دافع عن النصر وهاجمه سعيد العويران وسامي الجابر و"فرمان" الملك سلمان نصره .. عدنان جستنيه وانتظار "اعتزاله الحقيقي" بعد تشكيكه في مسيرة الاتحاد!

واقعة أخرى تحدى بها جستنيه بأنه سيعتزل العمل الإعلامي كانت قبل عام ونصف تقريبًا، تحديدًا قبل مواجهة الاتحاد أمام الأهلي المصري في الدور الثاني من كأس العالم للأندية 2023.

وقتها قال الإعلامي الاتحادي عبر قناة "الحدث اليوم" بكل ثقة: "أريد التحدي بصورة أكبر؛ لو فاز الأهلي أمام الاتحاد سأعتزل الإعلام".

لكن المفاجأة كانت تحقيق الشياطين الحمر الفوز أمام العميد بقيادة النجم الفرنسي كريم بنزيما بثلاثية مقابل هدف وحيد، ليودع الاتحاد البطولة التي كانت مقامة على أرضه في الأساس.

هنا خرج جستنيه محملًا بنزيما، الذي سجل هدف الاتحاد الوحيد في مرمى الفريق المصري، مسؤولية وداع المونديال، معلقًا: "هو السبب، هو المفروض يللي يعتزل".

لنأخذكم للوراء ثلاث سنوات، وتحديدًا للجولة الـ12 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين 2021-2022، والتي دفعت جستنيه بإعلان تحدي اعتزاله للمرة الـ.... (لا نعرف حقيقًا)!

في الثامن من مارس 2022، التقى الاتحاد بالهلال في الدوري المحلي، وقد حسم الزعيم النتيجة لصالحه بثنائية مقابل هدف وحيد.

وافتتح الهلال وقتها أهدافه بفضل ضربة جزاء، سجلها سالم الدوسري بنجاح، قبل أن يتعادل هارون كمارا للاتحاد ثم يخطف أوديون إيجالو الفوز للزعيم بإحراز الهدف الثاني لفريقه.

الجزائية تحديدًا هي ما استفز جستنيه في المباراة، ليكتب على منصة "إكس" – تويتر آنذاك – بعد المباراة: "إذا ركلة جزاء صحيحة اعتزل الإعلام تمامًا، وأقدم اعتذاري الليلة عن المشاركة في برنامج الحصاد الرياضي، والتمس العذر للهلاليين الذين يعلمون جيدًا أنها ركلة جزاء ظالمة وهدف غير شرعي".

وبعيدًا عن حديث جستنيه المتكرر عن الاعتزال، دعونا ننتقل لمواقف أخرى للإعلامي الاتحادي..

أحد من هاجموا عدنان من نجوم المنتخب السعودي السابقين كان سعيد العويران، الذي استفزه انتقاد الأول المتكرر لنجوم الأخضر القدامى والتقليل منهم، بجانب عدد من مسؤولي العميد كمنصور البلوي؛ رئيس النادي الأسبق.

الواقعة تعود لعام 2020، عبر مداخلة هاتفية مع برنامج "الحصاد الرياضي"، إذ طالب الإعلامي الرياضي باحترام اللاعبين بعد هجومه على خالد قهوجي عبر حسابه على "إكس"، وأضاف: "جستنيه كذلك حاقد على منصور البلوي؛ رئيس الاتحاد الأسبق، رغم أنه من فتح له باب العمل في مجال الإعلام، عليه احترامه".

ويرى سعيد العويران أن جستنيه ليس من حقه انتقاد قدامى اللاعبين من الأساس بداعي أنه لم يكن يعمل في المجال الرياضي في عصرهم، إنما كان ناقدًا فنيًا، معلقًا: "لقد خلط بين الفن والرياضية".

أما من جانب عدنان جستنيه، فدافع عن نفسه مؤكدًا أنه انتقد القهوجي من الناحية الاحترافية والعقلية فقط، وليس لأنه حاقد عليه، مضيفًا: "دور الناقد تقييمي، ولا يمكن أن يحقد على لاعب، ورغم ذلك حذفت حديثي عن قهوجي عندما اتخذ نقدي له بعدًا آخر".

وفي وقت يعد به الهلال أكثر الأندية السعودية تتويجًا بالبطولات على مختلف الأصعدة، لم يتوان عدنان جستنيه في التشكيك في بطولاته، مؤكدًا أنه لا يعترف بثلاثة أرباعها.

