عام "الجحيم" لكورتوا .. مسيرة نجم ريال مدريد الدولية قد تنتهى مبكرًا!

على الرغم أنه قد لا يعترف بذلك، ولكن قد بدأت مشاكل كورتوا، في مارس 2023 عندما تم تجاهله لقيادة منتخب بلجيكا من مدرب المنتخب الجديد تيديسكو، وقرر تعيين نجم مانشستر سيتي دي بروينه، قائدًا للمنتخب وكان روميلو لوكاكو، نائبًا للقائد.

ولكن مع غياب دي بروينه، بسبب الإصابة في تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024 ضد النمسا، كان من المتوقع أن يقود كورتوا، بلجيكا بعد أن شارك في 100 مباراة دولية ولكن تم منح شارة القيادة للوكاكو، وتم إخبار كورتوا، بأنه سيكون قائدًا ضد إستونيا في المباراة القادمة.

وغضب كورتوا، ورفض حضور التدريب في اليوم التالي لمباراة النمسا وقال تيديسكو، في مؤتمر صحفي: "قررنا معًا أن روميلو سيكون قائدًا ضد النمسا وتيبو غدًا ضد إستونيا لكن بعد المباراة أراد كورتوا، فجأة التحدث معي وقال إنه سيعود إلى المنزل لأنه شعر بخيبة أمل وبالإهانة".

وأوضح الحارس البلجيكي أن "خيبة أمله" كانت في تيديسكو، بسبب إعلانه خلافهما علنًا، ونفى تعرضه لنوبة غضب وأصر على أنه غادر المعسكر بسبب إصابة في الركبة، وقال إن "تقييمات المدرب لا تتناسب مع الواقع"، ليرد عليه مجددًا تيديسكو قائلاً: "أتمنى أن أقول إنها إصابة، لكن لا يمكنني الكذب".

اعترف كورتوا، بعد ذلك بأن أزمة قيادة المنتخب جعلته "ينفجر" واتهم تيديسكو بـ "خيانة الثقة" بعد تصريحاته الصريحة في المؤتمر الصحفي.

وقال حارس مرمى ريال مدريد: "إذا كان رحيلي يتعلق فقط بشارة القائد فكنت سأعتزل في مارس عندما اختار تيديسكو دي بروينه كقائد، ولكن بعد ذلك كان يوجد أنا ولوكاكو، كنائبين للقائد بدون تسلسل".

وتابع: "عندما قال إن روميلو سيكون قائدًا ضد النمسا وأنا قائدًا ضد إستونيا "انفجر شيء بداخلي"، لم أستطع التعامل مع الأمر بعد الآن ولم أعد أشعر بالتقدير من الاتحاد البلجيكي والمدرب، ولم يبذل تيديسكو، أي جهد لحل الأزمة بل قال ببساطة إنه سيخبر الصحافة بكل شيء، وكان يريد الضغط علي حتى لا أرحل".

وأضاف: "هذا لا يمكن أن يحدث لأنه كانت محادثة خاصة بيننا، لقد فقدت الثقة فيه وقد أراد شن هجوم علي وتسربت أخبار للصحافة في اليوم التالي، وأنا أعلم أنه من قام بتسريبها".

حاول كورتوا، تخفيف إحباطه الدولى من خلال التركيز مع فريقه ريال مدريد ولكن قبل يومين فقط من بدء الفريق الملكى مشواره في الدوري الإسباني ضد أتلتيك بلباو، تعرض حارس المرمى لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي أثناء التدريب وغادر الملعب وهو يبكي وخضع لعملية جراحية في ركبته اليسرى.

وبسبب طول فترة التعافي من الإصابة والتى تصل إلى تسعة أشهر بدأت الإشاعات فى الانتشار حول نهاية مسيرته.

تحدث كورتوا، في ديسمبر الماضي عن حظوظه فى اللحاق ببطولة أمم أوروبا 2024 وقال: "بسبب الإصابة لن أشارك في بطولة أوروبا ويجب أولاً استعادة عافيتي بنسبة 100% ومن الأفضل عدم تحديد موعد لذلك، وإذا كنت محظوظًا فيمكنني لعب مباراة في مايو القادم ولكن لا يمكن أبدًا أن أكون جاهزًا بنسبة 100% لبطولة كبيرة".

