صفر ريال مدريد ومفاجأة رونالدو .. الفائزون والخاسرون من الميركاتو الشتوي

بعد موسمين غير تقليديين بالنسبة للأهلي خسر فيهم بطولتي الدوري المصري، تحسنت الأمور مع انتداب مارسيل كولر لقيادة الدفة الفنية حيث خاض 20 مباراة محققًا الفوز في 16 لقاء، وتعادل أربعة بدون هزائم.

وخلال سوق الانتقالات الشتوية قام متصدر الدوري المصري بأربع انتدابات هامة متعاقدًا مع خالد عبد الفتاح ظهير أيمن سموحة والذي ظهر بصورة جيدة للغاية فور إشراكه مع الفريق وساهم في فوز الأهلي بمواجهة الديربي، كما تعاقد مع مروان عطية لاعب الاتحاد السكندري بعد منافسة مع الزمالك على خدماته، ومن نفس المنطلق أبرم التعاقد مع لاعب الوسط الجزائري أحمد قندوسي من وفاق سطيف، بجانب التعاقد مع محمد الضاوي جناح النجم الساحلي، بالرغم من عدم التعاقد مع مهاجم وفقًا لرغبة المدرب السويسري إلا أنه سوق قوي للمارد الأحمر زاد فيه من قوته، وحرم منافسه المباشر من صفقات هامة.

ما بين اتهامات وتطاول من هنا وهناك عاد زمالك مرتضى منصور لمواصلة هوايته في الضغط على زرار التدمير الذاتي، بعد موسمين بهدوء نسبي بالنظر لم حدث في شهر يناير منذ طلعت إشراقة أول صباح فيه وحتى الثواني الأخيرة منه، لم يحظى جمهور القلعة البيضاء ببعض من السلام، سلسلة من النتائج المزرية بثلاث هزائم و ثلاث تعادلات، مع الإقصاء من بطولة كأس مصر واتهامات للاعبين بتعاطي المخدرات، ثم إقالة جوسفالدو فيريرا بطل ثنائية الموسم الماضي، والفشل في الحصول على صفقات تدعم الفريق بعد ضياع صفقتي مروان عطية وأحمد قندوسي.

هل تنتهي المشاكل هنا؟ لا ففرط الزمالك في إمام عاشور عمود فقري خط وسط الفريق الذي انتقل إلى ميتييلاند، واكتفى الأبيض بالحصول على خدمات أحمد بلحاج لاعب وسط أسوان على سبيل الإعارة، وناصر منسي مهاجم البنك الأهلي وقطع إعارة محمود شبانة واستعادته من سموحة، لكن الأمور لم تسير بسلام بل فشل النادي الأبيض في تسجيل اللاعبين بسبب مديونيته لدى اتحاد الكرة المصري.

بعد سنوات ناجحة تحت طائلة الروسي رومان أبراموفيتش، جاء الوقت ليكون البلوز مع ملكية جديدة لتود بولي نحو -الحلم الأمريكي- بسياسة مختلفة وسوق انتقالات قد يغير قوانين اللعب المالي النظيف، النادي اللندني تعاقد مع سبع لاعبين بمبلغ 330 مليون يورو تقريبًا ولكن بدهاء أمريكي تغلب فيها على قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" حيث جاءت التعاقدات طويلة الأمد تصل إلى سبع سنوات ليقسم مبلغ الصفقات على كل تلك السنوات، مما جعل "اليويفا" يفكر جديًا في تحديث قوانينه.

ولنزيد من الشعر بيت تشيلسي استحوذ على المستقبل بصفقاته، حيث بدأها باستعارة جواو فيليكس من أتلتيكو مدريد، مرورًا بأندري سانتوس موهبة فاسكو دي جاما، وديفيد فوفانا مهاجم مولده ثم مالو جوستو ظهير أيمن ليون، ولتأمين دفاعي أكبر حصلوا على توقيع بينوا بادياشيل من موناكو وبالنسبة لدعم الأجنحة تعاقد البلوز مع نوني مادويك من آيندهوفن، وحرموا آرسنال من ضم ميخايلو مودريك في اللحظات الأخيرة وتمكنوا من دفع المبلغ المطلوب لشاختار دونيتسك لتأمين خدمات الواعد الأوكراني، وختامها كان مسكًا بالنسبة لجماهير البلوز بالتعاقد مع إنزو فيرنانديز أفضل لاعب شاب في كأس العالم 2022، مقابل 121 مليون يورو حصل عليها بنفيكا، ليصبح أغلى صفقة انتقال في إنجلترا.

