صلاح الأفضل في العالم؟ بالذكاء تفوق على هالاند .. والدليل واضح للجميع

بالرغم من تراجع أرقام صلاح على مستوى تسجيل الأهدافـ، إلا أن النجم المصري لا يزال مؤثرًا بشكل واضح في صفوف الريدز، وربما يكون ضمن أكثر اللاعبين تأثيرًا في الدوري الإنجليزي والدوريات الكبرى هذا الموسم.

صلاح ببساطة لم يعتزل التهديف، لكنه تركه جانبًا وقرر أن يضع تركيزه على أمر آخر، وهو صناعة الأهداف والفرص ومنح فريقه الاستفادة القصوى منه.

وبنظرة سريعة على أرقام الموسم الحالي سنرى أن صلاح هو أكثر من قام بصناعة فرص كبيرة تهدد مرمى الخصوم بشكل مباشر، بواقع عشر كرات، وأقرب من يأتي خلفه يملك ثمانية فقط.

في المقابل تتوقع عزيزي أن تنعكس تلك الأرقام على صناعة الأهداف بشكل واضح، لكن هذا ليس صحيحًا، فصلاح ليس أكثر من صنع الأهداف في الدوري الإنجليزي ولا الدوريات الكبرى، ولا حتى ثانيهم، بواقع أربعة أهداف فقط، هناك قائمة طويلة من يسبقونه في القائمة، أمثال جيمس ماديسون وأمين حارث وبوكايو ساكا وغيرهم.

فما السبب يا ترى خلف تراجع أرقام الصناعة في حين أن عدد الفرص التي خلقها يستدعي تسجيل عدد أكبر من الأهداف؟ ولماذا لا يترجم نجوم ليفربول فرص صلاح لأهداف مثل غيرهم؟

فمثلًا هناك جيمس وارد براوس لاعب وست هام الذي يملك ست صناعات من ست فرص قدمهم لزملائه.

يمكن للاعب أن يسجل 50 هدفًا في الموسم لكن عدد الأهداف المؤثرة منهم قد لا يتجاوز الخمسة أهداف، ربما يكون يسجل وفريقه متقدم بالفعل.

وفي المقابل هناك لاعب آخر يسجل ستة أهداف تكون أهداف تأتي بالبطولة، كما كان حال محمد ناجي جدو مع منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا.

هنا نتحدث بشكل أوضح عن محمد صلاح وإرلينج هالاند، فالمصري لا يسجل فقط، بل يسجل ويصنع ويخلق الفرص ويجذب انتباه المنافسين له مما يسمح لزملائه بالتسجيل.

أما هالاند ففكر فقط في أن تسحب منه الدعم الهجومي المتمثل في أمثال كيفين دي بروينه وشاهد كيف هو حاله!

صحيح هالاند يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي بثمانية أهداف وله صناعة، لكن صلاح كان مؤثرًا بنفس القدر مع ليفربول إن لم يكن أكثر، فالمصري سجل خمسة أهداف وصنع أربعة وهو نفس عدد مساهمات هالاند لكن بأهداف أكثر حسمًا.

ويكفي مساهمته في كل مباراة تهديفيًا لصالح الريدز حتى الآن هذا الموسم، عدا مواجهة توتنهام التي نعرف جميعًا ما الذي حدث فيها من سرقة لمجهود صلاح وزملائه وإلغاء لهدف صحيح صنعه المصري.

النجم المصري ربما ليس كما كان قبل سنوات يسجل 40 هدفًا في الموسم، لكنه لا يزال مؤثرًا بشكل واضح للغاية في مستوى فريقه.

صلاح استخدم الذكاء، فعلم أنه لن يستطيع أن يركض بطول الملعب بعد ركلة ركنية للخصم مثل تلك التي سجل منها أمام آرسنال قبل سنوات.

فبدلًا من الركض بطول الملعب أصبح يركض لمسافات أقصر، ويتمركز في أماكن تناسب دوره الجديد الذي صنعه لنفسه ليقوم بتهيئة الأهداف لزملائه بدلًا من تسجيلها بنفسه.

يظن البعض أن عصر صلاح قد ولى بقدوم إرلينج هالاند إلى الدوري الإنجليزي، وفي الحقيقة فأي مقارنة بين الثنائي لن تكون عادلة على الإطلاق، لا فنيًا ولا بدنيًا ولا حتى من حيث جودة الفريق من حول كل لاعب.

الواقع يقول أن صلاح أذكى من أي لاعب ظهر في الدوري الإنجليزي حتى الآن، على الأقل في العشرية الأخيرة، نظرًا لتطويعه للظروف من حوله لتخدمه بدلًا من أن تهزمه.

ذلك يظهر بشكل جلي في أرقامه التي رغم تراجعها فيما يتعلق بتسجيل الأهداف، إلا أنها لا تزال ساطعة ومذهلة فيما يتعلق بصناعته، بل تتحسن.