طلاق باريس ومبابي أطلق بركان المشاكل فى النادى العاصمى .. لكن إنريكي على حق!

انتشرت أخبار رحيل مبابي، سريعًا في جميع أنحاء العالم وتصرف مبابي بشكل طبيعي مع وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقابلات، ولكن ناصر الخليفي، لم يبدو سعيدًا ولا يائسًا أيضا.

وانفجر لويس إنريكي، عند سؤاله عن مبابى، ولم تسمع أي صيحات استهجان من الألتراس الباريسيين ولم يتم نشر أي تعليقات مهينة على الإنترنت وكان رحيله أمرًا لا مفر منه، ويبدو أن الجميع كانوا يعرفون ذلك.

في 17 فبراير الماضي وبعد يومين فقط من تأكيد رحيل مبابي عن باريس، ظهر النجم الفرنسي على مقاعد البدلاء في فوز الفريق بنتيجة 2-0 على نانت.

وبرر النادى ذلك بأن مبابي، يحتاج إلى يوم راحة بعد أن لعب 90 دقيقة كاملة في مباراة دوري أبطال أوروبا مع ريال سوسييداد.

ولم يشارك مبابي، أساسيًا في مباراة واحدة فقط سابقة مع باريس سان جيرمان طوال الموسم، عندما لعب 40 دقيقة فقط ضد تولوز بعد عودته إلى الفريق عقب صيف مضطرب ولم يكن قادرًا على لعب المباراة بأكملها ويرجع ذلك إلى افتقاره إلى اللياقة البدنية الكاملة بعد غيابه لفترة طويلة عن فترة ما قبل الموسم.

ولكنه يوم 17 فبراير لعب بديلًا وسجل، وشارك أساسيًا بعد ذلك في مباراتي باريس سان جيرمان التاليتين لكنه استمر لأكثر من ساعة بقليل ضد رين، بينما تم استبداله في الشوط الأول ضد موناكو، وكان رد فعله هو رفض الجلوس على مقاعد البدلاء مع بقية زملائه في الشوط الثاني وبدلاً من ذلك صعد إلى مدرجات ملعب لويس الثاني، واستمتع ببقية المباراة إلى جانب والدته، فايزة العماري.

قد يشعر مبابي، بالغضب لأن أى نجم رياضي لا يحب الجلوس على مقاعد البدلاء ولكن لم يكن النجم الفرنسى في أفضل حالاته مؤخرًا، حيث سجل مرة واحدة فقط في آخر ثلاث مباريات من ركلة جزاء متأخرة ضد نانت في مباراة كان باريس سان جيرمان متقدمًا فيها بالفعل.

وكان عرضه الأخير ضد موناكو كارثيًا ففي 45 دقيقة تمكن مبابي، من لمس الكرة 29 مرة فقط، وأكمل مراوغة واحدة فقط، وسدد كرة واحدة بعيدة عن المرمى وبدا باريس سان جيرمان أفضل بدونه بعد خروجه.

وسيظل مبابي، واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم وقد سجل 31 هدفًا وأضاف سبع تمريرات حاسمة للباريسيين هذا الموسم وفقط هاري كين ولاوتارو مارتينيز، سجلا أهدافًا أكثر منه في المسابقات المحلية.

وإذا كان هذا موسمًا عاديًا ولعب مبابي، كل دقيقة فيمكنه بسهولة تسجيل 50 هدفًا.

لم يكن لويس إنريكي، خيار باريس سان جيرمان الأول لقيادة الفريق ولكن في الأشهر التسعة التي تلت تعيينه، اكتسب الإسباني المزيد من السلطة ووافق على رحيل نيمار ثم ماركو فيراتي، وعندما ظهرت أزمة مبابي، تراجع اللاعب أولًا وليس المدرب.

ورحيل مبابي، هو التغيير الذي كان يبحث عنه إنريكى، لتنفيذ رؤيته الباريسية وقد أشرف المدرب على صيف حافل حيث ضم باريس 12 لاعبًا جديدًا، وسعى للتعاقد مع مجموعة كبيرة من المواهب الشابة الناشئة.