نادي العاصمة الفرنسية غير منهجيته في التعاقدات الكبرى مع استقدام لويس كامبوس كمدير رياضي للنادي، وجاء التحرك الوحيد للفريق في السوق الشتوي نحو تشيلسي من أجل ضم حكيم زياش، لكن الصفقة فشلت بسبب خطأ غريب من البلوز الذي أرسل الأوراق المطلوبة بشكل خاطئ ثلاث مرات، لتكون خسارة ثنائية لباريس وزياش الذي كان يبحث عن تحدٍ جديد بعد تقليص دقائق لعبه مع البلوز مؤخرًا.

كذلك لم يتمكن النادي الفرنسي من ضم مالكوم لاعب زينيت سانت بطرسبرج، وفي فشل آخر لم يتمكن باريس سان جيرمان من ضم ميلان شكرينيار في يناير حيث سيبقى اللاعب مع إنتر حتى نهاية الموسم ثم يلتحق بنادي العاصمة الفرنسية مجانًا في الصيف.

نادي العاصمة الألمانية لم يكتفي بدور أول مميز، بل واصل المنافسة على لقب الدوري الألماني مزاحمًا بايرن ميونخ، وعلى مستوى الصفقات تعاقد الفريق من نجمين ظهرا بصورة طيبة للغاية في كأس العالم 2022.

الفريق الألماني ضم يوسيب يورانوفيتش ظهير أيمن سلتيك، ومنتخب كرواتيا، وعيسى العيدوني لاعب وسط فيرينتسفاروشي ومنتخب تونس، بالإضافة لجيروم روسيلون ظهير أيسر نادي فولفسبورج.

تدعيمات مميزة لإبقاء الفريق واقفًا على قدمه من أجل تحقيق معجزة فشلت أندية كبرى في ألمانيا من تحقيقها آخر 10 سنوات وهي حرمان بايرن ميونخ من الوقوف على منصة الدوري الألماني.

الفريق يسير بصورة جيدة متصدرًا الدوري الإسباني، حصد كأس السوبر الإسباني على حساب ريال مدريد، لكنه خسر مجهودات جيرارد بيكيه الذي قرر الاعتزال، ثم غادر ممفيس ديباي إلى أتلتيكو مدريد، ورحل هيكتور بيليرين إلى سبورتينج لشبونة، بالتأكيد الثلاثي المذكور كانوا خارج حسابات المدرب تشافي هيرنانديز، لكن الفريق بالفعل خسر عدد من اللاعبين الذي كان يمكن العول عليهم في حالات طارئة مثل إيقاف لاعبين أو إصابات، لكن النادي لم يدعم بلاعبين آخرين مع الأزمة المالية التي يعيش فيها.

بالرغم من تصريحات حسن صالح حميديتش في نهاية سوق الانتقالات الصيفية أنهم لن يدخلوا سوق الانتقالات الشتوية، ولكن مثل ما يقول المثل "لا أحد يعلم ما الذي يُخَبِئُه الغَد"، اضطر النادي البافاري لإبرام ثلاث صفقات مميزة لتعويض إصابتي مانويل نوير الطويلة، ونصير مزراوي الذي يعاني من التهاب غشاء القلب، ليدعم الفريق صفوفه بالثلاثي يان سومر حارس مرمى بوروسيا مونشنجلادباخ مقابل 8 ملايين يورو، ودالي بليند ظهير أيسر أياكس أمستردام بعد فسخ تعاقده مع النادي الهولندي ليحط الرحال في ألمانيا مجانًا، واستعارة جواو كانسيلو من مانشستر سيتي بعد خلافاته مع مدربه بيب جوارديولا تمثيلًا للمثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد".

بالنظر للصفقات الجديدة فهي تعطي حلول وجودة أكبر للفريق فيما تبقى من الموسم" فرب ضارة نافعة"!.

فريق تضربه الإصابات، ولاعبين كرويًا وصلوا من العمر أرزله، لكن الانتدابات الشتوية صفر، من نادٍ مطالب منه الحفاظ على بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ويخوض موسم طويل يشارك فيه ببطولة كأس العالم للأندية بدون صف ثاني قوي أو بدائل حقيقية في حالة غياب أوإصابات للعناصر الأساسية التي بالفعل تعاني من الإرهاق البدني بعد كأس العالم 2022.

