكام بتطوير الأداء بعيدًا عن الاعتذارات.

الغريب أن ما حدث بعد مباراة آرسنال ونيوكاسل كان مُغايرًا لأن الحالات المثيرة للجدل ضد المدفعجية لم تتوقف بل زادت.

بعيدًا عن اللقطات الواضحة لآرسنال، كانت هناك بعض الحالات التحكيمية القابلة للنقاش، القرار كان واحدًا في كل هذه المواقف وهو ضد ميكيل أرتيتا وفريقه.

أرتيتا حاول تهدئة الموقف مع لجنة الحكام بعد فوز آرسنال على بيرنلي 3/1 في 11 نوفمبر الماضي، وأشاد بالمسؤولين عن تقنية الفيديو بعد انتصار فريقه رغم طرد لاعبه فابيو فييرا.

ولكن يبدو أن محاولات التهدئة لم تفلح بسبب ما حدث بعد ذلك، مما دفع الجماهير للاعتقاد بأن لجنة التحكيم تنتقم من الانتقاد العلني من المدرب الإسباني ضدهم.

مواجهة المدفعجية ضد برينتفورد شهدت حالة جديدة بعد تسجيل لياندرو تروسار هدفًا في شباك الفريق الخصم، ولكن الحكم ألغاه بسبب وجود تسلل أثناء الهجمة، وسط شعور متزايد لدى عشاق الفريق اللندني بالظلم.

مواجهة أستون فيلا الأخيرة كذلك شهد حالتين في الهزيمة التي تجرعها آرسنال بهدف دون رد، حيث رفض الحكم جاريد جيليت منح جابرييل جيسوس ركلة جزاء بدت واضحة للغاية، كما ألغى هدف التعادل القاتل في الوقت بدل الضائع لكاي هافيرتس من لمسة يد.

جماهير آرسنال واصلت حملتها ضد الحكام، وفي هذه المباراة ربما كان لها وجهة نظر، لأن حكم مباراة فيلا من المعروف تشجيعه لليفربول الفريق الذي يُنافسهم على صدارة الدوري الإنجليزي.

الحالات المذكورة تخللتها لقطات أخرى صغيرة أمام لوتون تاون وضد وولفرهامبتون، قبل أن تتحسن الأمور تدريجيًا ضد برايتون وحتى ضد ليفربول المنافس المباشر على لقب الدوري!

بعد أسابيع من معاناة آرسنال وشعور ليفربول بالأمان النسبي مع التحكيم، اختلفت الأمور تمامًا في المواجهة الأخيرة بينهما في 23 ديسمبر الجاري والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1.

ضربة جزاء تبدو واضحة للغاية من لمسة يد على مارتين أوديجارد اعترف بها زميله ويليام ساليبا، ولكن الحكم لم يحتسبها بعد الرجوع لتقنية الفيديو لأنه يؤمن بعدم تعمد النرويجي للمس الكرة.

الحالة ربما تكون نادرة للغاية هذا الموسم عندما تكون هناك لقطة جدلية قابلة للنقاش يصب فيها الحكم لمصلحة آرسنال.

وفي المباراة التالية التي أقيمت أمس، الثلاثاء ضد بيرنلي وانتهت بفوز الريدز 2/0، حُرم ليفربول من الهدف الثاني لهارفي إليوت بسبب تسلل مُحتسب على محمد صلاح بحجة حجب الرؤية عن الحارس، ولكن الحكم تجاهل حقيقة أن الدولي المصري تم دفعه من قبل مدافع بيرنلي للتواجد في موقف التسلل، مما يضع مجالًا للشك بأحقيته في ركلة جزاء.

هل انتهى مفعول المجاملة؟ أم هي مجرد مُبالغات تتزامن مع الخلل التحكيمي الواضح في الدوري الإنجليزي الذي جعل الجميع يشك في كل قرار يتم اتخاذه لدرجة جعلت الكوارث تتكرر بشكل شبه أسبوعي؟!