France Deschamps list Euro 2024Getty

صيحة الديوك الأخيرة .. فرنسا ورحلة البحث عن لقب جديد بقيادة "القائد" مبابي

منذ يورو 2016 الذي خسرته فرنسا على أراضيها في النهائي، وأصبح الديوك هم المرشح الأول لمعظم البطولات الكبرى التي يدخلها الفريق.

مشروع المدرب ديدييه ديشان الذي بدأ في العمل عليه في 2012، كان قد وصل إلى ذروته في هذه الفترة، ليخلق مجموعة شبه متكاملة حصلت على كأس العالم في وقت لاحق بمونديال روسيا 2018.

وبعد اختفاء معظم هذه المجموعة، بين هبوط مستوى أو التورط في قضايا أو مشاكل، تظل فرنسا كما هي مع ديشان رغم الخروج المُبكر من دور الـ16 في يورو 2020، ولنا في كأس العالم 2022 خير دليل، حيث كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الحصول على المونديال للمرة الثانية على التوالي.

مستوى فرنسا في مونديال قطر وما تبعه، يجعل ديشان ورجاله هم الطرف الأقرب والأكثر استقرارًا للحصول على يورو ألمانيا 2024، ولكن لماذا؟

  • Kylian Mbappe FranceGetty

    قائمة شبه متكاملة

    لو قمنا بمقارنة فرنسا بباقي المنتخبات الأخرى المشاركة في اليورو، سنجد أن هذا الفريق هو الأكثر تكاملًا من حيث الوفرة في جميع المراكز بمختلف أنحاء الملعب.

    في حراسة المرمى هناك المتألق مايك ماينان وبرايس سامبا وألفونس أريولا، وبمركز قلب الدفاع ستجد وفرة غير طبيعية من العناصر على أعلى طراز ممكن، بوجود ويليام ساليبا، جول كوندي، دايوت أوباميكانو وإبراهيما كوناتي.

    وأما من ناحية الأظهرة، فعلى الأرجح سيعتمد ديشان بنجامين بافارد نجم إنتر المتألق أو كوندي على الناحية اليمنى، وبالجبهة اليسرى تشتد المنافسة بين فيرلان ميندي وثيو هيرنانديز.

    وأما خط الوسط فحدث ولا حرج، إدواردو كامافينجا، أوريليان تشواميني، نجولو كانتي، أدريان رابيو ويوسف فوفانا، جميعها عناصر تمنح ديشان كل المرونة التي يُريدها للتعامل مع أي سيناريو دفاعي أو هجومي.

    ومن الناحية الهجومية يمتلك الفريق برادلي باركولا، كينجسلي كومان، عثمان ديمبيلي، كيليان مبابي، ماركوس تورام والمتألق أنطوان جريزمان مع أوليفييه جيرو وراندال كولو مواني.

    قائمة مرعبة بخصائص مختلفة، تعطي مدرب الديوك الكثير من الخيارات، عكس فرق أخرى مثل إنجلترا وهولندا وإيطاليا وألمانيا، التي تعاني بشكل واضح في أكثر من مركز.

  • إعلان
  • France's midfielder #07 Antoine Griezmann looksGetty Images

    الرعب يعود مع جريزمان

    في مختلف المواعيد الكبرى السابقة، كان مبابي هو اللاعب الأهم والنجم الأوحد في خط الهجوم، مع وجود مساعدة من جيرو وغيره من العناصر المجاورة.

    ولكن هذه المرة الأمور تبدو مختلفة، لأن جريزمان الذي تقلص دوره بالتدريج بسبب تجربته الفاشلة مع برشلونة، عاد إلى أفضل مستوى ممكن له بعد العودة إلى بيته السابق أتلتيكو مدريد.

    صاحب الـ33 سنة استعاد رونقه وأسلوبه الفريد في اختراق دفاعات الخصم خلال الموسم المنصرم، وسجل 24 هدفًا وصنع 8 في 48 مباراة لعبها مع أتلتيكو بكل البطولات.

    الأرقام تتحدث عن نفسها، ولكن حتى بالعين المُجردة لو شاهدت جريزمان الآن، ستدرك أنه يمكنه تكرار ما فعله في يورو 2016 عندما كان من المرشحين للفوز بالكرة الذهبية وخانته الظروف بعد خسارة اللقب أمام البرتغال.

    عثمان ديمبيلي كذلك يظهر كحل مختلف صاحب قدرات فردية رائعة، وابتعاد الإصابات عنده بعد الانتقال لباريس سان جيرمان، يساهم في إمكانية لعبه دورًا هامًا في اليورو.

