فلوريان فيرتس .. "ميسي الألماني" الذي سيُخرج ليفربول من سجن صلاح ويفتح أبواب السعودية أمامه!

بالنظر إلى الميركاتو الصيفي الحالي، سنجد أن فيرتس كان اللاعب الأفضل من بين النجوم المتاحين، إلى جانب نيكو ويليامز وفيكتور جيوكيريش وغيرهما، حيث مما دفع ليفربول لكسر رقمه القياسي لأغلى الصفقات في تاريخه لإنفاق 125 مليون يورو على ضمه من ليفركوزن.

هذا الانتقال أثار العديد من التساؤلات، نعم فيرتس لاعب رائع، وفكرة خطفه من بايرن ميونخ ومانشستر سيتي تضيف المزيد من البريق للصفقة، ولكن هل استحق الأمر دفع هذا المبلغ الضخم؟

في الحقيقة نعم! أرقام فيرتس الشخصية مع ليفركوزن لا يمكن أبدًا أن تكون للاعب عادي أو متوسط، في موسم 2020/2021 سجل 8 أهداف وصنع مثلهم، وبالموسم التالي أحرز 10 وصنع 14، قبل أن يمر باللحظة الأسوأ في الموسم التالي بتعرضه لقطع في الرباط الصليبي، لينخفض معدله إلى 4 أهداف فقط و8 تمريرات حاسمة.

تلك الإصابة كانت الاختبار الأصعب على الإطلاق بالنسبة للاعب شاب قليل الخبرة، والعديد من المواهب تختفي تمامًا بعد هذا النوع من الانتكاسات، ولكن فيرتس أثبت أنه موهبة حقيقية بعد هذه الأزمة.

الألماني الشاب عاد بأقوى شكل ممكن، وقاد ليفركوزن للفوز بلقب الدوري الألماني في موسم 2023/2024، بتسجيل 18 هدفًا وصناعة 20 في 49 مباراة، قبل أن ينخفض هذا المعدل قليلًا بمجموع 16 هدفًا و15 تمريرة حاسمة في الموسم المنصرم.

هنا سيظهر أحدهم ليقول إن الدوري الألماني بطولة سهلة وأي لاعب يمكنه التألق فيها، ولكن تألق فيرتس يمتد كذلك إلى الصعيد الدولي، حيث سجل 7 أهداف في 31 مباراة مع ألمانيا، وكان أفضل اللاعبين بالمانشافت في يورو 2024.

بعيدًا عن لغة الأرقام، قدرات فيرتس الكروية واضحة للجميع، ويشهد له تشابي ألونسو مدرب ليفركوزن السابق وريال مدريد الحالي، والذي قارنه يومًا ما بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ألونسو قال:"ما يجعل ميسي استثنائيًا هو فهمه لتوقيت وكيفية تنفيذ التمريرات المباشرة، وهذا ما يفعله ليو، يسأل نفسه دائمًا عن اللاعب صاحب الوضعية الأفضل ويمرر له".

وأضاف:"فلوريان يتمتع بهذه القدرة وهذا ما يجعله مميزًا".

الأمر لا يتوقف على التمرير فقط، بل فيرتس يمتلك صفة أخرى لدى ميسي، وهي المراوغة وسرعة خداع المدافعين باستخدام مرونة جسده الفائقة، وقدرته على التحكم في الكرة وكأنها ملتصقة بقدميه.

ويمتلك ميزة أخرى في الأرجنتيني، هي أنه لا يكتفي فقط بتسجيل الأهداف بغزارة شديدة مقارنة بمركزه كلاعب وسط، بل هو أيضًا بارع في صناعة الفرص الخطيرة ولعب التمريرات الحاسمة ومساعدة زملائه على الوصول إلى المرمى في أقصر الطرق.

المقارنة مع أسطورة برشلونة ولاعب إنتر ميامي الحالي ظالمة بكل تأكيد، لأنه لا يوجد أي لاعب مثل ميسي "حرفيًا"، لكن فيرتس لديه مجموعة من صفاته ستجعله بلا منازع الرجل الأول في أنفيلد .. عفوًا صلاح، إنها سنة الحياة!

المكان الرئيسي للنجم الشاب هو صانع الألعاب "رقم 10" وذلك بسبب قدراته الإبداعية الخارقة وإنتاجيته المبهرة في هذا المكان، وعلى الأرجح سيعتمد عليه سلوت في هذه المهمة بجوار ريان جرافنبرخ وأليكسيس ماك أليستر.

قدوم فيرتس مع جيريمي فريمبونج، يأتي كتعويض أكبر من المطلوب بعد رحيل ترنت أرنولد إلى ريال مدريد، نظرًا للإبداع والذكاء الذي يتمتع به كل منهما عندما يتعلق الأمر باختراق الخصم وإمداد باقي اللاعبين بالتمريرات الخطيرة.

صاحب الـ22 سنة يمكنه اللعب كذلك كجناح أيمن وأيسر، وقد نراه على الجانب الأيسر بالتحديد في حالة رحيل لويس دياز أو كودي جاكبو، والغريب أنه يلعب كذلك كمهاجم وسبق له تسجيل 4 أهداف وصناعة 4 في 11 مباراة بهذا المركز.

لذلك هي صفقة سوبر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لاعب متعدد الاستخدامات والانتاجية بمختلف المراكز، مما يُخرج الفريق من سجن الاعتماد على صلاح وحده في صناعة الفارق، مع اكتفاء من حوله بأدوار ثانوية.

فيرتس لن يكون بديلًا لصلاح في المركز، ولكنه سيحرر الفريق من قيود الاعتماد على الدولي المصري، وسيفرض نفسه كلاعب لا يقل أهمية عنه، ويجعل الريدز يمتلكون الرفاهية للتخلي عن صاحب الـ33 سنة لو لزم الأمر، أو لو جاء عرضًا سعوديًا "لا يُرفض"لضمه.

التعاقد مع "ميسي الألماني" ليس مجرد صفقة، بل بداية لحقبة جديدة سيقودها النجم الشاب، ستتلاشى فيه بالتدريج العناصر التي جلبها يورجن كلوب إلى أنفيلد، من أجل إفساح الطريق لعناصر أخرى شابة يمكنها حصد الإنجازات على المدى القريب والبعيد.