هنا نصل إلى النقطة الأكثر أهمية وجدلاً في مسيرة لامين يامال الحالية، بالأخص في الموسم الجاري الذي لا يخفى على أحد أنه متراجع فيه بشكل واضح.
من السهل جداً الانجراف خلف نشوة الفوز على ألافيس والتغني بالمراوغات والأهداف، لكن الذاكرة القريبة لا ترحم، فقبل أيام قليلة، وعلى ملعب ستامفورد بريدج أمام تشيلسي، كان يامال الحاضر الغائب، واختفى السحر، وتلاشت المراوغات أمام القوة البدنية والتنظيم التكتيكي الصارم للفريق الإنجليزي.
هذه الظاهرة، التي يمكن تسميتها بتألق المباريات الصغيرة، باتت مقلقة، فيامال يصول ويجول أمام إلتشي، مايوركا، وألافيس، حيث المساحات أرحب والضغط أقل حدة، لكن حينما يرتفع النسق، ويواجه أظهرة من الطراز العالمي في دوري أبطال أوروبا أو في كلاسيكو الأرض، تتراجع هذه الأرقام المخيفة بشكل ملحوظ، الـ 15 مراوغة التي صفق لها الجمهور اليوم، لم نرَ عشرها في لندن.
إن القيمة الحقيقية لأي نجم يطمح لحمل قميص برشلونة وقيادته، لا تقاس بما يفعله أمام فرق وسط الجدول في الدوري المحلي، بل بما يقدمه في الليالي الحالكة أمام عمالقة أوروبا.
ما لم ينجح يامال في نقل هذه الشخصية الطاغية وهذه الجرأة في المراوغة إلى مباريات النخبة مرة أخرى كما فعل الموسم الماضي، فإن كل ما يفعله سيظل يندرج تحت بند الاستعراض غير المجدي الذي يمتع العين لكنه لا يجلب البطولات الكبرى.