في مايو 2022، كان عدنان ضيفًا على قناة 24 الرياضية السعودية، مصرحًا: "لا أعترف بألقاب الهلال إلا في فترة الأمير عبد الرحمن بن مساعد (من عام 2008 إلى 2015)".

الإعلامي الاتحادي برر تصريحه بأنه يحتاج لمجلدات لتوضيح الصورة كاملة، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن الأخطاء التحكيمية هي سبب حصد الزعيم للبطولات قبل عهد ابن مساعد.

وقال جستنيه، خلال تصريحاته ببرنامج "الحصاد الرياضي": "أنا لا أعترف بأي بطولات للهلال من قبل الأمير عبد الرحمن بن مساعد (حقق الهلال سبع بطولات في عهده من 2008 إلى 2015)، لأسباب كثيرة منها تحكيمية ولجان أخرى، أنتم من بدأ وخذوا على رؤوسكم، قلتم عودوا للتاريخ، وها نحن عدنا للتاريخ".

وأضاف: "كتبت من قبل مقالات عن سبب عدم اعترافي بالبطولات قبل هذه الفترة، وتحدثت عنها في أحاديث تليفزيونية، وهذه الفترة بها ما يثبت وجهة نظري، أحتاج مجلداتي لتوضيح أكثر، لكنني لا أحب الخوض في ما مضى".

الإعلامي الاتحادي اختتم: "احترم بطولات الهلال التي تحققت بعد فترة الأمير عبد الرحمن بن مساعد، هو نفسه له تصريحات في هذه القضية، لكنني لا أريد أن أقحمه في الموضوع، لأن له مني محبة وتقدير كبير، لكن بالنسبة لي لا أعترف بأي بطولة هلالية قبل فترته نهائيًا، لأسبابي الخاصة".

"سامي مصنوع إعلاميًا" .. يدور حديث جستنيه على مر السنوات حول ذلك التصريح الذي أطلقه قبل تسع سنوات تقريبًا أو أكثر، إذ يقلل من أسطورة الهلال والمنتخب السعودي في مختلف المناسبات، وبل وحمله مسؤولية تدهور الكرة السعودية في فترة من الفترات.

الواقعة تعود لأواخر عام 2012 وبدايات عام 2013، وقتما عارض جستنيه انضمام نايف هزازي لمعسكر المنتخب السعودي، لتراجع مستواه، مؤكدًا أن عودته للأخضر ستكون مشابهة لبعض فترات الجابر مع المنتخب الوطني.

ويرى عدنان أن "المجاملات" قادت سامي الجابر للانضمام للأخضر في فترة من الفترات، ما أثر على الكرة السعودية بشكل عام، بل وصل به الأمر أن بداية التراجع كان مع ذاك الاستدعاء.

من جانبه، رد سامي الجابر على اتهامات الإعلامي الاتحادي، إذ قال عبر صحيفة "عكاظ": "جستنيه لا يستحق الرد عليه، من هو كي أرد عليه؟، أفضل رد هو الصمت، والرد بالعمل فقط".

وأضاف: "عدنان يهذي يما لا يدري، أمثاله وصلوا لمرحلة أن لديهم رد فعل ليس طبيعي، لا يستطيعون أخفاءه، ويخاطبون عقولًا لا يمكن أن تتغير".

أسطورة الزعيم تابع: "مسيري مع الساحرة المستديرة استمرت لـ25 عامًا كلاعب ثم إداري فمدرب، سمعت خلالها الكثير من الأقاويل عني ولم أرد في أي وقت، وبالأساس لو سألنا أي شخص في العالم عن ذلك الشخص (جستنيه) لن يعرفه، على عكس سامي الجابر المعروف بإنجازاته، هذا الفارق بيننا، وأنا بي الكثير من العيوب، لا أنكر، لكنني لا أضر أحدًا وأريد أن أخرج من هذه الدنيا بأقل الخسائر".

لطالما شكك الإعلامي الاتحادي في نادي النصر، وعلى رأس القضايا بالطبع تأتي مشاركته في كأس العالم للأندية 2000، التي يرى جستنيه أنها جاءت بالترشيح، بخلاف عدة قضايا أخرى.

لكن من النوادر في مسيرة جستنيه الإعلامية هو دفاعه عن العالمي أمام انتقادات لاعبه السابق فهد الهريفي، الذي ينتقد الفريق سواء فنيًا أو إداريًا أو جماهيريًا في السنوات الأخيرة.

