FBL-FRA-LIGUE1-NICE-AUXERREAFP

ضرب وسحل واستقالات.. زلزال يضرب نيس والمدرب يتنازل عن أمواله للهروب

المشهد "المتفجر" لم يقتصر على الاحتجاجات اللفظية، بل تطور لاعتداءات جسدية دفعت المدرب فرانك هايس للتفكير جدياً في الاستقالة، بينما طلب النجمان تيريم موفي وجيريمي بوجا الرحيل فوراً، ما ينذر بانهيار موسم الفريق كلياً.

  • نيس يدخل دوامة النتائج السلبية

    يمر نادي نيس بمنعطف كارثي على الصعيدين الفني والإداري، حيث عمقت الهزيمة الأخيرة أمام لوريان جراح الفريق الذي تراجع للمركز العاشر في الدوري الفرنسي، وسط عجز تام عن تحقيق النتائج الإيجابية محلياً أو قارياً.

    تعكس لغة الأرقام حجم الكارثة الفنية التي يعيشها نيس، حيث دخل الفريق في "نفق مظلم" من النتائج السلبية، لا سيما في شهر نوفمبر الذي كان شاهداً على انهيار تام للمنظومة؛ إذ تكبد الفريق 6 هزائم متتالية في مختلف المسابقات، بدأت بالسقوط أمام باريس سان جيرمان وانتهت بالخسارة الأخيرة أمام لوريان (1-3).

    ولم تقتصر المعاناة على سوء النتائج بل امتدت لضعف الدفاع، حيث تلقى الفريق هزائم مذلة أبرزها الخماسية القاسية أمام مارسيليا (1-5) والثلاثية أمام بورتو (0-3).

    وعلى الصعيد الأوروبي، يبدو وضع "النسور" ميئوساً منه بسجل خالٍ من الانتصارات في المباريات الخمس الأخيرة (أمام روما، فنربخشه، سيلتا فيجو، فرايبورج، بورتو)، وهو ما نسف المكتسبات الطفيفة التي حققها الفريق في شهر أكتوبر حين سجل استفاقة مؤقتة بانتصارات على ليل ورين وليون، قبل أن يعود ليسقط في دوامة لم يخرج منها حتى الآن.

  • إعلان
  • الدماء تسيل في فرنسا

    هذا التراجع المخيف أشعل فتيل غضب الجماهير، الذين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء مساء الأحد، محولين مطار نيس إلى ساحة اعتداء وحشي على اللاعبين والطاقم الفني لحظة وصولهم.

    ولم تسلم الأسماء الكبيرة من هذا الانفلات، إذ تعرض الثنائي تيريم موفي وجيريمي بوجا لضربات مباشرة وعمليات سحل استدعت حصولهما على إجازة مرضية حتى نهاية الأسبوع، في سابقة خطيرة هزت أركان النادي.

    أمام هذا المشهد المأساوي، يبدو أن المدرب فرانك هايس قد وصل إلى قناعة تامة باستحالة الاستمرار.

    ووفقاً لتقارير إذاعة "RMC"، فإن مدرب لانس السابق قرر تقديم استقالته والتنازل عن كافة مستحقاته المالية، معتبراً أن ما حدث يمثل تجاوزاً أخلاقياً لا يمكن التغاضي عنه أو العمل في ظله.

    الغضب لم يستثنِ حتى المدير الرياضي فلوريان موريس، الذي كان ضحية لمحاولة اعتداء جسدي وضربات على الرأس، ليصبح النادي أمام فراغ فني وإداري محتمل في أحلك أوقات الموسم، حيث يرى هايس ومساعدوه أن السلامة الشخصية والكرامة تأتيان قبل أي اعتبارات تعاقدية في بيئة باتت "سامة" بامتياز.

  • انهيار في غرفة الملابس

    تجاوزت تداعيات "ليلة المطار" حدود القرارات الإدارية لتضرب استقرار غرفة الملابس في مقتل، حيث يعيش اللاعبون حالة من الصدمة والرعب.

    وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "نيس ماتان" عن تطور دراماتيكي يتمثل في إبلاغ النجمين تيريم موفي وجيريمي بوجا إدارة النادي رغبتهما القاطعة في الرحيل وعدم ارتداء قميص نيس مجدداً.

    حتى المدير الرياضي فلوريان موريس، ورغم عدم قطعه الاتصالات نهائياً مع الرئيس فابريس بوكيه، قرر الابتعاد قليلاً لإعادة تقييم الموقف، متسائلاً عما إذا كان البقاء في هذه الأجواء المشحونة يستحق التضحية، واصفاً الحادثة عبر صحيفة "ليكيب" بأنها نقطة فاصلة بين "ما قبل وما بعد".

    الأزمة الآن انتقلت بالكامل إلى طاولة الإدارة العليا، حيث باتت الملفات الشائكة بين يدي الرئيس فابريس بوكيه وجان كلود بلان، الرئيس التنفيذي لشركة "إنيوس سبورت" المالكة للنادي.

    التحدي لا يكمن فقط في إيجاد بديل للمدرب المحتمل رحيله، بل في كيفية التعامل مع نجوم تعرضوا للإهانة ويرغبون في الهروب، وكيفية استعادة الهيبة لنادي أصبح قميصه "عبئاً" على لاعبيه بدلاً من أن يكون فخراً، وسط مخاوف من انهيار كامل للمشروع الرياضي.

  • FBL-FRA-LIGUE1-NICE-AUXERREAFP

    ماذا بعد لنيس في الفترة المقبلة؟

    وسط الأزمة الإدارية والفنية المشتعلة، ينتظر نيس جدول مباريات مزدحم لا يقبل القسمة على اثنين، حيث يخوض الفريق ماراثوناً كروياً محلياً وقارياً.

    يستهل "النسور" شهر ديسمبر باستضافة أنجيه يوم 7 في الدوري، قبل الدخول في معترك الدوري الأوروبي بمواجهة مصيرية ضد سبورتينج براغا يوم 11، ليعود الفريق سريعاً للأجواء المحلية برحلة صعبة لمواجهة لانس يوم 14 ديسمبر.

    ومع مطلع العام الجديد، يفتتح نيس 2026 بلقاء ستراسبورج (3 يناير) ثم يحل ضيفاً على تولوز (17 يناير)، بالتزامن مع الحسم القاري في الدوري الأوروبي بمواجهتي جو أهيد إيجلز ولودوجوريتس في 22 و29 يناير، يتخللهما لقاء نانت في الدوري، في شهر قد يكون حاسماً لمستقبل الفريق في جميع البطولات.