    وبجانب هذا الثنائي، هناك أيضًا ماركوس تورام، نجم إنتر المتألق الذي سجل 15 هدفًا وصنع 14 في 46 مباراة، ليؤكد أنه على الجميع الحذر من هجوم الديوك وصيحاتها في ألمانيا.

  • Kylian Mbappe 2023Getty Images

    مبابي وموعد الصلح

    تعرض النجم الفرنسي كيليان مبابي لانتقاد عنيفة من أبناء بلاده، سواء نقاد أو لاعبين سابقين، بسبب الحالة التي ظهر عليها في أيامه الأخيرة مع باريس سان جيرمان.

    البعض يشعر بالخيانة تجاه صاحب الـ25 سنة، بعد قراره بالرحيل عن فرنسا بشكل نهائي والانتقال إلى ريال مدريد، وهناك شعور سائد بأنه خرج من الباب الخلفي، بسبب النهاية التعيسة للفريق وخروجه من دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند، وخلافه مع ناصر الخليفي رئيس باريس.

    البعض اتهمه كذلك بالتقصير مع فرنسا في تصفيات اليورو والمباريات الودية التي لعبها الفريق مؤخرًا، بسبب انشغاله بالتفكير في مستقبله ورحلته القادمة في سانتياجو برنابيو.

    ولذلك يأتي هذا اليورو على طبق من ذهب لمبابي، من أجل محو كل هذه الذكريات السيئة في أسرع وقت ممكن، ومصالحة أبناء بلاده بلقب جديد يُضاف إلى رصيده بعد المونديال.

    تاريخ نجم ريال مدريد المميز مع فرنسا، يُعطينا المؤشرات الكافية للتنبؤ بأنه يستطيع صناعة الفارق لبلاده، بسبب ما فعله في مونديال روسيا وكأس العالم في قطر، والهاتريك الذي سجله في الأرجنتين بالمباراة النهائية التي خسرها الفريق بركلات الترجيح.

    فوز مبابي باليورو سيكون رسالة شديدة اللهجة كذلك قبل انتقاله إلى ريال مدريد، لأن ذلك سيعني اقترابه من تحقيق حلم الفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، سواء عاجلًا أو آجلًا، لصعوبة الفوز بها هذا الموسم.

    يورو ألمانيا سيكون فرصة كذلك لمبابي، ليحمل اللقب الأول له كقائد للفريق، وإثبات أنه أصبح جديرًا بتحمل المسؤولية وارتداء شارة القيادة رغم كل ما تعرض له من انتقادات.

  • Didier Deschamps France 2024Getty Images

    خبرة ديشان

    يتمتع ديدييه ديشان بسجل مبهر في تاريخه عندما يتعلق الأمر بالمنافسة في البطولات الكبرى، والأمر يظهر بوضوح لو تمت مقارنته بباقي المدربين.

    على سبيل المثال جاريث ساوثجيت تعتبر أكبر إنجازاته مع إنجلترا هو الوصول إلى نهائي اليورو الأخير، بينما لا يتمتع يوليان ناجلسمان بالخبرة الكافية مع ألمانيا، كما أن لوتشيانو سباليتي مدرب إيطاليا لم يسبق له تدريب أي منتخب آخر.

    وفي إسبانيا هناك لويس دي لا فوينتي الذي تقتصر إنجازاته على فرق الشباب فقط، وأما روبرتو مارتينيز فيواصل سعيه لتحقيق البطولة الأولى مع البرتغال، بعد تجربة جيدة مع بلجيكا اقتصر فيها على الظهور في الصورة كمنتخب كبير دون المنافسة الحقيقية، كما أن بلجيكا نفسها قررت الاعتماد على دومينيكو تيديسكو، وهو مدرب شاب لم يسبق له تدريب أي منتخب آخر أو أحد الفرق الكبرى.

    وأما رونالد كومان في هولندا، فهو لا يعيش أفضل مراحله المهنية، بالإضافة للحقيقة المرة التي تلازم المنتخب الهولندي بفشل المستمر في مختلف المناسبات الكبرى.

    وهو ما يأخذنا إلى حقيقة واحدة، ديشان هو الأكثر تمرسًا بين كل مدربي الفرق المرشحة للفوز باليورو، لأنه صعد للنهائي مرة وخسره أمام البرتغال، وفاز بكأس العالم في 2018 ووصل إلى النهائي وخسره بصعوبة في 2022.

    وبعيدًا عن الأرقام، يجب الاعتراف بحقيقة أن فرنسا تقدم كرة قدم متوازنة مع ديشان، لأن نجم الديوك ويوفنتوس السابق لم ينجر وراء القدرات الهجومية الخيالية التي يمتلكها هذا الجيل، مفضلًا اللعب بأنسب شكل ممكن لاقتناص الألقاب.