RSL Fans Hilal Ahli Ittihad Nassr 2024-2025Getty / social gfx

جمهور الهلال اللغز الأكبر واستغلال الثورة أسوأ استغلال .. العزوف عن حضور المباريات السعودية يضرب بـ"المليارات" عرض الحائط!

تقف على باب منزلك منتظرًا ضيوفك، بعدما أعددت العُدة لاستقبالهم بطريقة تليق بهم وبك، كل شيء جاهز؛ البيت مُرتب، مواد الضيافة قمت بشراءها من أفخم المحلات، وقد وعدوك بالفعل بالمجئ، لكن في الأخير لم يأتِ إلا قلة قليلة، لا تليق بوعدهم السابقة واتفاقاتهم معك كما لا تليق بالتجهيزات التي أعددتها، حتمًا ستصاب بخيبة أمل كبيرة..

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي

نعم! هذا تمامًا ما حدث في مباريات دوري روشن السعودي والمباريات بشكل عام للأندية السعودية سواء المحلية أو القارية، مع فارق التشبيه.

مسؤولو اتحاد الكرة رفقة رابطة الدوري السعودي للمحترفين ووزارة الرياضة مسلحين بدعم كامل من القيادات العليا في البلد وولي العهد محمد بن سلمان، فعلوا كل شيء لإحداث طفرة هائلة في الكرة السعودية؛ صرفوا المليارات للتعاقد مع مجموعة من أفضل لاعبي العالم، فحضر كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، نيمار دا سيلفا، رياض محرز، ساديو ماني وغيرهم، وفي الأخير الإعلام الرياضي يتحدث بين الحين والآخر عن "العزوف الجماهيري عن حضور المباريات"!

NEW SHAHID middle article strip 1920 * 300GOAL

مرت عشر جولات من دوري روشن السعودي، وبحسب الإحصاءات الرسمية المعلنة، فجمهور الاتحاد هم الأكثر حضورًا وبفارق كبير عن أقرب منافسيهم بواقع 192 ألف مشجع، تليهم جماهير الأهلي (129 ألف)، فالنصر (86 ألف)، ثم الهلال (73 ألف).

يمكنني أن أتوقع رد فعلك الآن وأنت ترى جماهير الزعيم تحت المركز الأخير بين الكبار بغرابة شديدة، رغم أن فريقها هو الأكثر انتصارًا بل أنه لم يتلق أي هزيمة في الموسم حتى الآن وكذلك هو الأكثر حصدًا للبطولات في السنوات الأخيرة، لكن هذا هو وضع الهلال في العامين الأخيرين على الأقل، إن لم يكن أكثر من ذلك.

فلماذا قررت الجماهير السعودية أن تضرب بالمليارات التي صُرفت من قبل المسؤولين عرض الحائط؟!

  • انتشار السوق السوداء

    في الموسمين الماضي والحالي، تكررت واقعة إصدار مختلف الأندية لبيانات محذرة جماهيرها من "السوق السوداء" لبيع التذاكر..

    مجموعة أشخاص يقومون بالإقبال بكثافة على شراء التذاكر فوز إطلاقها عبر المواقع الرسمية، لكن ليس بهدف الحضور، إنما لعرضها للبيع بسعر أعلى من المعلن بشكل رسمي، مستغلين رغبة البعض في حضور المباريات ونفاد التذاكر المعروضة عبر المنصات الرسمية.

    هنا تتدخل الأندية، فلم يقتصر الأمر عند التحذير فقط، بل أنها بدأت بالفعل في محاربة هذه الظاهرة عن طريق شطب وإلغاء أي تذكرة يتم بيعها عبر المنصات والمواقع غير الرسمية، ومن ثم إعادة بيعها من جديد على المنصات الرسمية.

    لكن تلك الخطوة ربما تحدث بعد فوات الأوان بعض الشيء، ولم تحقق المطلوب منها، فتظهر المدرجات خاوية إلى حد ما في بعض المباريات.

  • إعلان
  • استغلال الثورة أسوأ استغلال .. أسعار التذاكر المبالغ بها

    في وقت تحارب به الأندية السوق السوداء، لم ترحم به المشجع، ولجأت لرفع أسعار التذاكر بشكل مبالغ به.

