صنعوا فرقًا ووضعوا غيرها على الخريطة .. جوارديولا وفينجر وساكي ومدربين كتبوا التاريخ

"من الآن ولمدة مائة عام لن يُصبح بنفيكا بطلًا أوروبيًا"، هذا ما قاله بيلا جوتمان بعد اجتماعه مع مديرين النادي حيث أبلغوه بالرحيل بعد طلباته المالية الإضافية في عقده المحسن.

لكن لمدة عامين وقبل إطلاق تلك التعويذة فاز بنفيكا بكل شيء، سواء دوري أو دوري أبطال أوروبا وتغلب على الجيل الذهبي لريال مدريد بخمسة أهداف لثلاثة.

ويحسب له الاستغناء عن نجوم الفريق والاعتماد على الشباب بالرغم من تصريح الإدارة وقتها بقدرتها على شراء أي لاعب يطلبه المدرب الجديد.

لا عجب في حب جماهير إنتر للأرجنتين وكل من يأتي منها، فعندما جاء هيلينيو هيريرا إلى صفوف النادي الإيطالي كان منكسرًا ويعيش على أمجاد الماضي.

وعندما رحل كان قد منحهم ثلاثة ألقاب دوري ولقبين أوروبيين بالإضافة إلى لقبين الإنتركونتينتال وأعاد النادي للخريطة الأوروبية والعالمية من جديد

ربما لو كنت قد تابعت كرة قدم قريبًا فأنت لم تسمع بنوتنجهام فورست من قبل إلا في السنوات القليلة الأخيرة عندما عاد إلى الدوري الإنجليزي.

لكن في الواقع فالفريق الإنجليزي هو أحد أعرق الفرق في القارة ومن الفائزين بدوري أبطال أوروبا والدوري وكأس الاتحاد والرابطة والدرع الخيرية وكأس السوبر الأوروبي، والفضل في معظم تلك الألقاب يعود للأسطورة بريان كلوف الذي كان قدوة لعدة مدربين كبار وعلى رأسهم آرسين فينجر.

في حين أنه لم يصنع ميلان كنادِ لكنه كان أحد أسباب هيمنة الجيل الذهبي للنادي في سنوات تألق العديد من الأندية الأخرى.

يكفي الحديث عن ألقابه مع النادي الإيطالي لنعرف مدى تأثيره على تاريخ النادي، فهو يملك لقب دوري إيطالي وسوبر ولقبي كأس أوروبا ولقبي سوبر أوروبي ولقبي إنتركونتيننتال وخرج مرة كوصيف للكأس في عام 1990 وكان ذلك هو النهائي الوحيد الذي خسره مع ميلان.

لا ينكر دور جورج جراهام في تاريخ آرسنال إلا حاقد أو جاهل، لكن في الوقت نفسه بالمقارنة بين تأثيره وتأثير آرسين فينجر فسنجد أن المدرب الفرنسي كان له الغلبة والاستمرارية الأطول.

ما بين الدوري الذهبي وعدم الخسارة، وظهور جيل يقارع عظماء أوروبا حتى الأنفاس الأخيرة، والقتال ماديًا مع إدارة النادي في ظروف عصيبة حافظ فيها قدر الإمكان على هوية النادي ولم نعرف قدره حقًا إلا عندما رحل، كل ذلك يوضح لك ما هو تأثير فينجر على آرسنال.

هذا الرجل الذي لم ينقصه سوى لقب دوري أبطال أوروبا والذي فلت من بين يديه في الدقائق الأخيرة أمام بدايات جيل خارق لبرشلونة، سيبقى دومًا مرتبطًا اسمه بآرسنال كأحد أبرز الشخصيات في تاريخه إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق.

لم يظن أحد أن ليستر سيتي الذي كان يعاني للبقاء في الدوري الإنجليزي في أحد الأعوام أن ينجح في العام التالي أن يحصد لقب الدوري أو حتى يتواجد في مراكز وسط الترتيب.

ما حدث كان معجزة بكل المقاييس، ربما كان تراجع الخصوم سببًا واضحًا فيها، لكن لولا وجود شخص بحنكة ودهاء كلاوديو رانييري لما كان ليستر سيتي قد كتب الفصل الألمع في تاريخه وحصد لقب الدوري الإنجليزي.

قد يغضب البعض لكن ما سنقوله هي الحقيقة المطلقة في هذا الجانب، مانشستر يونايتد هو صنيعة أليكس فيرجسون.

13 لقبًا دوري إنجليزي من أصل 13 حققهم فيرجسون للشياطين الحمر واثنان من أصل ثلاثة في أوروبا فاز بهم الرجل الأول في مانشستر يونايتد لسنوات.

بشكل إجمالي فقد كتب فيرجسون التاريخ في 36 لقبًا في تاريخ مانشستر يونايتد من أصل 69 لقبًا معترف بهم ما بين المحلي والقاري والدوري، وصنع أجيالًا ربما لم تكن لتحقق شيئًا من دونه، وخير دليل على ذلك ما نراه الآن ومنذ رحيله عن صفوف الفريق.

عندما جاء كرويف لبرشلونة كان النادي يعاني من مشاكل عظيمة على كافة المستويات رياضيًا وإداريًا والكثير من الصراعات الداخلية.

لكن المدرب الهولندي والذي يعرف أركان النادي جيدًا جاء باستراتيجية واضحة ووضع حجر الأساس لإنشاء مدرسة لا ماسيا التي أخرجت أعظم المواهب في تاريخ كرة القدم والتي قادت برشلونة لسنوات من الألقاب والتتويجات.

يكفيه حتى لو لم يؤسس لمنهج برشلونة الحالي أنه حصد الدوري الإسباني لأربعة مواسم متتالية مهيمنًا على فرق كبيرة مثل ريال مدريد.

ثلاثة من أصل ست بطولات دوري إنجليزي ولقب في كأس الاتحاد الإنجليزي ولقبين من أصل خمسة في كأس الرابطة، هذا جزء لا بأس به من تاريخ تشيلسي، يعود كل الفضل فيه إلى جوزيه مورينيو.

المدرب البرتغالي الذي أعاد وضع تشيلسي على الخريطة في عام 2004 ومنذ ذلك اليوم سيطر الفريق وظهر قويًا إلا في مناسبات خاصة وعلى فترات متباعدة منها الوقت الحالي.

مورينيو لم يصنع تشيلسي بكل تأكيد، لكنه على الأرجح صاحب عملية الإعلان عنه كقوى أوروبية كبيرة بجوار مانشستر يونايتد وليفربول داخل إنجلترا.

قبل بيب جوارديولا كان مانشستر سيتي فريقًا ينافس على الدوري الإنجليزي ويظهر بشكل جيد أمام خصوم أقوياء مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال وليفربول وغيرهم.

ربما كان يحقق لقب كل عامين، وربما كان قد بدأ رحلة هيمنة على البطولة، لكن الذي أثبت تلك الهيمنة حقًا هو بيب جوارديولا بخمسة ألقاب في الدوري من أصل تسعة تاريخية وسبعة في حقبة البريمييرليج.

وفي كأس الاتحاد هناك سبعة ألقاب اثنان منهما باسم جوارديولا، أما في كأس الرابطة فقد حول سجلهم فيه من أربعة ألقاب إلى الضعف في خلال سنوات قليلة.

وأخيرًا اللقب الأهم على الإطلاق والوحيد لهم في دوري أبطال أوروبا فقد جاء على يدي المدرب الإسباني هذا الموسم، وكان هو أيضًا أول من أرسلهم إلى النهائي قبل عامين عندما خسروا من تشيلسي.