صدفة الدنمارك وحرب الأربعة أيام .. كرة القدم والسياسة قبل روسيا وأوكرانيا

تسببت الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت بين 1936 وحتى 1939 في تعطيل المسابقات الوطنية في البلاد.

وعلى الرغم من تعليق الدوري الإسباني، استمرت الأندية من إقليمي كتالونيا وفالنسيا في التنافس في دوري البحر المتوسط أوائل عام 1937.

فيما قام نادي برشلونة في وقت لاحق بجولة في المكسيك والولايات المتحدة من أجل دعم الجمهورية الإسبانية.

عادت بطولتي الدوري والكأس في إسبانيا بداية من موسم 1939-40 بعد انتهاء الحرب الأهلية.

وقرر نظام الجنرال فرانكو، الذي استحوذ على السلطة، استخدام كرة القدم كأداة دعائية للنظام الجديد.

شهد عام 1969 حربًا بين السلفادور وهندوراس استغرقت أربعة أيام، وراح ضحيتها الآلاف، فيما عرف لاحقًا باسم "حرب كرة القدم".

ما حدث، أنه وخلال المباراة التي أقيمت بين السلفادور وهندوراس في 27 يونيو 1969 لتحديد المتأهل إلى كأس العالم 1970، كانت النتيجة تشير للتعادل 2-2.

تلك كانت المباراة الثالثة بينهما، بعد أن فازت هندوراس في الأولى بهدف نظيف، وردت السلفادور بالفوز في المباراة الثانية بنتيجة 3-1.

وبينما دخلت المباراة الفاصلة الدقيقة 11 من الوقت الإضافي، تمكن موريشيو رودريجيز لاعب السلفادور من تسجيل هدف الفوز.

المباراة انتهت بفوز السلفادور بالفعل، لكن الأسابيع الثلاثة التي تلتها شهدت اندلاع الحرب بين البلدين.

السبب الرئيسي لتلك الحرب كان أعمق من كرة القدم بكثير، حيث تعود جذورها إلى قضايا الإصلاح الزراعي في هندوراس، والهجرة ومشاكل السكان في السلفادور.

أدت حرب 1967 بين مصر وإسرائيل إلى توقف نشاط كرة القدم في مصر لمدة ست سنوات كاملة.

الحرب وتوقف النشاط، أدى إلى اعتزال العديد من نجوم الكرة المصرية، ومن بينهم "السبعة الكبار" في الأهلي.

القائمة تضمنت صالح سليم وشقيقه طارق، ومحمود الجوهري، وطه إسماعيل، وعادل هيكل، ورفعت الفناجيلي، وميمي الشربيني.

كما شارك العديد من نجوم مصر في حرب أكتوبر 1973، مثل حمادة إمام والجوهري، والعديد من النجوم الآخرين.

رغم الصورة الودية، وتبادل الورود البيضاء بين لاعبي إيران والولايات المتحدة قبل مباراتهما في بطولة كأس العالم 1998، إلا أن الملعب لم يعكس أبدًا تلك الصورة.

المباراة بين الولايات المتحدة وإيران كانت متوترة الفترة طويلة منذ الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي بسبب الثورة الإيرانية.

وبعد الهجوم على السفارة الأمريكية في طهران، والدعم الأمريكي للعراق خلال الحرب الإيرانية العراقية، والعلاقة بين واشنطن وطهران لم تكن في أفضل أحوالها.

المباراة التي أقيمت لحساب دور المجموعات، انتهت بفوز إيران بنتيجة 2-1، وحملت معها عنفًا كبيرًا من الطرفين، وندية لم يسبق لها مثيل.

بعد قيام العراق باتخاذ قرار غزو الكويت في 1990، تأخر انطلاق النسخة 11 من بطولة كأس الخليج ثلاث سنوات، بعد أن كانت تقام كل عامين.

وتسبب الغزو في خروج قرار بإجماع رؤساء الاتحادات الخليجية باستبعاد منتخب العراق من المشاركة في البطولة.