الهريفي دائم الانتقاد للنصر، وقلما يعتذر أو يتراجع عن مواقفه، باستثناء موقف وحيد ظهر به باكيًا لعدم توليه أي منصب داخل النادي منذ الاعتزال، محملًا الجمهور المسؤولية لعدم دعمه.

وبين الانتقاد والندم، هاجمه جستنيه، فكتب عبر حسابه على منصة "إكس": "مهما برر وقدم الأعذار الكابتن فهد الهريفي، هذا هو من يوم عرفته، يجيب الطامة وبعدين يقول والله ما كان قصدي والناس فهمتني غلط، وخذ حلفات إيمان بالكوم".

وأضاف: "تاريخك في النصر مسحته بتصريح انفعالي، ليس له علاقة بالتحليل الفني، ويجب أن تعلم لولا الله ثم النصر ما وصلت إلى ما وصلت إليه من نجومية، عليك الاعتراف بخطأ جسيم وقعت فيه، والاعتذار بدل المكابرة والبحث عن مخرج 7، والله ما كان قصدي ونفس أساليبك المحفوظة، تراها صارت مكشوفة يا فهد ومكررة ومملة.

"مبروك عليك الترند، تيقنت الآن أن الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود كان – يرحمه الله – عنده بعد نظر".

الأمر لا يقتصر فقط على هجوم جستنيه على نجوم الفرق المنافسة للاتحاد، إنما هو صاحب صولات وجولات من الخلاف مع محمد نور؛ أسطورة العميد..

القصة تعود إلى عام 2013 حين علق الإعلامي الرياضي على إنجازات رئيس الاتحاد السابق محمد فايز قائلًا: "أفضل ما فعله فايز هو تخليصه الاتحاد من السرطان الذي كان يسري فيه، محمد نور كان سرطانًا في الاتحاد ولو أن التخلص منه هو إنجاز الرئيس الوحيد فهو كافٍ تمامًا".

واشتد الخلاف بين الثنائي بعد هذا التصريح المثير للجدل، ولم يتوان نور في الرد على الإعلامي الاتحادي، حتى وصل به الأمر لمعايرته واتهامه بـ"سرقة" سترة أحد الأشخاص في إحدى المباريات، ما دفع جستنيه لتقديم شكوى قضائية ضده، بتهمة التشهير.

وبعد سنوات من تصريح "السرطان"، أعرب عدنان عن ندمه عبر صحيفة "الرياضية" موضحًا: "أنا لم أكن أقصد محمد نور بشخصه، لكن بوضعه في النادي، لكني في نفس الوقت رأيته خطأ واعتذرت عنه، ومازلت حتى الآن أشعر بالندم تجاه ذلك الوصف".

وفي عام 2023، نشر الإعلامي الاتحادي محمد البكيري فيديو يُظهر الصلح بين نور وجستنيه، حيث علق الأخير: "صافي يا لبن".

واحدة من الوقائع المثيرة في مسيرة عدنان جستنيه، دفعت الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ خادم الحرمين الشريفين، للتدخل لنصرته..

نرجع للوراء لعام 2015، وقتما كان يعمل جستنيه ناقدًا في برنامج "الحصاد الرياضي"، وتحدث في إحدى الحلقات عن تاريخ نادي النصر ودعم الاتحاد له في فترة من الفترات، وهو ما لم يعجب الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بن سعود؛ رئيس العالمي الأسبق وعضو الشرف حينها، ليخرج ببعض العبارات العنصرية ضده.

الأمير قال وقتها في مداخلة هاتفية عبر برنامج "الحصاد الرياضي": "ما يقوله جستنيه غير صحيح، نحن في المملكة العربية السعودية هل من الممكن أن نطلب تاريخنا أو ننظر له من شخصية من الهند أو أن نأتي بأحد من الطرش (أي غير سعودي الأصل) للحديث عن الرياضة السعودية؟!، اتركوا الأمر لأهله".

ورفض الإعلامي الاتحادي الرد على عنصرية رئيس النصر الأسبق واكتفى بالقول: "من طبيعي إذا أخذ الحوار سياق التعامل الأدبي بين المتحاورين، يمكنني الرد وقتها، لكن إذا خرج أحد عن السياق والروح الرياضية، أعطيه كارت أحمر".

لكن رد الفعل خرج من الملك نفسه، فتلك التصريحات العنصرية ضد عدنان جستنيه، دفعت خادم الحرمين الشريفين لإصدار فرمان ملكي بإيقاف الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بن سعود عن المشاركة في أي نشاط رياضي ومنع استضافته في وسائل الإعلام الحكومية".