وتابع كورتوا: "لن أكون حارس مرمى بلجيكا فى البطولة بنسبة 80% ولدينا حراس مرمى جيدين آخرين وسأكون مجرد مشجع وآمل أن نحصل على اللقب، والباب ليس مغلقًا في وجهي ولكنى أعلم أنه يجب علي مواصلة التركيز مع ريال مدريد هذا الموسم وفي النهاية لا شيء يدوم إلى الأبد في كرة القدم، وبالنسبة لي لا توجد مشكلة في حل الأمور ولكن أين هو الحل الوسط بعد خيانة الثقة".

على الرغم من تشاؤم كورتوا، ولكن بحلول أوائل هذا الشهر كانت عودة حارس مرمى ريال مدريد تقترب وبحلول منتصف الشهر عاد كورتوا، إلى تدريب الفريق وبدا أن توقعه بأنه سيكون جاهزًا بنسبة 80٪ فقط لبطولة أمم أوروبا 2024 سيكون خاطئًا.

وقال أنشيلوتي، فى حديثه للصحفيين حول تعافي حارس المرمى البلجيكي، وكذلك زميله إيدير ميليتاو: "لقد بدأوا التدريب مع الفريق هذا الأسبوع وسوف نستفيد من هذه الاستراحة لإجراء مباريات ودية ضد فريق الشباب وأعتقد أنهم سيكونون جاهزين لمباراة يوم 31 مارس ضد أتلتيك بلباو، ولن نخاطر بهم ولكنهم يقومون بعمل جيد للغاية".

مع أنباء عودته القريبة إلى الملاعب، استمر كورتوا، فى إثارة الجدل على الصعيد الدولي وجدد هجومه على مدرب المنتخب تيديسكو، وهي خطوة قد تنهى مسيرته الدولية مبكرًا.

وتم سؤال مدرب منتخب بلجيكا عن موقف كورتوا، من العودة لتشكيل المنتخب قبل فترة التوقف الدولي الحالية وقال للصحفيين: "من الجيد أن كورتوا جاهز مرة أخرى، لكنه كان واضحًا للغاية ونحن كذلك ويجب التركيز على اللاعبين الموجودين معنا فقط، لقد بذلت قصارى جهدي لضمه إلى بطولة أوروبا هذا الصيف، لكن آخر شيء سمعته هو أنه لم يشعر بأنه مستعد للذهاب".

ليخرج كورتوا، عن صمته ويرد على تصريحات مدرب منتخب بلجيكا على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “x" باستخدام ثلاثة رموز تعبيرية واصفًا مدربه بالكذاب.

بعد خمسة أيام من هجوم كورتوا، على تيديسكو، تعرض لإصابة جديدة في الركبة أثناء التدريب وهذه المرة عبارة عن تمزق فى الغضروف المفصلي كان تعرض لها سابقًا في عام 2015.

وغادر حارس مرمى ريال مدريد ملعب التدريب وهو يبكي مجددًا وخضع لعملية جراحية في الركبة للمرة الثانية هذا الموسم ليتم استبعاده حتى أوائل مايو القادم وتنتهى آماله فى المشاركة ببطولة يورو 2024.

قبل أيام قليلة من إصابة كورتوا الجديدة تم تمديد عقد تيديسكو، مدرب منتخب بلجيكا لمدة عامين كمكافأة له بعد قيادته 10 مباريات دون هزيمة والتأهل المريح لكأس الأمم الأوروبية 2024.

وسيقود المدرب الإيطالي الألماني الآن منتخب بلجيكا فى تصفيات كأس العالم 2026 وفي حالة تأهلهم واستمرار المدرب على رأس قيادة المنتخب فقد تنتهى مسيرة كورتوا الدولية.

وسيبلغ حارس المرمى 32 عامًا في مايو وسيبلغ 34 عامًا بحلول الوقت الذي سينتهى فيه عقد تيديسكو، وهناك صعوبة كبيرة فى التوصل لحل بين الطرفين وبالتالي فإن أحد أفضل حراس المرمى فى العالم يقترب من نهاية حزينة ومبكرة لمسيرته الدولية.