تعتبر نافذة انتقالات خيتافي الصيفية تجسيداً حياً لمعاناة الأندية الإسبانية تحت وطأة قواعد اللعب المالي النظيف الصارمة التي تفرضها رابطة الليجا بقيادة خافيير تيباس.
فالأرقام لا تكذب؛ أنفق النادي 1.8 مليون يورو فقط، بينما حقق إيرادات تجاوزت 12.6 مليون يورو، جاء معظمها من بيع مدافعه الأساسي عمر ألديريتي لسندرلاند، هذا الفائض المالي لم يأتِ لتدعيم صفوف الفريق، بل للبقاء على قيد الحياة.
هذه القواعد الصارمة تجبر أندية مثل خيتافي على بيع أفضل لاعبيها ليس بهدف إعادة الاستثمار، بل لمجرد توفير هامش في سقف الرواتب يسمح لهم بتسجيل الصفقات الجديدة، والتي غالباً ما تكون محدودة للغاية (إعارات مثل ليسو، أو صفقات انتقال حر).
وتتجسد هذه المأساة في قضية كريستانتوس أوتشي، حيث يعترف رئيس النادي أنخيل توريس بأنه "مجبر على بيعه"، بينما يتمسك المدرب بوردالاس باللاعب معتبراً رحيله "مشكلة خطيرة جداً"، في صراع يوضح كيف تغلبت القواعد المالية على الطموحات الرياضية.
وهنا يكمن التأثير الأوسع لسياسات تيباس؛ فبينما تسعى هذه القواعد لتحقيق الاستدامة المالية، فإنها تضعف القدرة التنافسية للأندية الإسبانية بشكل كبير.
فكيف يمكن لفريق يُجبر على بيع نجومه للبقاء في الليجا أن ينافس في البطولات الأوروبية عندما يصل لها فرقاً من الدوري الإنجليزي مثلاً، التي تمتلك قوة شرائية هائلة؟ هذه السياسة تخاطر بتحويل أندية الليجا إلى مجرد "أندية بائعة"، تكافح للحفاظ على نجومها وتجد صعوبة في المنافسة قارياً.