    تلك الخطوة لجأت لها مختلف الأندية استغلالًا لرغبة الجماهير في مشاهدة نجوم العالم الذين تم التعاقد معهم من رونالدو، كريم بنزيما وغيرهما، على أرض الملعب.

    هذه المعاناة بدأت من الأندية المتوسطة والصغيرة عندما تستضيف أي من الأندية الكبرى كالهلال، النصر، الاتحاد والأهلي، كما حدث - على سبيل المثال لا الحصر - في النسخة الماضية من كأس خادم الحرمين الشريفين، وقتما استضاف الجبلين، الهلال، وحل النصر ضيفًا على أحد، والأهلى ذهب لملاقاة العين، فيما واجه الاتحاد الخلود.

    وقتها تراوحت أسعار التذاكر الموحدة للمباريات الأربع ما بين 150 لـ207 ريالات، ليبدأ الجمهور هجومه على تلك الأندية، خاصةً وأنها لا تتناسب نهائيًا مع كون تلك المواجهات بدور الـ32 من كأس الملك.

    لكن المثير في الأمر أن الأندية الكبيرة كذلك سارت على الدرب نفسه..

    على سبيل المثال لا الحصر، فعلها الهلال خلال مواجهة الطائي بالجولة الـ33 من الموسم الماضي بدوري روشن 2023-2024، إذ حدد وقتها سعر الـ250 ريالًا لمدرجات خلف المرمى، 518 لأطراف الواجهة، 633 ريالًا للواجهة، 2300 و3450 ريالًا للفضية والذهبية على الترتيب.

    وهو ما دفع الجمهور للهجوم على الإدارة بشكل جم.

  • نفور الجماهير من ملاعب بعينها

    الجمهور حين يقرر حضور مباراة، يرغب في الاستمتاع بالتجربة بشكل كامل؛ نجوم حاضرون بمستوى جيد، مدرجات تليق به، استاد به خدمات مميزة، للأسف ليس كافة ملاعب السعودية على هذا المنوال..

    إن تحدثنا عن كبار جدة؛ الاتحاد والأهلي، فإن نقل أي مباراة من ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية "الجوهرة المشعة" إلى ملعب الأمير عبدالله الفيصل، يعني ثورة جماهيرية ودعوات لمقاطعة المباريات، نظرًا لصغر حجم الأخير مقارنة بالأول.

    حتى لوران بلان؛ المدير الفني للعميد، تحدث عن رفض اللعب على ملعب الأمير عبدالله الفيصل مؤخرًا، بعدما قررت لجنة المسابقات التابعة لرابطة الدوري السعودي للمحترفين، نقل مواجهة النمور أمام الفتح من الجوهرة المشعة ضمن الجولة الـ11 من دوري روشن 2024-2025، بداعي أعمال الصيانة.

    أما عن قطبي الرياض، فالنصر لا يعاني من أزمة واضحة في ظل استقراره على ملعب الأول بارك الذي حصل على حق الانتفاع به لسنوات، لكن المشكلة الحقيقة تواجه الهلال..

    الزعيم حصل على حق الانتفاع باستاد المملكة أرينا؛ المُنشأ من قبل هيئة الترفيه برئاسة تركي آل الشيخ، لكن يضطر في بعض الأوقات للعب على استاد مدينة الأمير فيصل بن فهد "الملز"، نظرًا لإقامة بعض فعاليات هيئة الترفيه على المملكة أرينا، والأولوية بالطبع للأخيرة وليس لمباريات الهلال.

    ما المشكلة في الملز؟ .. حدث ولا حرج في هذا الشأن من مواقف سيارة قليلة وبعيدة عن الاستاد، الزحام المروري حول الاستاد، بجانب مضمار الملعب الذي يبعد المدرجات عن المستطيل الأخضر بصورة كبيرة.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • معضلة جمهور الهلال .. "التشبع"!