مدافع لندن ضربت في كل حدب وصوب هذا الموسم حتى انفردت بصدارة الدوري الإنجليزي، ومن أجل البقاء على القمة جاء العمل في ميركاتو جيد جدًا من حيث الحصول على أسماء ذات جودة عالية، بالإضافة لكونها خيارات هامة لنواقص الفريق، حيث كانت البداية بضم لياندرو تروسار جناح برايتون المتألق، ولتأمين مستقبل دفاع المدفعجية، تعاقدوا مع ياكوب كيفيور من سبيتسيا، وأخيرًا جاء جورجينيو من تشيلسي لحل أزمة خط الوسط بلاعب ذو خبرة.

ناهيك عن خسارة كريستيانو رونالدو الذي يبدو أنه لن يقدم الكثير في فريق سيعتمد على مهاجمين يملكون القدرة على الدفاع وليس التسجيل فقط، فإن اليونايتد لم يعوض ببديل يبدو أنه سيقدم الفارق الملحوظ بالتعاقد مع فاوت فيخورست من بشكتاش، لكن الكارثة الكبرى التى ضرب الشياطين الحمر هي إصابة كريستيان إريكسن لمدة طويلة قد تصل لنهاية الموسم، ليأتي البديل سريعًا باستعارة مارسيل زابيتسر من بايرن ميونخ على أمل أن يكون خير خلف لخير سلف.

فوز النصر لم يكن له فقط بل كان فوزًا للدوري السعودي بأكمله، التعاقد مع كريستيانو رونالدو كان الحدث الأهم في سوق الانتقالات الشتوية، وحصل دوري روشن على عقود بث من دول أوروبية عديدة، بينما النصر استفاد ماديًا بالتأكيد من الصفقة وفي المستقبل ستكون العوائد أكبر والمعلنين أكثر سخاءًا، بالإضافة لكون الفريق يضم لاعب من طراز عالمي يقدر على قيادة الفريق لمنصات البطولات وربما يكون عام الآسيوية للنصر.

وتعاملت إدارة النصر بشكل جيد في ملف التعاقدات بعد إصابة حارس المرمى دافيد أوسبينا وتعاقدوا مع أجوستين روسي على سبيل الإعارة من بوكا جونيورز، وبالإضافة للظهير الأيمن نواف بوشل لاعب قادمًا من الفتح.

الفريق يعيش أسوأ حالاته على المستوى الفني وعلى مستوى النتائج، ما بين توديع بطولتي الكأس ونتائج متذبذبة وضعتهم في المركز التاسع جعلت من الاستحالة المنافسة على بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم، والجميع يعرف أن الفريق بحاجة لدعم خط الوسط، والدفاع، لكن التعاقد الوحيد للريدز هذا الشتاء هو كودي جاكبو جناح آيندهوفن والذي قدم مستوى جيدًا في كأس العالم 2022 لكنه لم يظهر بالشكل المأمول حتى الآن في أنفيلد.

الفريق الفرنسي في مهمة صعبة للبقاء في الدوري لكنه استفاد ماديًا من بيع نجميه المغربيين بعد أن سطع ضوئهما مع المغرب في كأس العالم.

أنجيه باع عز الدين أوناحي لنادي مارسيليا مقابل 8 ملايين يورو، بينما كان قد تعاقد معه مقابل 75 ألف يورو فقط منذ عامين، فيما رحل سفيان بوفال إلى الريان القطري مقابل 6 ملايين يورو، بينما كان انضمامه إلى الفريق في صفقة انتقال حر أي أن الفريق حصل على نحو 14 مليون يورو بينما أن القيمة السوقية للفريق ككل 55 مليون يورو فقط.

بطل إنجلترا آخر موسمين يجد منافس جديد هذا الموسم بعد ابتعاد ليفربول، متمثلًا في آرسنال ميكيل أرتيتا مساعد بيب جوارديولا السابق.

الفريق السماوي تعاقد هذا الصيف مع الشاب الواعد ماكسيمو بيروني لاعب وسط نادي فيليز سارسفيلد الأرجنتيني، بينما خسر دعامة أساسية في خط الدفاع دون تعويض مع رحيل جواو كانسيلو إلى بايرن ميونخ على سبيل الإعارة.