ومع أزمات مبابي، المستمرة منح المدرب الفرصة للاعبى باريس الجدد برادلي باركولا وجونسالو راموش، ولي كانج، وقد ألمح لويس إنريكي إلى ذلك الشهر الماضي قائلاً: "عاجلاً أم آجلاً علينا أن نعتاد على اللعب بدونه إنها فلسفتي أن أفكر في ما هو الأفضل للفريق".

ربما يستطيع لويس إنريكي، أن يستمد الشجاعة من التاريخ فنجح بيب جوارديولا، مع برشلونة رغم رحيل رونالدينيو، حيث قام بتجميع أحد أفضل الفرق، وسمح بيع كلوب لفيليب كوتينيو، لتألق ثلاثى هجوم الريدز كما تم شراء أليسون بيكر وفيرجيل فان دايك.

ونفس الأمر بالنسبة لميكيل أرتيتا، الذي وافق على رحيل أوباميانج، نجم الفريق وهي خطوة ساعدت فى تحسن وتألق الجانرز بالسنوات الماضية.

ويمكن النظر إلى رحيل مبابي، القريب بنفس الطريقة خيث يمكن للويس إنريكي الآن البدء في بناء فريقه واختيار أفضل تشكيل وخطة، ومن المؤكد أن مبابي سيشارك لكن هذه الفترة ستكون بمثابة تجربة تجريبية للمدرب لبحث كيفية نجاح الفريق بدون مبابى وكيف يمكن أن يكونوا أفضل.

هناك شعور سائد بأن باريس سان جيرمان لا يحتاجون إلى مبابي، لتحقيق الفوز بالدوري الفرنسي لأنهم مسيطرين على البطولة منذ سنوات طويلة والمواسم النادرة التي فشلوا في الفوز بالدوري كانت بسبب ضعفهم وليس قوة منافسيهم.

لقد كان باريس قريب من فقد لقبه بالموسم الماضي لصالح فريق لانس بسبب تعثر نجوم الفريق وليس لجودة فريق فرانك هايز، ولكن هذا العام وعلى الرغم من تعادلات الباريسيين المحبطة في الأسابيع الأخيرة، إلا أنهم ما زالوا يتقدمون بفارق 9 نقاط عن بريست صاحب المركز الثاني.

وسجل باريس سان جيرمان أكبر عدد من الأهداف في الدوري، واستقبلت شباكه ثالث أقل عدد وهزم مارسيليا وسحق موناكو، ولم يخسر سوى مرة واحدة طوال الموسم وهذه ليست أنواع المباريات التي يحتاج مبابي إلى المشاركة فيها، على الأقل ليس لمدة 90 دقيقة كاملة كل أسبوع.

رفض لويس إنريكي، إعطاء إجابة واضحة بشأن موقف مبابي من مباراة دوري أبطال أوروبا اليوم الثلاثاء مع ريال سوسييداد مؤكدًا أنه لن يتصرف بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بالمباريات الكبيرة.

ويدخل يباريس سان جيرمان مواجهة اليوم وهو متفوق فى الذهاب بنتيجة 2-0 لكنهم سيحتاجون إلى مبابي، لضمان تأهلهم، وإذا تصعبت الأمور فمن المؤكد أن الفائز بكأس العالم لن يجلس على مقاعد البدلاء هذه المرة، أليس كذلك؟.

وفي حالة تأهل باريس سان جيرمان، سيصبح دوري أبطال أوروبا الأولوية لهم وبالتالي فإن إراحة مبابي، في الدوري الفرنسي يمكن أن يكون لصالح باريس، لأن فى السنوات الماضية فقد الفريق بعض نجومه نتيجة الإصابة بالمباريات المحلية مما أدى إلى استبعادهم من المواجهات الأوروبية المهمة في الأدوار الإقصائية.

ويعتبر مبابي، هو الأمل الوحيد لباريس لتحقيق حلمهم الأوروبى في عام 2024، وبالتالي فإن إراحته محليًا لن يكون فكرة سيئة، ولكن مشهد صعود مبابي، إلى المدرجات في مباراة موناكو غير مقبول وهناك خطر حقيقي من أن تصبح الأشهر الأخيرة له في ناديه كابوسًا.

TOD TV