غياب العراق عن كأس الخليج امتد منذ 1992 حتى عودة "أسود الرافدين" إلى البطولة في 2004.

إذا تساءلت يومًا عن سر تلك العداوة الغريبة بين الأرجنتين وإنجلترا في كرة القدم، فالإجابة هي "حرب الفوكلاند".

البداية كانت في عام 1833 حين قامت فرقة مدفعية بريطانية بطرد القوات الأرجنتينية المسيطرة على جزيرة الفوكلاند وأعلنت خضوع الجزيرة للتاج الملكي.

هذه الحرب كانت بداية الشرارة التي أشعلت الأزمة بين البلدين، حتى وصل الأمر لكرة القدم، فادعى الإنجليز أنهم من علموا الأرجنتينيين فنون كرة القدم وكانوا سببًا في دخول هذه الرياضة البلاد.

وفي مونديال 1966، التقى المنتخبان في مباراة شهدت الكثير من الأزمات والخلاف والشجار من لاعبي التانجو من الحكم والبلد المضيف قبل أن يخسر التانجو بهدف نظيف ويودع البطولة.

وفي 1982، قامت حرب معروفة في التاريخ باسم "حرب الفوكلاند" بين القوات البريطانية والأرجنتينية استمرت بين أبريل إلى يونيو وانتهت في الأخير بخسارة القوات الأرجنتينية واستمرار الهيمنة الإنجليزية على الجزيرة. 

وفي عام الحرب، نظمت إسبانيا كأس العالم، وحاولت القرعة إبعاد الأرجنتين وإنجلترا عن بعضهما بشتى الطرق، لكن الشغب بين جمهور البلدين لم يتوقف، لدرجة تبادل إطلاق النيران بينهما في إحدى المدن الإسبانية.

وبعد أربع سنوات، وبالتحديد في مونديال 1986، وبعد أربع سنوات من نهاية الحرب، اشتعلت مواجهة بين انجلترا والأرجنتين في ربع النهائي وانتهت  بانتصار الألبيسيليستي بهدفين لهدف، الأول بلمسة يد شهيرة عرفت باسم "يد الرب" والثانية المراوغة الأعظم من مارادونا وهدف القرن.

في عام 2016، حدث هجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، على خلفية أحداث سياسية بين البلدين.

السعودية حينها قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ودعت البعثة الدبلوماسية الإيرانية الموجودة على أراضيها لمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

تلك الأزمة، دعت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للتدخل، وحينها قرر إقامة كافة المباريات بين الأندية السعودية والإيرانية في البطولات الآسيوية على أراضٍ محايدة، وهو القرار الذي لا يزال ساريًا حتى الآن.

كان من المفترض إقامة النسخة الرابعة من بطولة كأس العالم في عام 1942، لكن جاء اندلاع الحرب العالمية الثانية في 1940 ليعطل تلك الخطة.

وبعد انتهاء الحرب في عام 1945، حاول الاتحاد الدولي لكرة القدم تعويض عدم إقامة بطولتي 1942 و1946، وبحث بالفعل عن دولة لاستضافة تلك البطولات، لكنه فشل في الوصول لأي دولة أوروبية تستضيف الحدث بعد الحرب.

وجاءت البرازيل لتنقذ الموقف، بتقديم طلب لاستضافة كأس العالم بشرط أن تقام عام 1950، بعد أن كان مقررًا أن تقام البطولة عام 1949.

قبل أسابيع من انطلاق بطولة أمم أوروبا 1992، اندلعت حرب يوغوسلافيا لتتسبب في استبعاد منتخبها من المشاركة في البطولات، وأدى ذلك إلى دعوة منتخب الدنمارك الذي لم يتأهل للمشاركة في "يورو 92" لخوض البطولة.

تلك الصدفة، أدت في نهاية المطاف إلى تتويج "الديناميت الدنماركي" بلقبه الكبير الوحيد في تاريخه، بعد أن ظفر بلقب كأس أمم أوروبا.