    تحدثنا في السطور السابقة عن أزمة جمهور الهلال تحديدًا مع نقل مبارياته من المملكة أرينا للملز، لكن في حقيقة الأمر الهلاليون دونًا عن كافة جماهير بقية الأندية، يمثلون علامة استفهام كبرى حول غيابهم عن المباريات بشكل لافت للنظر.

    لا نملك تفسيرًا واضحًا لتلك الظاهرة التي يعاني من الأزرق في السنوات الأخيرة إلا "التشبع"؛ نعم! فريقهم توج بغالبية البطولات التي شارك بها في السنوات الأخيرة، حتى في كأس العالم للأندية 2023 حصد الميدالية الفضية، فأصبحوا على ثقة كبيرة في تحقيق الانتصار تلو الآخر، فلا حاجة للحضور لدعمه من المدرجات!

    أحد من هاجموا الهلاليين في هذا الشأن هو الإعلامي الرياضي الشهير وليد الفراج، إذ قال عبر برنامجه "أكشن مع وليد": "ما الذي يُريده جمهور الهلال ليحضر مباريات الفريق، فريقكم من فرق القمة في العالم الآن حسب النتائج ويُحقق إنجازات عظيمة، كيف يُمكن أن يُواجه الفتح أمام 3-4 آلاف مشجع! لا يوجد أي مبرر لذلك التصرف من جانب الجمهور والتواجد في المباريات الكبيرة لا يُبرر لهم أبدًا".

    وأضاف: "أنا واثق أن الهلال لديه جمهور هائل لكن تكرار ظهور مثل تلك الأرقام لعدة سنوات سيُدخل الشك في قلوب المتابعين حول مدى جماهيرية النادي، اللقاء القادم أمام الوحدة يجب أن يكون الملعب كامل العدد، نريد أن نرى الهلاليين في الملعب فهم ليسوا كائنات فضائية والنادي بحاجة لجمهوره لإثبات قوته الجماهيرية".

  • معاقبة المسؤولين

    كما هو واضح من عنوان هذا الجانب؛ العزوف عن المباريات أحد طرق الجماهير لمعاقبة المسؤولين على أي قرار لم يعجبها..

    خرجت دعوات لمقاطعة مباريات دوري روشن من قبل عدد من الأندية، اعتراضًا على طريقة تقسيم الدعم من قبل لجنة الاستقطابات، كما كان يهدد جمهور الاتحاد - على سبيل المثال لا الحصر - في بداية الموسم الجاري وحتى قبل الموسم الذي سبقه.

    وكذلك تفعل الجماهير عندما لم يعجبها أي مجلس إدارة لناديها أو قراراته أو عندما تشعر أن "مُسير" وليس "مخيرًا"..

  • al hilal fans - al nassr fans - al ittihad fans - al ahli fansazzuu/getty

    تجنب كل ما سبق وحده لا يكفي!

    من وجهة نظري، حتى وإن تغلبت الأندية ورابطة الدوري السعودي عن كل النقاط السابقة، فإن هذا لا يكفي لإغراء الجمهور بالعودة من جديد للمدرجات.

    المشجع يحتاج للمزيد من الحوافز، ففي السنوات الأخيرة كثيرون قل شغفهم تجاه كرة القدم مع كل التحديات التي يواجهها المواطن في حياته اليومية.

    لذا الحل في العودة للفعاليات التي كانت تقام بين شوطي المباريات قبل سنوات؛ وقتما كانت يُجرى سحب على بعض الجوائز المادية والعينية، فأحدهم كان يحصل على شيكًا بقيمة مالية معينة، وآخر يفوز بسيارة، وغيرهما من الجوائز.

    كما يمكن للأندية أن تخصص بعض التذاكر "المجانية" أو بمقابل مادي "زهيد" للطلاب والشباب صغير السن.

    الحلول كثيرة وليست صعبة على مسؤولي الكرة السعودية، المهم أن يتحركوا قبل أن تتفاقم أزمة "المدرجات الخاوية"، خاصةً وأن المباريات أصبحت منقولة على أكثر من قناة أوروبية وعالمية.

    وكل هذا في الأخير يصب في صالح "رؤية 2030" واستضافة المملكة لكأس العالم 2034!

0